لسوء حظي لم أتمكن من حضور مجلس غرفة تجارة وصناعة البحرين الرمضاني الأخير الذي عقد 10/8/2012م، والذي خصص جزء كبير منه لمناقشة قضايا "المرأة والعمل”، لكنني تمكنت من خلال التقارير الصحافية المحلية التي قامت بتغطية ذلك الحدث من الإطلاع على ما دار في ذلك المجلس. وكنت أعددت نقاطاً كثيرة عن هذا الموضوع ووضعتها مع شيء من التفصيل في هذا المقال لتعم الفائدة فكلنا يعلم أن عمل المرأة في القطاع الخاص كان ومازال ناجحاً ومتميزاً رغم أنه محصور في مجالات محددة كالبنوك والطيران والمجمعات التجارية وأنا اعتبر أن توجه المرأة لهذه القطاعات بالتحديد ربما يرجع أن المرأة تعتبر مثل هذه الأعمال مناسبة لها وتتلاءم مع قدرتها كامرأة ذات طاقة محدودة. غير أن هذه النظرة أخذت في التغير بسرعة كبيرة في الأعوام القليلة الماضية. وها نحن نشاهد أن المرأة البحرينية أخذت في التوجه وبقوة إلى قطاعات أخرى جديدة عليها وهي الشركات الصناعية "الكبرى في المملكة”، وسبب هذا التغير هو أن المرأة البحرينية العصرية ذات التطلعات البعيدة أصبحت مؤهلة علمياً ومهنياً كالمهندسات حديثات التخرج على سبيل المثال. ونستطيع القول إن هذه الفئة تكونت لديها رغبة كبيرة في تطبيق دراستهن في الأعمال المناسبة لتخصصاتهن العلمية، بالإضافة لوجود شواغر وطلبات لهذا النوع من التخصصات، ووجود النية لدى المسؤولين لتجربة المرأة في هذه الأعمال. إلى جانب الحوافز المغرية التي تقدم من قبل هذه الشركات لمنتسبيها لتطوير قدراتهم العلمية ورفع أدائهم في العمل. بخلاف الحوافز الأخرى. وإذا ما نظرنا إلى ما يقدم للمرأة هذه الأيام من دعم وتشجيع ورعاية من قبل المؤسسات وكذلك الجمعيات ذات العلاقة بالمرأة والدفاع عن حقوقها في العمل، وبالأخص من قبل المجس الأعلى للمرأة الذي استطاع من خلال علاقاته الوطيدة واتصالاته المستمرة مع القائمين على إدارات هذه الشركات الكبرى بالمملكة، نرى أن الجهد أثمر عن فتح أبواب التوظيف للمرأة من أجل إعطائها الفرصة كي تثبت كفاءتها العملية بعد أن استطاعت إثبات كفاءتها العلمية، وهذا بدوره يعتبر مكسباً كبيراً للمرأة. وبينما كنت أتابع نشرة أخبار يوم 7/8/2012م، وإذا بي أفاجأ بورود خبر محلي يتعلق بنجاح المرأة البحرينية في وصولها للعمل في إحدى الشركات الصناعية الكبرى وتبين أن "جيبك” هي المقصودة بذلك الخبر. وبدأ الخبر بمقابلة تلفزيونية مع إحدى المهندسات الشابات التي التحقت مؤخراً "بجيبك” ضمن مجموعة من المهندسات حديثات التخرج. بدأت المهندسة الشابة التي بدا عليها من خلال حديثها، الثقة العالية بالنفس، وكان أسلوب حديثها راقياً ومتزناً مما يدل على ما تتمتع به من شخصية قوية ومؤثرة.وشدني حديثها كثيراً الذي أشارت فيه أن الفضل يعود أولاً وأخيراً إلى جهود صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة على دعمها المتواصل واللامحدود للمرأة البحرينية وحثها للشركات الكبرى في المملكة لفتح كافة مجالات العمل للمرأة كي تأخذ نصيبها في خدمة وطنها ومجتمعها، أسوةً بأخيها الرجل، تأكيداً على حق المساواة في العمل بين الرجل والمرأة، وأضافت المهندسة الشابة في سياق حديثها أن الفضل