كتب - عبدالرحمن محمد أمين:أبدى أصحاب فرشات في السوق المركزي بالمحرق تخوفهم من فقدان محلاتهم بعد أن تسلم تجار السوق إشعاراً من وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني يعلمهم بعزم الوزارة هدم المبنى الحالي وتشييد آخر أكثر تطوراً واتساعاً، مطالبين بالابتعاد عن الواسطة والمحسوبيات في توزيع المحلات بالمبنى الجديد.وقالوا لـ«الوطن” إنهم يعيشون في قلق شديد ولا يعرفون مصيرهم ولا مدة الانتهاء من بناء المبنى الجديد، ولا أين يذهبون وكيف يصرفون أعمالهم وإلى أين بإمكانهم نقل فرشاتهم وتواصلهم مع زبائنهم، ويتساءلون عن إمكانية إيجاد البديل المؤقت لهم وما يحتوي عليه من خدمات تجذب الزبائن لهم، ومما زاد في تفكيرهم وهمهم الحريق الذي حدث مؤخراً في السوق الشعبي بمدينة عيسى وما آل إليه مصير تجار السوق من مستقبل.كما أبدوا خشيتهم من أن يتقدم للتأجير بالمبنى الجديد من لديهم رواتب تقاعدية ليكونوا منافسين لهم، متمنين ألا تكون الإيجارات مرتفعة بعد بناء السوق الجديد.هل سيكون بنفس الإيجار؟كان أول المتحدثين أحمد القصاب "صاحب فرشة لبيع اللحوم” قال: نؤيد ونرحب بأي تطوير تقوم به حكومتنا الموقرة ولا مانع لدينا من هدم السوق وبنائه بطرق حديثة وصحيحة لكن نحن نسأل أين نذهب في فترة إعادة بناء السوق الجديد الذي لا تقل مدته -كما أتوقع- عن عامين إن كان العمل مستمراً ومستعجلاً، وهل سيكون المكان المؤقت والبديل الذي أرجو أن يكون بالقرب من مبنى بريد المحرق بالسوق القديم وبنفس الإيجار الحالي شاملاً للخدمات الضرورية لتجار السوق ومرتاديه كإيجاد مكيفات الهواء ودورات المياه ومواقف السيارات.هل تكون لنا الأفضلية؟أما علي سعيد الحاكور والذي يملك فرشتين في سوق اللحم وفرشتين في سوق السمك يقول إنني أمارس تجارة بيع اللحوم والأسماك منذ فترة طويلة قبل بناء سوق المحرق المركزي الحالي عام 1981 بسوق المحرق القديم بمنطقة السوق وأنا أتمنى بعد إعادة بناء السوق الحالي أن تكون لنا الأفضلية في التأجير وأن أحصل على نفس عدد محلاتي الحالية، وألا تتدخل الواسطات والمحسوبيات في عملية التوزيع، ونخشى أن يتقدم للتأجير من لديهم رواتب تقاعدية ليكونوا منافسين لنا في أرزقنا، وأنا صراحة علمت أن أحد الأشخاص ممن يحصلون على راتب تقاعدي ويعملون في تخليص المعاملات قد تقدموا للحصول على فرشات، وللعلم فإني كنت أدفع مبلغ دينارين شهرياً وبعدها 5 دنانير في سوق المحرق القديم، وعند نقلنا إلى سوق المحرق المركزي عام 1981 ارتفع الإيجار إلى 30 ديناراً، ونتمنى ألا تكون هناك إيجارات مرتفعة بعد بناء السوق الجديد، كما وأرجو أن يتحقق ما قيل لنا من تطبيق نظام التقاعد علينا لأننا لا نملك دخلاً ثابتاً واعتمادنا بعد الله جل جلاله على عملنا الحالي الذي أصابه الركود بعد افتتاح المجمعات التجارية الكبيرة والمحلات الصغيرة بين الفرجان، فبعد أن كنت أبيع من السبت إلى الأربعاء معدل 6 ذبائح يومياً ويومي الخميس والجمعة 12 ذبيحة يومياً وذلك في سوق المحرق القديم عندما كان زبائننا من رأس رمان والحورة وضواحي المنامة القريبة من جسر الشيخ حمد، وكنا سابقاً نقوم بذبح الأغنام بأنفسنا أما الآن فقد منعنا من ذلك وصار اعتمادنا على اللحوم الأسترالية ولا نحصل على الأغنام الحية إلا في عيد الأضحى المبارك، حيث يقوم الكثير بتوزيع لحوم الضواحي، ومن الأمور التي أتذكرها أننا كنا نقوم في سوق المحرق القديم بعملية ذبح الأغنام في الساعة الثانية ظهراً عندما يحضر لنا عمال شركة بابكو عند عودتهم من أعمالهم حيث كانت هناك محطة لوقوف الباصات التي تقلهم. 