أكد الرئيس التنفيذي للشركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أسري”، كريس بوتر أن الشركة أنفقت أكثر من 3 ملايين دولار خلال العامين الماضين إما في تنفيذ مشروعات بيئية أو تحسين بعض المشروعات التي كانت بحاجة لتحسين معايير واشتراطات البيئة بما يضمن مناخاً صحياً في مواقع العمل.وأضاف بوتر أن الاهتمام بالبيئة يأتي على سلم أولويات الشركة باعتبار أن المحافظة على البيئة تشكل دعامة رئيسة للتنمية المستدامة في المملكة، مشيراً إلى أن الشركة من الشركات الاقتصادية المهمة في البحرين التي يتوجب عليها أن تسهم بشكل كبير مع الشركات الصناعية الأخرى في مجال المحافظة على البيئة.وقال إن الشركة احتفلت مؤخراً باليوم العالمي للبيئة والذي أقيم تحت شعار: "الاقتصاد الأخضر” حيث وزعت شتلات زراعية لتوعية الموظفين والعمال بأهمية هذا النوع من الاقتصاد.وبيَّن أن الشركة تنشط بشكل كبير في مجال المحافظة على البيئة من خلال استثماراتها الكبيرة في هذا المجال أو من خلال توعية موظفيها وعمالها بأهمية المحافظة على البيئة، علاوة على اهتمامها بتشجير موقع الشركة.وأضاف بوتر”تتميز الشركة بتراثها العريق فيما يتعلق بالتزامها تجاه البيئة حيث يعود ذلك إلى قبل أكثر من 35 عاماً أي منذ تنفيذ أعمال الدفان الأولية لموقع الحوض الجاف”.إعادة تدوير النفاياتوواصل: "استمرت الشركة الاهتمام والحفاظ على البيئة وحمايتها طوال تلك الأعوام، إلا أن العام الماضي شهد المزيد من التقدم، وبخاصة في مجال إعادة تدوير النفايات ويتضح ذلك من خلال العديد من المشاريع والمبادرات التي تؤكد على مدى التزام الشركة بحماية البيئة ".وقال إن الشركة أنفقت أكثر من 3 ملايين دولار خلال العامين الماضين إما في تنفيذ مشاريع بيئية أو تحسين بعض المشاريع التي كانت بحاجة لتحسين معايير البيئة.من جهته قال مدير تنفيذ المشاريع بالشركة، عادل بوتاري أن "أسري” حريصة على الاهتمام بالبيئة حيث يحظى هذا المجال باهتمام ومتابعة من قبل الرئيس التنفيذي بغية تعزيز مساهمة الشركة في تحسين الوضع البيئي في البحرين.وقال: "بدأت الشركة بتنفيذ العديد من المشاريع بكلفة جاوزت 3 ملايين دولار حيث خصص 2.3 مليون دولار لإنشاء محطة عصرية لمعالجة مياه الصرف الصحي وإيجاد وسيلة صديقة للبيئة في مجال التخلص من النفايات الصناعية .. المحطة بتقنيتها الحديثة ستدخل الخدمة قريباً”.وأضاف: "تم البدء بتنفيذ المشروع مطلع العام الماضي ليتواكب مع زيادة مياه الصرف الصحي المنتجة يومياً في الشركة والتي تزيد عن 1000 متر مكعب، ليجعل شهادات الاعتماد البيئية في الحوض الجاف تتماشى مع أعلى المعايير العالمية، نظراً لأنه أحد أكثر المجمعات الصناعية نشاطاً في المنطقة، مما تطلب الالتزام بأفضل الممارسات المستدامة كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الشركة”.استخدام مياه صرف صحي تقنيةوقال بوتاري: "نظراً لاهتمام الشركة بتحسين الالتزام بالاشتراطات البيئية المحلية والعالمية في مجال بيئة المصانع والشركة فقد استخدمت في تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي تقنية متقدمة عالية المستوى في معالجة مياه الصرف الصحي تعرف باسم "مفاعل الطبقة البيولوجية المتحركة”، إضافة إلى عملية معالجة عضوية للحمأة بأحواض مزروعة بالخيزران، والتي يتم فيها تدوير الحمأة وترسيبها عبر الطبقات البيولوجية لهذه الأحواض بحيث لا ينتج عن عملية المعالجة أية مخلفات، وسيعمل هذا النظام بسعة 1500 متر مكعب في اليوم.