كتب - حسن الستري:نقل نائب رئيس بلدي المحرق علي المقلة عن مصدر مطلع بـ«البلديات” قوله، إن اجتماعاً جرى أمس بين مسؤولين أستراليين ومسؤولي وزارة البلديات، لبحث أزمة اللحوم بعد منع البحرين شحنتي أغنام من دخول البلاد.وقال المقلة نقلاً عن المصدر، إن الأستراليين طالبوا الجانب البحريني برفع الأسعار لتحسين نوعية اللحوم المورّدة للمملكة، على خلفية مطالبة مسؤولي "البلديات” بجلب مواشي ذات جودة أعلى من المستوردة حالياً. وأضاف أن الأستراليين بينوا أن لديهم 3 أنواع من اللحوم، و«لا مانع لديهم من تحسين النوع مقابل رفع السعر المدفوع حالياً، لافتاً إلى أن هذه المطالب تترافق مع عرض سوداني لتغطية حاجة البحرين من المواشي الحية.ونبّه المقلة إلى أن الأستراليين رموا الكرة في ملعب شركة البحرين للمواشي على حد وصف المصدر، و«يجب على الشركة أن توفر أفضل أنواع اللحوم بالأسواق ومنافذ البيع، في ظل تلقيها دعماً سنوياً هائلاً من الحكومة، وأرباحها لن تنخفض إذا استبدلت طريقة عملها العشوائية بأخرى منظمة”. وفي وقت لم يتسن لـ«الوطن” الحصول على توضيح من وزارة شؤون البلديات حول الاجتماع، نفى رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للمواشي إبراهيم زينل علمه بوقوعه، وقال إنه لا يستطيع التعليق على شيء غير رسمي. وتدعم الحكومة شركة البحرين للمواشي لتثبيت سعر اللحم الأسترالي المنشأ على دينار واحد للكيلو غرام الواحد، ما يعني حسب مراقبين أن تحسين نوعية اللحوم أو استيرادها من بلدان أخرى قرار حكومي بالدرجة الأولى. وكان زينل توقع وصول إجمال الدعم الحكومي للحوم خلال العام الحالي إلى نحو 50 مليون دينار، مؤكداً أن أسعار اللحوم في البحرين هي الأقل مقارنة بدول المنطقة.وفي موضوع ذي صلة أشاد المقلة بتصريح سفير السودان لدى المملكة عبدالله أحمد عثمان، حول استعداد بلاده لتصدير كميات كافية من الأغنام الحية إلى البحرين، مع وجود توجيهات عليا من الحكومة السودانية لتذليل كافة العقبات وتقديم كامل التسهيلات لشركة البحرين للمواشي بما يعين البحرين على تلبية احتياجاتها الغذائية من اللحوم الحمراء. ودعا المقلة الجهات المعنية في الدولة إلى تنويع مصادر استيراد اللحوم حتى لا تصبح الأسواق المحلية رهينة لأنواع محددة وشحنات مريضة، وحتى لا تتكرر قضية خلو الأسواق من اللحوم الحية نظير ما تشهده البلاد حالياً. ولفت إلى ما ذكره السفير السوداني حول إمكانية استخدام البحرين بواخر صغيرة الحجم تتراوح سعتها ما بين 10 ـ 15 ألف رأس من الأغنام الحية على غرار التجربة السعودية، داعياً إلى التجاوب مع مقترح السفير السوداني وترجمته على أرض الواقع. وأكد المقلة أن هناك مصادر أخرى يمكن استيراد اللحوم الحية منها مثل الصومال وسواها من دول العالم التي تتمتع بوفرة الإنتاج الحيواني لديها، وتُصدّر الفائض عن حاجتها إلى الدول الأخرى، مشيراً إلى أن مثل هذا التوجه يخلص البحرين من مشاكل الاعتماد على مصادر محدودة من الدول المنتجة للحوم. وقال المقلة إن الحكومة لا تألوا جهداً في سبيل توفير مختلف السلع للمواطنين والمقيمين، وتتمسك باستمرار الدعم لهذه سلع غذائية محددة بينها اللحوم رغم ارتفاع أسعارها عالمياً، تيسيراً على المواطنين وتمكينهم من الحصول على مختلف احتياجاتهم المعيشية بأسعار في متناول الجميع وخاصة محدودي الدخل منهم.وكان مصدر مسؤول بوزارة البلديات ذكر أن شحنة من رؤوس الأغنام الأسترالية تقدر بنحو 20 ألف رأس وصلت إلى البحرين منتصف أغسطس الحالي، وكشفت الفحوصات أنها مصابة بأمراض معدية ومعوية وديدان وطفيليات، وهي أمراض من الممكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق اللمس.ومنعت وزارة البلديات الأسبوع الماضي دخول شحنتي أغنام أسترالية تحملان على متنهما 42 ألف رأس، بعد اكتشاف أطباء بيطريين إصابتها بمرض "أورف” المعدي للحيوان والإنسان، ما أدى إلى خلو الأسواق من اللحوم الحية، ودفع القصابين إلى رفع شكوى من تقلص عملهم بنسبة 50% لعدم وجود لحوم طازجة في الأسواق، وعدم رغبة المواطنين في شراء اللحوم المبردة، وذكر أحدهم أنه أغلق محاله الـ6، لأنه لا يريد أن يبيع المواطنين لحوماً مبردة لإشكالات شرعية تثار حول طريقة ذبحها.