كتب ـ عادل محسن:قال رئيس الاستثمار في مجموعة «أنوفست» وعضو مجلس إدارة شركة سكن موظفي المرسى مراد الرمضان، إن الشركة تعتزم إنشاء 53 مبنى لسكن الموظفين خلال العامين المقبلين، ليصل إجمالي مبانيها إلى 78 وتستوعب 20 ألف موظف يعلمون بمدينة سلمان الصناعية في الحد. وقال إنَّ عدد الموظفين القاطنين في سكن موظفي المرسى بلغ 7 آلاف موظف ضمن مباني المرحلة الأولى من المشروع وتضم 13 مبنى سكني في مدينة سلمان الصناعية في الحد. وأضاف «من المقرر الانتهاء من تشطيب 12 مبنى إضافي خلال المرحلة الثانية من المشروع نهاية العام الحالي، ليصل عدد المباني الجاهــــــــزة إلى 25 مـبنــــــــــى بطاقـــــة استيعابية تصل إلى 12 ألف موظف ضمن المرحلة، ويتمثـــــــل في بناء 78 بنــــــــاء سكنـــــــي ومرافقها بارتفـــــــاع 3-5 طوابــــــق باستخــدام أحدث تقنيات البناء، لتخدم الفئات المختلفة من العمالة العازبة المدربة وغير المدربة، والموظفين المؤهلين من فنيين وإداريين».ولفت رمضان في حديثه لـ»الوطن»، إلى أنَّ المجموعة تعتزم البدء في بناء المرحلتين الثالثة والرابعة من المشروع وتشملان 53 مبنى سكني خلال العامين المقبلين، موضحاً أنَّ المشروع الذي تطوره شركة الخليج للتعمير «تعمير» - الذراع العقاري لمجموعة أنوفست ـ يمتد على مساحة 120 ألف م2 وبكلفـــــــــة 40 مليـــــــون دينـــــار، وطاقة استيعابية تصل لغاية 20 ألف موظف تخدم الشركات والمصانع العاملة في مدينة سلمان الصناعية في الحد، ضمن مشروع مرسى البحرين للاستثمار الذي يعتبر مشروعاً متكاملاً يضم الأنشطة الصناعية والخدمية المساندة للصناعة والخدمات الأخرى ذات الصلة بالمشروع.^ ما أهم مستجدات مشروع سكن موظفي المرسى في مدينة سلمان الصناعية بالحد؟تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع وتضم 13 مبنــــــى سكنيـاً، إضافة إلى أعمال البنية التحتية والخدمات والمرافق، التي تخدم المدينة العمالية مثل المطابخ المركزية والملاعب والمحال التجارية والمطاعم والمناطق الترفيهية. ونجح المشروع في المرحلة الأولى من استقطاب نحو 7 آلاف موظف من الشركات العاملة في مدينة سلمان الصناعية بالحد، وجارٍ العمل على الانتهاء من تشطيب المرحلة الثانية من المشروع وتضم 12 مبنى سكني تستوعب قرابة 5 آلاف عامل خلال العام الحالي، لتصل الطاقة الاستيعابية للمرحلتين الأولى والثانية إلى 12 ألف عامل مع بداية العام المقبل، وتلبي هذه المباني جزءاً من الطلب المتزايد على هذه المساكن النموذجية، خاصة في الآونة الأخيرة حيث تبلغ نسبة الإشغال حالياً 100% من المرحلة الأولى. ^ هل زيادة الطلب له علاقة بالحوادث الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من العمال الآسيويين؟سكن موظفي المرسى يعتبر مشروعاً نموذجياً والأول من نوعه في البحرين، ويسهم بشكل أساس في حل مشكلة السكن العشوائي للعمالة وتبعاتها الاجتماعية من ناحية، وكجزء أساس في توفير البنية التحتية في مدينة سلمان الصناعية، باعتبارها مدينة نموذجية تسعى لاستقطاب الشركات الصناعية في المقام الأول، والخدمات المساندة للأنشطة الصناعية سواء كانت محلية أو عالمية للعمل في المنطقة الصناعية.ويوفر المشروع السكن الملائم للموظفين والخدمات المساندة والمرافق كالأمن والسلامة والمطاعم والمناطق الترفيهية والملاعب الرياضية، حيث يمكن للعمال أنْ يمارسوا فيه مختلف الرياضات وبخصوصية بعيداً عن أحياء المناطق السكنية، التي لا يحصل فيها المواطنون على كامل حريتهم بسبب اختلاف العادات والتقاليد بين المواطنين والعمال، إضافة إلى عدم صلاحية تلك المنازل للسكن أصلاً من ناحية المساحة وعدد العمال القاطنين في الغرفة الواحدة، فتجد أكثر من 10 عمال في غرفة واحدة صغيرة، وفي منزل قد لا يحتوي على نوافذ ومساحات لراحتهم، أو على الأقل أنها محمية من الحرائق والكوارث والاختناقات، كما إنَّ المواطنين يتضايقون من أسلوب حياة العمال وملابسهم وكل هذا عائد لاختلاف العادات والثقافات.