أيضاً يعود "لجيبك” التي كانت من أوائل الشركات استجابةً لذلك النداء السامي من قبل قرينة جلالة الملك المفدى دون تردد. وقد سعدت كثيراً لسماع هذا التقدم النوعي للمرأة ونجاحها في دخول قطاع عمل مثل البتروكيماويات. ودفعني فضولي إلى البحث عن كيفية دخول المرأة إلى "جيبك”، بسبب ما نعرفه عن الأنظمة والقوانين فيها ومدى الحرص الشديد والدقيق في اختيار كوادرها البشرية بحيث تتواءم مع المواصفات والمعايير العالية الدقة في التوظيف ومع التخصصات والمتطلبات العملية المطلوبة. والتي تأتي ضمن مراحل متعددة وصولاً للتأكد من أن المتقدم تمكن من اجتياز هذه المراحل بدقة ونجاح وبصورة مرضية جداً. وعلمت أن طريقة اختيار هذه المجموعة من المهندسات الشابات تم وفق أعلى المعايير العلمية والقياسية المتبعة في "جيبك”. وإن هذه الفئة من المهندسات المتفوقات علمياً ومهنياً ومن ذوي الدرجات العالية في مجالات الهندسة المختلفة خضعن لعدد غير قليل من الاختبارات العملية والشفهية والمقابلات الشخصية تحت إشراف متخصصين من جيبك.وهذا يدل دلالة واضحة على مقدرة وكفاءة المرأة البحرينية واستعدادها لدخول معترك الحياة العملية في مختلف المجالات الصناعية، وهذا ليس بغريب على المرأة البحرينية التي نالت الإعجاب والتقدير على كفاءتها العالية في مجالات كثيرة، حيث وصلت بذكائها وفطنتها ومثابرتها إلى مناصب قيادية خاصة متى ما تهيأت الظروف والبيئة المناسبة والجاذبة والمشجعة، بحيث يتاح مجال الإبداع والتطوير وبالمقابل يكون التقدير من الرؤساء والمسؤولين في العمل.المرأة البحرينية خاصة الجيل الجديد من خريجات كليات الهندسة اللاتي في بداية حياتهن العملية، حظوظهن أصبحت كبيرة. شركة "جيبك” خير دليل على ما أقول لأنها رائدة في هذا المجال ومثلٌ يحتذى به، وهي خطوة جريئة وموفقة. فاختيار "جيبك” واحتضانها لمثل هذه العقول المستنيرة بالعلم والمعرفة والمتطلعة لتحمل المسؤولية من أجل التطوير والإبداع لهو مكسب، لأن الفائدة التي ستجنيها "جيبك” حتماً ستكون كبيرة ومردودها أكبر.وأكرر أن "جيبك” التي بدأت باستيعاب العنصر النسائي في مشاريعها وإقدامها على هذه الخطوة واختيارها لهذه النخبة المتميزة والعالية التعليم من المهندسات الطموحات لأول مرة في تاريخها المليء بالإنجازات على كل المستويات، لهو إنجاز بكل المقاييس. وهذا التوجه يعكس النظرة المستقبلية الواعدة للإدارة العليا لـ«جيبك” الهادفة للنهوض بالعنصر البشري الذي يعتبر رأس المال الغالي والثمين، وتغيير المفاهيم والسياسات التي كانت تعمل بها سابقاً في نطاق الموارد البشرية، ووضع أسس جديدة تعطى الفرصة للرجل والمرأة في العمل دون إهدار حقوق أحد بحيث يجتمع الرجل والمرأة في بيئة عمل تنافسية شريفة بين الطرفين من أجل الصالح العام بحيث تكون مبنية على الكفاءة والإخلاص في العمل كمقياس للتميز. وكما أعلم أيضاً أن مثل هذه السياسات الإدارية المدروسة والمخطط لها جيداً من قبل الإدارة العليا في "جيبك” بدأت في خلق بيئة عمل محفزة وجاذبة. أحمد العتيبي - أبوخالدناشط اجتماعيمساند لحقوق المرأة
إنجازات المرأة البحرينية.. «جيبك» مثلٌ يحتذى به
30 أغسطس 2012