كتب – جعفر الديري: ماذا يعني أن يتعلق الزوج بامرأة أخرى غير زوجته؟! هل هو دليل فساد وتحلل أخلاقي، كما هي النظرة العامة!، أم انه نتيجة طبيعية لأخطاء الزوجة كما يرى بعض الرجال؟. إن المرأة الشرقية تتحسس من هذا الموضوع، أكثر من سواها، نظراً لوجودها في مجتمع محافظ يؤمن بقدسية الحياة الزوجية، فهي لا تغفر لزوجها مجرد ميله لامرأة أخرى، فكيف لو علمت أنه على علاقة؟! بالمقابل يلتمس بعض الرجال العذر لأندادهم، مؤكدين أن الزوج بشر خطّاء، مطالبين الزوجات بأعمال العقل والتبصر في العواقب، وعدم الخلط بين علاقة شرعية، تنتهي بالزواج، وبين علاقة تقوم على الخيانة.حب سامٍ وآخر وضيعيرى الموظف أحمد أبو زينب أن تعلق الزوج بامرأة أخرى غير زوجته، أمر خطير متى لم يحسب بالشكل المطلوب، يؤثر كثيراً في العلاقة الزوجية، وتزيد قتامة طريقه تعرف الزوج على المرأة الأخرى، فعندها لن يكون هناك شك وغيره وحسب، بل خوف يتملك المرأة على نفسها وأسرتها. ويؤكد أبوزينب أن الأحرى بالزوج إراحة باله بالحُب السامي وهو العلاقة الطبيعية مع زوجته، وأم عياله، رافضاً فكرة تعلق الزوج بامرأة أخرى، مبيناً أن ذلك لا يعدو حباً شهوانياً يوقع الإنسان في أمور سيئة كثيرة. ويعتقد أبوزينب أن اقتران الإنسان بزوجة صالحة هو الحب الحقيقي، الذي وجد مرساه على أرض الواقع، أما ما قبله أو بعده فهو حب أشبه بالسفينة في عرض البحر معرضة للغرق في أية لحظة، فهي لا تجد شاطئ أو مرسى لها، مشيراً إلى أن قلة قليلة هي فقط من نجحت في الجمع بين حبين أو زوجتين، وقدرت معنى الُحب الحقيقي الشريف. حقيقة لا وهم من جانبه لا يجد الموظف خليل حسن، بأساً في الحب الثاني بعد الزواج، طالما أن هدفه تحصين النفس، مؤكداً أن الحب الثاني حقيقة وليس وهماً، وأن تجنبه لا يعني أنه ليست هناك فرصة لوقوع الزوج فيه.يقول حسن: لا يوجد إنسان بمنجى من التعلق بامرأة أخرى، حتى بعد زواجه وإنجابه الأبناء، وإذا أردنا الصراحة، فإن أغلب الأزواج يتعلقون بنساء أخريات، لكن الخوف من جرح أزواجهم وتأثر أبنائهم، يدفعهم لكتمان ذلك، لذلك لا نجد الأزواج يجاهرون بذلك، الا قلّة يعتمدون على تفهم الزوجة، فيصارحونها، برغبتهم في الاقتران بأخرى، أو يضربون بعرض الحائط كل شيء يقف أمام سعادتهم ومتعتهم. وهؤلاء بالذات هم من يشوهون الحب الحقيقي، ويتخذونه مطية لغرائز مهلكة، والعوم وسط عوالم مظلمة، تنحرف بهم عن جادة الطريق، وتفقدهم شرفهم وكرامتهم، وغالباً من يدفع ثمن شهواتهم الزوجة الأولى والثانية، فهم لا يفكرون بسوى أنفسهم، ويعتبرون الحب لعبة. المعتمد رأي الشرع أما الأب لطفلين محمد إبراهيم، فيجد أن المعتمد هنا، هو رأي الدين، مشيراً إلى أن الإنسان يتحير كثيراً، وليس له إلا أن يرجع لرأي أهل الدين، فلديهم الخبراليقين، بشأن هذا الحب وسواه، فليس لأي إنسان أن ينعت هذا الحب بالوهم، أوالتفاهة، وتحقير من يحب امرأة أخرى بعد الزواج. ويتساءل إبراهيم: هل هناك حب صادق أم لا؟ لو لم يكن هناك حب صادق لما انتهى بالزواج! إن الإسلام لم يحرم الحب الصادق، فأين الخطأ في أن يحب إنسان امرأة بعد زوجته ويتزوجها. حتى من ينعتون الحب بعد الزواج بالمراهقة، لا يستطيعون نكران أن كثيراً من هذه العلاقات نجحت وانتهت بالزواج.