^ ما الصعوبات التي واجهت المشروع؟تجد بعض الشركات في بداية المشروع أنَّ مبلغ الإيجار عالٍ، بينما الكلفة الإجمالية للعامل الواحـــــــــــد تتراوح ما بــــــــــين 25 - 30 ديناراً، وهو نفس السعر الذي تدفعه الشركات أو العامل في المناطق الأخرى، وغالباً ما تكون مناطق سكنية ومبانٍ غير مجهزة لإسكان العمالة. ويحصل العامل في هذه المباني على خدمات كثيرة، فكل مبنى يحتوي على كل احتياطات الأمن والسلامة ومكافحة الحرائق، وتتوفر المطابخ المركزية في جميع المباني، ويمكن للعامل أن يُعد وجبته أو يمكنه شراءها من المطعم الموجود في المدينة والقريب من المباني وبأسعار تناسب دخله المادي، حيث يمنع الطبخ داخل الغرف حفاظاً على أمن وسلامة القاطنين حسب إجراءات ومتطلبات الدفاع المدني. ونواجه أحياناً بعض المشكلات مع بعض العمال، إذ أنَّ وجود 7 آلاف شخص في مكان واحد لابد أن تنشب به بعض الخلافات البسيطة بينهم، لكن مع وجود نظام أمني وعلى مدى 24 ساعة يجعل المكان أكثر أماناً وسلامة، وتم تعيين مشرف في كل مبنى يتحمل مسؤولية متابعة العمال، ويكون تابع للشركة المؤجرة للمبنى أو جزءاً منه، ويتواصل مباشرة مع رجال الأمن التابعين للمدينة، ويحذر العامل من خلال جهة عمله للإلتزام باللوائح والضوابط المعمول عليها في حال وجود أي مخالفات.وأصبحت بعض الشركات تعي مدى أهمية المدن العمالية، واستطعنا من خلال المشروع جذب العمال من المناطق السكنية لشركات كبيرة وصغيرة ومنها شركة يونيفرسال رولنج للحديد الصلب، وشركة أسري وشركة أجيليتي وغيرها من الشركات العاملة في مدينة سلمان الصناعية.ونعمل حالياً على تطوير بعض الخدمات في سكن الموظفين في المرحلة الثانية من المشروع، بعد أن خضنا التجربة في المرحلة الأولى، وسنزيد مستقبلاً مساحة المطابخ وأماكن الخدمات، وتمَّ إقامة محطة معالجة للصرف الصحي لحل مشكلة المجاري وكثرة شفط المياه عبر الخزانات الأرضية لاستخدام العمال الماء بكميات كبيرة وسحبها 3 مرات في اليوم ما كلف مبالغ باهظة، لذا اعتمدنا ميزانية بلغت نصف مليون دينار لبناء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي قرب المشروع، ويتم استغلال المياه المعالجة لأغراض الري والسقاية والبناء. ^ ماذا عن إجراءات الأمن والسلامة؟ هل يشعر العامل بالتقيد؟بالعكس الأمن الموجود هو لخدمة العمال وحماية المدينة، وتمَّ تخصيص بوابتين للدخول والخروج، ويسمح للعمال استخدامهما في أيِّ وقت يريدون، ويمكن كذلك استضافة أصدقائهم بكل حرية، ولا يوجد تقييد لحريات أي شخص، ولكن الأهم الحفاظ على النظام والأمن، والتواصل مع كل مسؤول عن مجموعة من العمال في حال وجود أي تجاوز أو إخلال بالنظام.^ هل توجد لديكم خطة مستقبلية للعمل على مدن عمالية في محافظات أخرى؟المشروع كلف ميزانية كبيرة، ولا زلنا لم نحصد فوائده، ومؤخراً اجتمعنا مع بعض الجهات المعنية في البحرين، وبدورهم زاروا موقع المشروع وعبروا عن سعادتهم به، وتحدثوا عن تطوير مشاريع مشابهة في مناطق تعاني من مشكلة السكن العشوائي للعمالة، ونشر ثقافة المدن العمالية، وأبدينا استعدادنا للتعاون معهم، سواء عن طريق الإدارة والإشراف، والتنفيذ لما لدى مجموعتنا من الخبرة في تطوير وإنشاء مثل هذه الأنواع من المشاريع حسب الأنظمة والقوانين المعمول بها في البحرين، وحسب ما يسمح به تصنيف المنطقة المراد إشادة المشاريع عليها.
«المرسى» نموذج لمحاربة السكن العشوائي للعمالة وتبعاتها الاجتماعية
02 سبتمبر 2012