55 عاماً في هذه المهنةأما أخوه إبراهيم سعيد الحاكور فيقول مارست عمل بيع اللحوم عام 1957 بعد تخرجي من الصف الرابع الابتدائي وقد مضى علي الآن 55 عاماً في هذه المهنة وأملك حالياً فرشة واحدة لبيع اللحوم ولا أريد زيادة في السوق الجديد، ولا أمانع من منح الفرشات لمن يتقدم للحصول عليها شريطة أن تكون لنا الأفضلية وألا يتم استغلالها في تأجيرها على الآسيويين وأطالب بإيجاد قانون يحتم على المستأجر تواجده شخصياً في محله، وللعلم فإن مهنة بيع اللحوم كانت غير مرغوبة في السابق إلا أنه بعد عملنا بها وانتعاش السوق نظير جهدنا وتعبنا فقد رأينا عدداً من المتقاعدين يتهافتون على طلب تأجير الفرشات. أربعة في فرشة الوالدأما يوسف أحمد علي النهام وأخوه إسماعيل أحمد علي النهام فيقولان إن والدنا المرحوم أحمد علي النهام كان يملك محلاً لبيع الأسماك، وبعد وفاته ونحن أربعة أخوة فلا نملك غير فرشة والدنا الوحيدة وعندما يتم توزيع دخل الفرشة علينا الأربعة فلا يكاد يحصل الواحد منا على ما يكفيه لمواجهة تكاليف المعيشة المتصاعدة، لذا فإننا نرجو أن تكون لنا الأفضلية في توزيع فرشات السوق الجديد بعد بنائه، ولما يدعو للأسف أن غالبية الفرشات الموجودة حالياً مؤجرة على أجانب، لذلك نرجو أن تؤخذ هذه النقطة في الحسبان عند توزيع الفرشات مستقبلاً، أما عن المكان المؤقت البديل للسوق الحالي فإنهم يفضلون وجوده في سوق المحرق القديم حيث الحركة التجارية نشطة بقدوم أبناء مجلس التعاون والجاليات السياحية الأجنبية لوجود كل ما يرغبون الحصول عليه خصوصاً الحلوى البحرينية الشهيرة والمفضلة. العمالة الآسيوية تضايقنامساعد زباري يقول أنا أعمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم مدة 37 سنة قبل تقاعدي من العمل، إلا أنني كنت أعمل في تجارة بيع الأسماك أثناء عملي مدرساً في أيام الإجازات والعطل الرسمية مع المرحومين علي الخيام وصالح بوعنق وأحمد بوهنيدي، وقد قمت باستئجار محلي الحالي قبل تسعة شهور فقط، وخلال عملي في السوق شاهدت الكثير من المخالفات في المحلات المجاورة له حيث تواجد العمالة الآسيوية ومضايقتها للبحرينيين بالرغم من وجود قانون لدى البلدية يمنع تأجير الفرشات من الباطن على الأجانب ولعدم وجود الرقابة الصحيحة الدائمة فإن بعض الأجانب يبيعون الأطعمة الفاسدة من لحوم وأسماك وخضروات، كما لاحظت قيام بعض من يعمل داخل السوق من الأجانب بتمويل وتزويد أبناء جلدتهم من الباعة الجائلين خارج السوق بالسلع المنتهية صلاحيتها لبيعها بعيداً عن أعين الرقابة، ومما يؤسف له أن بعض الزبائن من إخواننا البحرينيين يتهموننا بالغلاء مع أنهم يحصلون عليها بأسعار أقل لدى الآسيويين، وهؤلاء لا يدركون أن هؤلاء الأجانب همهم الكسب غير مبالين بصحة المواطنين فهم يعرضون الأسماك المستوردة من بعض دول الخليج وتايلند والهند على أنها بحرينية ولذلك ينخدع المستهلك، ومن الأمور الغريبة أن إحدى الصحف المحلية نشرت قبل فترة السماح لصيد الروبيان بأن سعر الكيلو هو دينار ونصف، فمن أين جاءت تلك الصحيفة بهذا الخبر؟ وختاماً فإني أقترح أن يكون المحل المؤقت للسوق في موقف السيارات الواقع بالقرب من السوق الحالي ومدرستي آمنة بنت وهب وحسان بن ثابت، أو بالقرب من ساحة الشرفاء بالبسيتين التي استخدمت خلال الأحداث المؤسفة في البحرين العام الماضي لبيع كل أنواع السلع الضرورية.المتقاعدون: في مقهى السوق بدأت صداقتناأما رواد المقاهي داخل السوق المركزي فالكثير منهم يقول لقد تعودنا بعد التقاعد من التواجد في المقاهي الموجودة بالسوق، وكان البعض منا لا يعرف الآخر إلى أن تعرفنا على بعض وصرنا كالإخوة لا يستطيع أحدنا مفارقة الآخر، ففي اجتماعنا تزداد بيننا الألفة والمحبة والسؤال الذي يطرح نفسه ويزيد من أحزاننا أين نذهب بعد هدم السوق؟ وأين نلتقي بأحبائنا وأصدقائنا؟ وكم نحتاج من الوقت للحصول على أصدقاء جدد بعد أن يتفرق جمعنا المبارك الحالي، لذا نرجو أخذ وضعنا في الحسبان فنحن لا نقل أهمية عن أصحاب الفرشات، لذا نطالب بأن يتم توفير مكان مناسب لنا ولو بصورة مؤقتة والأفضل أن يكون هذا المكان قريباً من موقع سوق المحرق المركزي الحالي، وأن تتوفر فيه كل المستلزمات من أماكن مكيفة ودورات مياه ومكان للصلاة.
أصحاب فرشات: سوق المحرق المركزي حياتنا وذكرياتنا ومصدر رزقنا
31 أغسطس 2012