ويضيف: ما هو الحب أساساً؟! أليس هو ميل شخص إلى آخر بكل مشاعره، بحيث إنه يعجزعن مقاومة هذه المشاعر، ويدور وسط دوامة خارجه عن قدراته وسيطرته. إن الحب يتحدى كل شيء، وعلينا أن نعالجه بحكمة، وفق العرف وحال الأسرة، والشريعة والمنهاج الديني، لا أن نرفضه جملة وتفصيلاً. رصاصة في القلب لكن الأم مريم أم حبيب، تجد في حب الزوج على زوجته، رصاصة في قلب الزوجة وأبنائهم. رصاصة قد تقتل وقد تصيب لكنها لا تطيش أبداً. ولا فرق هنا في رأي أم حبيب، بين أن ينتهي الحب بالزواج أو الخيانة على الفراش، فإن مجرد تفكير الزوج في امرأة أخرى يعني أنه ملّ زوجته أو لم تعد تشبع رغباته، أو أنها تفتقر لأمور عدة لم تكن واعية لها. يعني أنها عاشت معه طوال أعوام وربما أنجبت أبناء على كذبة كبيرة هي الحب والعشرة، لتستفيق على واقع مؤلم. وتردف أم حبيب: لماذا يرغب الزوج بحب ثانٍ وبزوجة أخرى؟ ألا يدل ذلك على زهده فيها، أيأخذها لحماً ويرميها عظماً؟! ما أبشع الخيانة وما أبشع أن يحاول الزوج تزويق هذه الخيانة وإلباسها رداء غير ردائها!. الإهمال يقود للانحراففيما يحمل الشاب عادل محمود، الزوجة، سبب تعلق الزوج بامرأة أخرى لحد العشق، مشيراً إلى أن هناك من الزوجات من يقصرن حتى في الجنس تجاه أزواجهم، فهن مشغولات بالبيت والأولاد، ولا يعبأن بالزوج. والقليلات منهن من هن على قدر من الجمال والرومانسية. ويضيف محمود: أن هذا الزوج إنسان غير ناضج، يبحث عن شيء ما لتعويض نقص في شخصيته، كما انه غير مدرك لعواقب فعلته وعمله، فهو يبرر أفعاله باستمرار، ويزداد الأمر سوءاً إذا كان دون رادع ديني وتربية أخلاقية سوية، كما إن لطفولته دوراً في ذلك، متى كان طفلاً لم ينل ما يشبع رغبته في الحنان، لذلك تجده راغباً في إثبات نفسه، ومثل هذا الزوج يحتاج لعلاج وتقويم. لكنني أؤيد وجهة نظر من يرى أن غياب الوازع الديني، يدفع لحب محرم، خصوصاً إذا نشأ الزوج أساساً وسط أبوين وأسرة، لا تعنى كثيراً بتعزيز الخوف من الله في نفوس أبنائها. لاعزاء للشرقيات بينما تعرب الشابة سوسن عبدالنبي عن ألمها لحال الزوجة المسلمة بشكل عام في البلاد العربية والإسلامية، مبينة أنها هي الخاسرة في جميع الأحوال، فإن ثارت حطت حياتها وحياة أبنائها، وإن صبرت وكظمت ألمها تحطمت من الداخل، وعاشت حياتها كالميتة، إذ لا شيء يقتل المرأة قدر إحساسها أن زوجها لم يعد متيماً بها وأنه يبحث عن أخرى. حتى لو كان مضطراً لذلك بسبب قاهر، تظل في نفسها غصة، ولوعة. وتضيف عبدالنبي: إن المرأة الشرقية عموماً اعتادت مسامحة الزوج، والتغاضي عن تصرفات زوجها المشينة، ومتى آل إليها حاولت ما وسعتها الحيلة الحفاظ على بيتها.لا مبرر للخيانة لكن ندى الشابة هاشم لها رأي آخر، فهي لا تجد مبرراً واحداً للزوجة لأن تصبر على زوج يعشق أخرى، وإذا كان الشرع المقدس، حكم على الزوج الزاني بالرجم، فإنه أباح لها طلب الطلاق، متسائلة خليل: كيف لمرأة تشعر بمثل هذه الأحاسيس أن تصبر؟ هل سيكون حال الأبناء جيداً وسط أسرة يملأهاالشك والريبة؟