أكد عضو اللجنة الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في لندن حسين عابديني أن الجماعات الشيعية التي لا تخضع لهيمنة ولاية الفقيه تتعرض لأبشع صنوف القمع والقتل من قبل هذا النظام وأذياله في إيران، مشيراً إلى أن المسألة الرئيسة لدى النظام ليست طائفية بالمفهوم الاعتيادي منها بل إن غاية النظام من التشدق بحماية الشيعة هي الحصول على مدخل ومنفذ لمزيد من التدخل وفرض الهيمنة على مقدرات الشعوب والبلدان في المنطقة ليست إلاّ.ودعا حسين عابديني، في حديث حصري أجرته معه اللجنة الخليجية الأوروبية للدفاع عن أشرف وليبريتي في لندن يوم السبت الماضي، إلى قطع علاقات الدول العربية مع نظام الملالي واشتراط إقامة أي علاقة معه بوقف دعم النظام لبشار الأسد والمجازر في سوريا وإيقاف تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول العربية.وقال إن النظام يستخدم النزعات الطائفية لتهيئة الأجواء الملائمة من أجل تحقيق مآربه الدنيئة الخبيثة، موضحاً أن الغاية الرئيسة للنظام سيما في تدخلاته في البحرين واليمن والسعودية، هي توسيع مساحة الهيمنة والنفوذ له في هذه البلدان من أجل تنفيذ أجندته الإقليمية.^ عابديني كيف ترون تصعيد تدخلات النظام الإيراني في شؤون الدول العربية في الوقت الحالي؟- سبب تصعيد النظام لتدخلاته في الدول العربية باعتقادي يعود إلى رد فعل لحكومة الملالي أمام موجات الغضب للجماهير العربية حيال تدخلات النظام الإجرامية في المنطقة ولا سيما دوره المباشر والهادي في المجازر بحق الشعب السوري الأعزل من جهة وهلع نظام ولاية الفقيه من السقوط المحتوم لحليفه الاستراتيجي وتداعيات هذا التطور الواسعة في المنطقة.ولكن بشأن أهداف النظام فيمكنني القول إن الإجراءات المختلفة التي يتخذها تأتي لتمهيد الأرضية لتدخلاته وتنفيذ مؤامراته بغية الاحتفاظ بموقعه وتوازنه الهش في المنطقة. لا سيما أن الربيع العربي رافقته موجة الدعم المتزايدة للمواطنين ومنتخبيهم في العالم العربي من سكان أشرف وليبرتي في العراق الذين يرمزون لإرادة المقاومة الإيرانية. فضلاً عن دعم الأغلبيات البرلمانية في مصر والأردن والبحرين ووقوف المناضلين السوريين الأبطال إلى جانب مجاهدي أشرف، فكل ذلك أدخل الرعب في قلوب الملالي الحاكمين بصورة لا توصف من الاتجاه الذي اتخذته بوصلة التغييرات الإقليمية.^ النظام الحاكم في إيران يجعل من نفسه مدافعاً عن الشيعة والمجتمعات الشيعية في البلدان العربية في المنطقة ومنها في البحرين والسعودية واليمن. ماهي طبيعة هذه الدعوى للنظام؟ وماهي غايته؟- أود أن أوضح في البداية طبيعة التشدق بالدفاع عن الشيعة لدى نظام الملالي المعادي للإنسانية فالحقيقة الأولى هي أن النظام لا يعتري أبدًا في الأساس بأي توجه ديني ومذهبي وطائفي فلديه مآرب وغايات بعيدة كل البعد عن مثل هذه التوجهات. واقع الحال هو أن أغلبية سكان إيران هم من الشيعة وبطبيعة الحال أن معظم أفراد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية باعتبارها أكبر وأوسع منظمة معارضة إيرانيه هم من الشيعة. لكنكم انظروا إلى الآلاف المؤلفة منهم الذين ذاقوا الأمرين من سلطة ولاية الفقيه طيلة ثلاثة عقود وأن النظام الإيراني قتل وأعدم أكثر من 120 ألفاً من أعضاء مجاهدي خلق والمناضلين أغلبهم من الشيعة... ومنهم بالمجزرة الجماعية المروعة بحق 30 ألفاً من السجناء السياسيين الإيرانيين عام 1988. كما هو الحال في العراق حيث إن الجماعات الشيعية التي لاتخضع لهيمنة ولاية الفقيه تتعرض لأبشع صنوف القمع والقتل من قبل هذا النظام وأذياله هناك. إذن المسألة الرئيسة لدى النظام ليست طائفية بالمفهوم الاعتيادي منها بل إن غاية النظام من التشدق بحماية الشيعة هي الحصول على مدخل ومنفذ لمزيد من التدخل وفرض الهيمنة على مقدرات الشعوب والبلدان في المنطقة ليست إلاّ. صحيح أن النظام يستخدم النزعات الطائفية لتهيئة الأجواء الملائمة من أجل تحقيق مآربه الدنيئة الخبيثة. فلذلك إن الغاية الرئيسة للنظام سيما في تدخلاته في البحرين واليمن والسعودية هي توسيع مساحة الهيمنة والنفوذ له في هذه البلدان من أجل تنفيذ أجندته الإقليمية ولاغير.