وأوضح بوتاري أن هذا الأسلوب لم يسبق استخدامه على الإطلاق في البحرين، ويتميز بفائدة أساسية مقارنة بأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي الأخرى من حيث الاستدامة التامة، وعدم استخدام أي مواد كيميائية.كما إن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخدام هذا الأسلوب منخفضة جداً تكاد لا تذكر، ولا تصدر عنه أية ضوضاء أو روائح، كما إنه يضفى لمسة جمالية على المنطقة التي توجد بها المحطة، ولا يشكل أي مصدر للخطر، وبالإضافة إلى ذلك فإنه لا يحتاج إلا لقدر محدود من الصيانة ويعمل على مدار العام ويتميز بالفعالية من حيث التكلفة .وأوضح: "الشركة تستهدف من هذا المشروع ليس فقط المحافظة على البيئة بل تستخدم المياه المعالجة في العديد من المشاريع أبرزها استخدامها لعمليات الري التي تستهلك كميات كبيرة من المياه مما يعنى حدوث خفض كبير في النفقات في مجال الزراعة حيث تعمد الشركة إلى تشجير كافة المواقع القابلة للزراعة بالشركة”.وقال: "في إطار اهتمام الشركة بالمحافظة على البيئة وجعل مواقع العمل متماشية مع المعايير البيئية العالمية والمحلية فقد عملت على صيانة وتحديث مصنع تدوير الرواسب النفطية بالناقلات والذي يدخل عامه الـ15 والحائز على العديد من الجوائز في مجال المحافظة على البيئة”. يذكر أن المصنع أنتج 20 ألف طن من التربة الزراعية منذ بدء أعماله، ويعتبر الأول من نوعه لمعالجة الرواسب النفطية الذي يشيَّد في حوض جاف في منطقة الشرق الأوسط.وأوضح أن هذا المشروع يُعدُّ من المشروعات المهمة في مجال المحافظة على البيئة، حيث جرت العادة على دفن الرواسب النفطية في حفرة عميقة مبطنة بعوازل تحت الأرض وعند امتلائها يتم حفر حفرة أخرى وهكذا مما يتسبب في إهدار مساحات كبيرة من الأرض.تدوير الرواسب النفطيةوواصل: "نظراً لمحدودية المساحات المتاحة لدفن هذه المواد في البحرين وإيماناً من الشركة بضرورة تطوير معايير البيئة فقد نفذت مشروع تدوير الرواسب النفطية وتحويلها إلى تربة صالحة للزراعة من خلال 3 مراحل”.وأردف: "في المرحلة الأولى يتم التخلص من أية عناصر خارجية ويتم في المرحلة الثانية فصل الماء والزيت والمواد الصلبة من خلال عمليات متتالية من الترسيب والطرد المركزي فيما يتم في المرحلة الثالثة معالجة المواد المتبقية بيولوجياً وذلك عن طريق خلطها بمصادر للبكتريا التي تتغذى على ما تبقى من مواد نفطية "هيدروكربونات” عند توفر درجات الحرارة والرطوبة اللازمة لذلك.وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع - البالغ تكلفته 1.2 مليون دولار 1200 طن من التربة الزراعية سنوياً والتي تستخدم في عمليات البستنة وزراعة نباتات الزينة في الشركة.وأشار إلى أن الشركة فازت بجائزة أفضل مؤسسة صناعية تلتزم بالمعايير البيئية خليجياً عن هذا المشروع، مشيراً إلى أن المشروع تم تحديثه مؤخراً بمعدات طرد مركزي حديثة بتكلفة بلغت 100 ألف دولار في مشروع متكامل لتحسين معايير البيئة في الشركة. وعن المشروعات الأخرى قال بوتاري: "قامت الشركة بتركيب فلترات على محطات معالجة رمال العصف لمنع خروج الغبار إلى الخارج وتبلغ كلفة المشروع نحو 150 ألف دولار، بالإضافة إلى مشروع التقليل من استهلاك الرمال المستخدمة في العصف وإزالة الأصباغ.وأكد أن مصنع معالجة الرواسب النفطية ومصنع معالجة مياه الصرف الصحي يشكلان مسؤولية اجتماعية مشتركة تجعل "أسري” في مصاف الأحواض الجافة الأخرى في المنطقة من حيث الحرص والاهتمام بالمحافظة على البيئة على مستوى العالم.