^ قبل أن نجهز حقائبنا متوجهين بإذن الله إلى مملكة البحرين كان لا بد لنا وأن نستعرض اليوم الأخير من فعالية أخيرة سميت بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية على مشاركتنا في الاستعراض الدوري الشامل لتقرير مملكة البحرين لحقوق الإنسان، حيث كان الحضور قليلاً نسبياً بأعداد الكراسي المخصصة للحضور و الذي لفت نظري هو جلوس إحدى البحرينيات و التي تعتقد بأنها معارضة تجلس على المنصة لترد على أسئلة الحاضرين وهي برفقة لبنانيين وتونسيين وهي ذاتها التي جلست على المنصة عندما كانت الفعالية مخصصة للمعارضة ضد البحرين و هي نفسها التي جلست في صف فعالية المعارضة التونسية على المنصة وعندما استعلمنا عن سر مشاركتها في جميع الفعاليات اكتشفنا بأنها و آخرون كانوا يتبادلون الدور ويطرحون موضوع البحرين في كل شاردة وواردة للتأثير على الحضور القليل ممن حضر لمضيعة الوقت أو لانتظار فعالية أخرى لم يحن موعدها وهي المتزعمة للرجال الذين يحبون البروباغندا والظهور أمام الإعلام متحدثين تارة بالإنجليزي وتارة أخرى بلهجات أخرى وعندها قلنا هم جاؤوا ليس كنشطاء حقوقيين يدافعون عن حقوق الإنسان في البحرين بل حضروا لكي ينتهكوا حقوق الإنسان في محفل عالمي ومن أمام الملأ. و السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا يتطرقون لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران و سوريا ؟ لماذا التهجم و التهكم على السعودية و البحرين من بد العالم هل لأنهما من الغير و أنتم من الغير؟؟؟؟ يا ترى ماذا فعل لكم هذا الغير لتكيلوا لهما كل التهم المرسلة الباطلة و التي لا يساندها دليل واحد يقنع الإنسان العامي قبل الحقوقي؟ و لماذا تصيبكم هلوسة الخلط بين السياسة و المطالب الاجتماعية المعيشية وما بين حقوق الإنسان و أثبتم من تدعون المعرفة والنبوغ في علم حقوق الإنسان و أنتم للعالم بأنكم بمنأى عن أولى خطوات ثقافة حقوق الحيوان؟؟ و عندها قام عريف الندوة اللبناني الجنسية والذي يبدو شكله من أتباع حزب الله بسرد أسماء يزعم بأنها لمعارضين سعوديين يقبعون في السجون السعودية و في خلال دقائق و بسرعة البرق من خلال التوتير وصلتنا معلومات تؤكد كذب و افتراء هذا الذي يدعي بدفاعه عنهم و يطالب بإطلاق سراحهم لأنهم سجناء رأي، حيث لم يكن ممن ذكرهم معتقلون بسبب رأيهم و إن كان اثنان منهم سجناء ولكن واحداً منهم في قضية أخلاقية يندى لها الجبين من ذكرها، و الآخر في قضية جنائية بإصداره شيكات بدون رصيد، حتى السوري الدكتور هيثم منّاع بدلاً من أن يتكلم عن الانتهاكات السافرة للشعب السوري الأصيل من قبل نظام الأسد العلوي بدأ يشيح وجهه إلى الخلف يبحث عن حضور بعدها قام بالطعن في شرعية المملكة السعودية وانتهاكها لحقوق الإنسان زوراً وبهتاناً وكأنه نسي وتناسى ماذا يجري في سوريا وهي الدولة التي وقعت وصدّقت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين والبرتوكولات . وعندها قدمت إحدى اللبنانيات نفسها بأنها قادمة من الدول الاسكندنافية لتسرد ما سرده من قبلها من كذب وافتراءات على الشعب السعودي و حكومته ولكن الطامة الكبرى عندما فتح المجال للمداخلات والنقاش تحول و بقدرة قادر مسمى الفعالية من حقوق الإنسان في المملكة السعودية إلى حقوق الإنسان في مملكة البحرين و ثار الحضور الممثل في مجموعة جاءت لتشوه صورة البحرين المشرقة و المشروع الإصلاحي بأسئلة و مداخلات استفزازية سافرة للنيل منا كنشطاء حقوقيين وأطلقوا علينا النعوت التي نترفع عن ذكرها في هذا المقام و تكلموا عن درع الجزيرة بإسهاب والاتحاد المزمع إنشاؤه، وحاولوا بأن يظللوا البحرين بالوشاح الأسود تماماً مثل أغلب الحضور من فتيات المعارضة اللآتي كن يلبسن في هذا اليوم اللباس الأسود. و لما كانت الفعالية تغطي نفسها بمسميات لا تمت للندوة بشيء و ذلك من أجل الترخيص لهم باستئجار القاعة لأكثر من ثلاث ساعات و عرفنا بأنها تستهدف مملكة البحرين بشكل أساس لمحاولة استقطاب الأجانب و لكن لم نجد أجنبياً واحداً حضر هذه الفعالية بدلالة أن كل فعالياتهم كانت باللغة الإنجليزية ما عدا هذه الفعالية جاءت باللغة العربية ! ومن محاسن الصدف التقيت بشخص من إحدى الدول الصديقة لإيران و المتابع لأحداث البحرين وذلك خارج القاعة رقم 25 بمبني الأمم المتحدة بجنيف عندما خرجت مغثوثاً من سماعي