كتبت- ولاء الحجاويشن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات شرسة أجبروا خلالها أصحاب أحد مطاعم الوجبات السريعة، إلى تخفيض أسعاره، والعودة بها إلى ماكانت عليه في السابق، مطالبينه في تغريداتهم، بعدم استغلال الظروف والابتعاد عن الجشع.وباتت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، سلاح ضغط جديد أثبت فعاليته في العديد من الحملات، لحماية المستهلك من ارتفاع الأسعار وجشع التجار، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة وتحديداً في الأعوام الأخيرة، مسؤولة عن صياغة عقول الشباب، خصوصاً مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كموقعي "تويتر” و«فيسبوك” التي تعتبر ساحة للتعبير عن الخواطر والمشاكل والإحباطات والمشاركة في عملية صنع القرارات السياسية من خلال أفكار متنوعة تجتمع على قضية واحدة، كما باتت هذه المواقع أداة ضغط جديدة على أصحاب المصانع والمطاعم والشركات والمواد الغذائية والمحلات التجارية ... إلخ، من خلال الحملات الشرسة التي يشنها الناشطون عبر شبكات الإنترنت من أجل إجبار المسؤولين للرضوخ لطلباتهم.استغلال المستهلكولم يعد الأمر حكرا على جمعيات حماية المستهلك أو وزارة الصناعة والتجارة كوسيلة لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار، حيث أن العديد من هذه الحملات قد حققت الهدف المرجو منها، وأقرب مثال على ذلك ما حدث في الأيام القليلة الماضية حيث شن بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك” و«تويتر” حملة مقاطعة شرسة على أحد المطاعم الشهيرة والمحببة للكثير من البحرينيين بسبب قيام صاحب المطعم برفع أسعار الوجبات، والذي عده البعض - وفقاً لما تناقله بعض المغردين على صفحات "تويتر”- استغلالا للأحداث الحاصلة بالمملكة، مطالبين بضرورة عودة الأسعار القديمة للوجبات والتوقف عن استغلال المستهلكين.تراجع الإقبالجدير بالذكر أن الحملة التي شنها مستخدمي”تويتر” منذ أيام أسفرت عن تراجع عدد المقبلين على المطعم بشكل ملحوظ، ما أدى إلى قيام رئيس مجلس إدارة المطعم بإصدار بيان رسمي يوم الخميس 23 أغسطس تم نشره على أحد المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، يوضح فيه لزبائنه أن الزيادة الحالية في الأسعار شملت 5 أصناف فقط من أصل 290 صنفاً، مشيراً إلى أن نسبة الزيادة بلغت 400 فلس والباقي من 100 إلى 200 فلس، معللاً أن سبب هذه الزيادة يرجع إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل عام، و ارتفاع قيمة الإيجارات، إضافة إلى قانون هيئة تنظيم سوق العمل الذي رفع الكلفة التشغلية بشكل عام على جميع الشركات والمؤسسات وما تبعه من زيادة لرواتب العمالة المدربة والمحترفة مهنياً. تخفيض الأسعار هو الحل!!ويشار إلى أن هذه التبريرات لم تكن كافية ومقنعة لبعض بعض أعضاء مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار سخط بعض الناشطين وقاموا بالرد بشكل قاسٍ على هذا البيان من خلال بعض التغريدات على موقع "تويتر”، ما دفع رئيس مجلس ادارة المطعم بإصدار بيان ثانٍ يلي هذا البيان بثلاثة أيام يعلن فيه عن قيام المطعم بتخفيض أسعار الوجبات، واعادة الأسعار لما كانت عليه قبل الزيادة، فيما عدا صنف واحد من أصل الـ 290 صنفاً بلغت نسبة الزيادة فيه 100 فلس فقط وفقا لما ورد في البيان، وأن إدارة الشركة ستتحمل الزيادات التي طرأت على أسعار المواد الغذائية عالمياً، آملاً في إرضاء زبائنه. تكرار حملات المقاطعةو كما يعلم الكثير، إنها ليست المرة الأولى ولا الثانية ولن تكون الأخيرة التي يشن فيها ناشطون مثل تلك الحملات، فهناك أمثلة عديدة خلال السنوات الماضية لحملات مقاطعة تصب في نفس الإطار، ونذكر منها الحملة التي شنها ناشطون سعوديون على إحدى شركات الألبان إثر قيام الأخيرة برفع أسعار منتجاتها بشكل ملحوظ مع قرب شهر رمضان المبارك بنسبة 14% والتي اعتبرها المواطنون نسبة مرتفعة جداً. ارتفاع الأسعاروكانت الشركة المذكورة في بداية عام 2008، في رفع أسعارها واتخذت شركات الألبان الأخرى نفس الخطوة وبدأت حينها مقاطعة شعبية لمدة أسبوع لمنتجات الألبان، ولكن منذ قرابة عام وقبل دخول شهر رمضان المبارك، بدأت الشركة ذاتها في رفع الأسعار من جديد، لكن الحال قد تغير، فشركات الألبان الأخرى لم تتبع نفس نهجها في رفع السعر بل إلتزمت بسعرها القديم، ما اثار غضب المواطنين وشنوا حملة مقاطعة شرسة على الشركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإجبارها على تخفيض أسعارها، ما أسفر في الأخير إلى رضوخ الشركة لمتطلبات الناشطين الاجتماعيين بخفض أسعار منتجاتها. المقاطعة في الإسلامكما إن المقاطعة أمر متعارف عليه في التاريخ الإسلامي منذ قديم الأزل، ويكفي الإشارة أن المقاطعة الاقتصادية وسيلة من الوسائل التي استخدمت في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام تجار اللحم برفع سعره من غير سبب لتكثر أرباحهم، فذهب وفد إلى الفاروق يطلب منه التدخل لتخفيض الأسعار فقالوا له: "غلا اللحم فسعره لنا”، فقال الفاروق الرشيد: "أرخصوه أنتم”، فقالوا: "نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول: أرخصوه أنتم، وهل نملكه حتى نرخصه”؟!، فقال الفاروق: "أرخصوه أنتم”، قالوا: "وكيف نرخصه وليس في أيدينا يا أمير المؤمنين”؟!، قال: اتركوه لهم!!!، فترك الناس شراء اللحم أياماً، وبعد أن تعفن اللحم لدى الجزارين أرخصوه مجبورين.
نشطاء يشنون حملات مقاطعة ويجبرون أحد المطاعم على تخفيض أسعاره
01 سبتمبر 2012