بيروت - (وكالات): تواصلت عمليات القنص المتقطع في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، بين مجموعات سنية وعلوية على خلفية الأزمة السورية، ما أسفر عن سقوط قتيل جديد وإصابة اثنين بجروح، بحسب مصدر أمني لبناني. ولفت المصدر إلى "وفاة شخص في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية متأثراً بجروح أصيب بها في وقت متأخر من مساء أمس الأول”، مضيفاً أن أعمال القنص أمس أدت كذلك إلى "إصابة شخصين بجروح في جبل محسن أحدهما فتى عمره 16 عاماً”. وبذلك، ترتفع حصيلة المعارك التي بدأت الإثنين الماضي بين مجموعات علوية من جبل حسن مناصرة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى سنية مناهضة له في حي باب التبانة السني، إلى 15 قتيلاً و112 جريحاً. وأوضح أن "الهدوء الحذر يخيم على طرابلس مع استمرار عمليات القنص المتقطع”، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني "يسير دوريات ويرد على مصادر النيران”. وذكرت تقارير في طرابلس أن "كل مناطق التماس خصوصاً شارع سوريا ومنطقة البقار شبه خالية من حركة السكان والمارة”، موضحاً أن "السكان الذين هجروا نتيجة المعارك الأخيرة لم يعودوا إلى منازلهم”. وقال إن "كل المحال في شارع سوريا مغلقة”. ولفت إلى أن "المياه مقطوعة عن بعض أحياء التبانة ما يضطر السكان أحياناً إلى تعبئة المياه من بعض المساجد”، مضيفاً أن "الأهالي في بعض أحياء التبانة يقومون بجمع النفايات من الشوارع بأنفسهم وذلك لكون شركة النفايات الخاصة المكلفة من قبل بلدية طرابلس القيام بذلك لم تعاود عملها بسبب التوتر الأمني”. وأشارت التقارير إلى أن "الكهرباء مقطوعة تماماً منذ 5 أيام عن كل شارع سوريا إضافةً إلى بعض مناطق جبل محسن وباب التبانة ذات الغالبية السنية بسبب تقطع أسلاك الكهرباء نتيجة الاشتباكات”. من ناحية أخرى، وصل إلى بيروت أمس أحد المخطوفين اللبنانيين الشيعة الـ11 في سوريا منذ مايو الماضي، على متن طائرة تركية خاصة، مؤكداً أن رفاقه العشرة الذين لايزالون محتجزين "جميعهم بخير”. وذكرت تقارير من المطار أن الرهينة اللبناني حسين علي عمر وصل إلى مطار بيروت بصحة جيدة وهو يرتدي ربطة عنق تحمل ألوان ورمز العلم التركي. ولفت إلى أن وزير الداخلية مروان شربل ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم والنائبين الشيعيين علي عمار عن "حزب الله” وغازي زعيتر عن حركة أمل كانوا في استقباله، إضافة إلى ذويه وذوي الرهائن العشرة الآخرين. ووجه عمر الشكر إلى "كل من ساهم بإطلاق سراحي وخاصة الدولة التركية حكومة وشعبا”، إضافةً إلى الإعلام اللبناني. ولفت إلى أن معاملة الخاطفين كانت "ممتازة وكنا نشعر بأننا بين أهلنا وأصدقائنا”، مؤكداً أن "كل اللبنانيين الـ10 الباقين هم بألف خير”. ولفت إلى أنه يرتدي ربطة العنف هذه لأن "الحكومة التركية أطلقت سراحنا”، طالباً منها تكثيف الجهود للإفراج عن الباقين. وكشف أن أحد الخاطفين أبلغه أن "باقي الشباب المخطوفين الـ10 سيكونون في لبنان خلال 5 أيام”. وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أعلن في بيان أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أبلغه بالإفراج عن الرهينة اللبناني حسين علي عمار. وفي سياق متصل، أعلنت عائلة المقداد الإفراج عن 6 سوريين مؤكدة أنه لم يعد لديها سوى 4 سوريين مخطوفين على علاقة بالجيش السوري الحر المعارض، إضافة إلى مواطن تركي.
قتيل وجريحــان مـــع تواصـــل القنــــص شمــــال بيــــروت
26 أغسطس 2012