لقصص استعطافية كاذبة مسرودة بطريقة بكائية حزينة سمعناها مراراً و تكراراً، حيث كان هذا الشخص برفقة زوجته وهو من رعايا إحدى الدول الصديقة لإيران حيث قال ( لم أجد جديداً من معارضتكم وكل ما سمعته هو خواء واجترار لكلام كاذب مكرر في كل الفعاليات التي حضرتها حيث أنا و زوجتي الحاضرة معي جنيف مللنا من سماعهم حتى باتت آذاننا تخشى أن يصيبها الصم بسبب الأنغام الناشزة من أفراد غرر بهم يعيشون في مجتمع مدني مسالم بحرية وأمان و يريدونه أن يكون تابعاً لولاية الفقيه و تحت تصرف شخص واحد يأمر متى يأكلون و ماذا يلبسون من فوق رأسهم و من تحت أرجلهم و متى يلطمون و متى يبكون و ينوحون وما يدفعون من أخماس من أموالهم لهذا الملأ القابع في البرج العاجي المقدس الذي كاد يهينهم ويحجر عقولهم وذلك باستغلالهم في موروثات تفتقد للمصداقية حيث هم ضحايا هذا التوجه الراديكالي البغيض الذي يبكيهم و يحزنهم بأكثر مما يفرحهم ويسعدهم حيث قلما تجد محاياهم مبتسمة و إن وجدت فهي بغيضة تنم عن الكره و العداء لكل ما هو من غير طائفتهم) و عندما انتهى من كلامه قلت له هل كنت تصدقهم فيما يقولون عن مظلومياتهم من قبل بعض الطوائف ؟ قال لي و هو مودع بابتسامة عريضة ( نحمد الله كثيراً بأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين و لم يعد هناك شيئاً مخفياً على المجتمعات بعد ثورة المعلومات و الاتصالات حتى المنظمات الدولية عندما بحثت و استرجعت الماضي البعيد والقريب للإسلام لم تجد تلك المظلومية المزعومة إلا في عقولهم المعشعشة و التي يصورها لهم هذا الملا لسلب عقولهم و تحويله إلى آلة صماء( لا أعلم ) ولكن لا ننكر بأنهم استطاعوا بخبث وبالبترودولار الفارسي في فترة وجيزه بأن ينقلوا هذه المظلومية من إطارها الموروث إلى المحافل الدولية في إطار حقوق الإنسان و تسميتها بالانتهاك لحقوقهم ومحاولتهم باستصدار قرارات إدانة ضد هذه الدول ولكن تصدت لهم تلك الدول و أحبطت مخططهم ولم يتبقَ إلا من له مصلحة قائمة و محتملة مع نظام الملالي الذي سيسقط كما سقط عرش كسرى عاجلاً أم آجلاً ). و بوداعنا لهذا الإنسان الصريح و المثقل بهموم قضايا حقوق الإنسان لقد ترك حقيقة لنا انطباعاً حسناً كاد ينسيني ما كنت قبل لقائه من تأثري الشديد و أنا أرى بحرينيين مثقفين كل في مجاله يحمل مؤهلاً عالياً لعب بعقولهم بل وإن شئنا الدقة سلب من الجمجمة أو جمد بدرجات تحت الصفر وهم يجوبون قاعات مباني الأمم المتحدة و يرمون بأنفسهم في أحضان بعض المتمصلحين المستفيدين يستجدونهم بتبني قضيتهم المبنية على أباطيل وافتراءات ضد نظام شرعي فرش لهم طريقاً حضارياً للحوار و التوافق الاجتماعي الوطني و قبول الآخر بكل تلاوينه و عدم الزج بالبحرين في متاهات ومسارات مظلمة قد تعود بكارثة على الجميع حيث القرارات الدولية السلبية تؤثر على المواطن البسيط و تسلبه أعز ما يملك من أمن و أمان لا تملكها إيران ولاسوريا و لا لبنان، ونحن بدورنا نقول و نحن نودع جنيف برعاية الله، إن البحرين ليست سلعة لتباع في المحافل الدولية و المجمعات التجارية فحافظوا عليها و أصلحوا مسارها بالحوار و المفاوضات الودية وأعيدوا بناءها بسواعدكم الفتية و لا تتركوها لقمة سائغة لدولة لا تحبكم و لا تريد لكم الخير و السعادة فلو كانت تريد الخير لشعبنا العربي المسالم لكان أولى لها بأن تلتفت إلى شعبها البائس الفقير الذي بدأ يئن من شظف العيش و انتهاك حقوقه المشروعة و سلب ثرواته و صرفها على مشاريع نووية تستفيد منها الدول التي تبيعها و هي تعلم ونحن نعلم بأن هذه المفاعل النووية سيأتي يوماً عاجلاً أم آجلاُ بضربها من قبل عدوة الإسلام إسرائيل ليعاد بناؤها مرة ثانية و ثالثة و هكذا حتى تجف صناديق المالية العامة لتصبح إيران متخلفة بأكثر مما هي متخلفة الآن و مشغوله بزرع عناصر لها في كل مكان كطابور خامس لنشر التشيع بالمال و( تصدير الثورة ) بأموال الشعب الإيراني و إرسال وفود إلى جنيف و تصرف عليهم و لهم أموالاً كثيرة و تسكنهم في فنادق ذات النجوم الخمس وتأتي بهم على طائرات في الدرجة الأولى كإغراء مادي لكي ينفذوا أجندتهم وهم لا يعلمون و لا يدركون ما مدى خطورتها و العراق وجنوب لبنان و سوريا خير شاهدين على أفعالهم وأجنداتهم الهدامة تجاه الدول العربية وحفظ الله البحرين شعباً و قيادة.
من جنيف إلى البحرين مع التحية
28 مايو 2012