^ خلال الأيام الأخيرة شاهدنا ضجة إعلامية في وسائل الإعلام الحكومية في إيران ضد البحرين. ما هي حقيقة هذا التصعيد وما هو موقف المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق الإيرانية حياله؟- نعم، الواقع هو أن عناصر الحرس وقوات الباسيج (التعبئة) التابعة لنظام الملالي وكذلك المحسوبين على ولاية الفقيه من خارج الحدود الإيرانية تجمعوا حوالي الساعة الخامسة بعد ظهر يوم الأربعاء 22 أغسطس من أجل إقامة مسرحية مثيرة للاشمئزاز أمام السفارة البحرينية بطهران. وجاءت هذه المهزلة بعد عودة السفير البحريني إلى إيران. الأمر المضحك أكثر هو أن النظام الذي يشكل ما يسمى بمحكمة أمام السفارة البحرينية، إنه نظام أدين حتى الآن قرابة ستين مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتهاكاته السافرة لحقوق الإنسان في إيران وارتكب جرائم كبرى بحق أبناء الشعب الإيراني، وبدءاً من الولي الفقيه المجرم ومروراً بمختلف المسؤولين الذين يشغلون مناصب هامة في النظام حالياً، مطاردين من قبل محكمة ميكونوس الألمانية إلى القضاء الأرجنتيني فضلاً عن مختلف الأجهزة القضائية والأنتربول الدولية.إنه نظام رفض لمدة سنتين السماح للمقرر الدولي لحقوق الإنسان أن يدخل إيران فلذلك فإن النظام الذي لا يراعي أقل اهتمام والتزام بأبسط مبادئ حقوق الإنسان، فلا يحق له أن ينادي إلى هذه القيم لأن "فاقد الشيء لا يعطيه”.إن الشعب الإيراني يعرف جيداً بأن هذا النظام يستغل اسم الإسلام وينهب العائدات النفطية لتمرير سياسة التدخل وفرض الهيمنة في البلدان الأخرى. إن هذا النظام لا يمثل الشعب الإيراني إطلاقاً وقد استمر بسلطته المشينة من خلال القمع والمجازر والفساد ليس غيرها. إن المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق والشعب الإيراني قاطبة طيلة ثلاثين عاماً تدرك تماماً المآرب العدوانية التوسعية التي يكنها النظام ضد دول المنطقة وتدين المسرحية المهزلة لنظام ولاية الفقيه أمام السفارة البحرينية في طهران.^ أشرتم إلى مواقف الشعوب للبلدان العربية واستنكار الأوساط الشعبية لجرائم النظام الإيراني وتدخلاته لكن حسب رأيكم ما هو الطريق أمام دول المنطقة سيما الدول العربية للتصدي أمام تصرفات وتدخلات النظام الإيراني؟- في الظرف الراهن وبالنظر إلى إصرار نظام الملالي الحاكم في إيران على دعمه الشامل لنظام بشار الأسد وديمومة المجازر بحق الشعب السوري الشقيق، واستمرار النظام بسياسة التدخل السافر في الدول العربية، فإننا ندعو جميع دول المنطقة وخاصه أشقاءنا العرب بسحب سفرائها من إيران وقطع علاقاتها مع هذا النظام بصورة كاملة وأن تشترط إقامة أي نوع من العلاقات مع النظام بوقف دعمه لبشار الأسد والمجازر في سوريا وكذلك وقف تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول العربية. كما نناشد أشقاءنا العرب بأن يقفوا في هذا الظرف المصيري إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل تغيير نظام الملالي وعلى وجه التحديد دعم حقوق سكان مخيمي أشرف وليبرتي في العراق وهم يرمزون لإرادة المقاومة الإيرانية.