بملابس أنيقة وحقيبة فاخرة من طراز "مايكل كورس”، لا تبدو ميسون الجيوسي كسائقة سباقات سيارات، ولكن ذلك يبدو واضحاً بعد أن تجلس خلف المقود وتنطلق بأقصى سرعة في شوارع مدينة رام الله الفلسطينية. وتقود الجيوسي أول فريق نسائي لسباقات السيارات في الشرق الأوسط وهو فريق "سبيد سيسترز” الفلسطيني المؤلف من 6 شابات فلسطينيات مسلمات ومسيحيات في العشرينات والثلاثينات من العمر. وواجه الفريق تشكيك الأهل وحقائق الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى نوع من رفض الشارع العام الفلسطيني لتصبح الفتيات نجمات محليات وموضوع فيلم وثائقي. وتقول منى عناب وهي من الفريق "أشعر بأننا أحرار عندما نقوم بذلك فهي طريقة للهرب من كل شيء حولنا”. وتشرح الجيوسي بأن حبها للسرعة ولد من الساعات الكثيرة التي قضتها عالقة في الطوابير الطويلة أمام الحواجز العسكرية الإسرائيلية. وتضيف "أشعر باكتئاب شديد من الحواجز العسكرية ولكن هذه السرعة تجعلني أشعر بأنني قوية وتساعدني على طرد الاكتئاب. فعندما يسمح لك الجندي أخيراً بالمرور فإنك تشعر بأنك تريد أن تطير”. وبدأت الجيوسي بتعلم القيادة دون إخبار والديها بعد تخرجها من جامعة بيرزيت في إدارة الأعمال. وتشير إلى أن والديها "لم يكونا يعتقدان بأنها تحتاج إلى الرخصة بالإضافة إلى أنها كانت مكلفة”. وفي عام 2010 عرض رئيس الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية خالد قدورة على الجيوسي فرصة المشاركة في معسكر تدريبي ترعاه القنصلية البريطانية مع فتيات أخريات بمستويات مختلفة من الخبرة في القيادة وعندها ولد فريق "سبيد سيسترز”. وبدأت عناب أيضاً بالقيادة دون إذن من عائلتها حيث تقول ضاحكة "كنت أسرق سيارة أختي وأقودها دون رخصة”. ودون خوف، تقود عناب السيارة بأقصى خلال تدريب الفريق في موقف سيارت مسلخ في الضفة الغربية وهو أفضل مكان متاح للفريق لممارسة التدريبات. وبالنسبة للفريق فإن الجلوس وراء المقود هو طريقة أيضاً للهرب من المطالب الاجتماعية. وبحسب الجيوسي فإنه "في ثقافتنا، نشعر بالكثير من الضغط للاستماع إلى أهلنا ولكنني عندما أكون في السيارة فإنني أستطيع أن أفعل ما أريد بها”. وتضيف "أشعر بالحرية الكاملة”.
فلسطينيــــــات يجــدن الحريــة وراء عجلــة القيــادة فــي سباقــات السيــارات
27 أغسطس 2012