دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الخطباء والدعاة والأئمة إلى التوقيع على بيان يرفض العنف والتخريب ويُحرّم الاعتداء على الأعراض والأنفس والأموال، فيما بحث في جلسته الاعتيادية أمس آخر مستجدات مراجعة مصحف البحرين قبل طباعته، وخطته لبناء الجوامع للسنوات المقبلة. وأكد المجلس ضرورة مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف والاعتصام بحبل الله المتين، لافتاً إلى أن "الرحمة العامة بالخلق هي جوهر رسالة الإسلام”، وأنَّ الشرع الحنيف جاء "بنبذ كل ما يخدش هذا الأصل العظيم أو ينتقص منه”. وقال المجلس في بيان أصدره في جلسته الاعتيادية برئاسة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إنه "تحقيقاً لمبدأ السلام وتأمين الخلق على أرواحهم وما يملكون، حرَّم الإسلام الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهياً قاطعاً عن الاعتداء على الآخرين جسدياً أو نفسياً أو فكرياً”. وندَّد المجلس بأشكال العنف والفوضى والشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، مستنكراً "التجاوز في المواجهة، وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان”. ودعا جميع العقلاء والمخلصين إلى "التكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة والمحرمة شرعاً وعرفاً وقانوناً”. وأوضح المجلس أنه "من الواجب بيان حرمة ما يُمارَس من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين، بما يتمُّ تبنِّيه أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن”. وأكد البيان حرص المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على "الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين” والتواصل مع الخطباء والدعاة صوناً للنسيج الوطني وحفظاً لوحدة الكلمة والصالح العام. ودعا المجلس الخطباء والدعاة والوعاظ إلى تبني بيان المجلس والتوقيع عليه لإعلان موقف ديني موحَّد يرفض العنف والفوضى للإسهام في توعية المجتمع وصونه من السلوكيات الخاطئة والهدامة، لافتاً إلى أن مكان التوقيع ووقته وكيفيته يُعلن لاحقاً من قبل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف. ونوَّه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته بمخرجات المؤتمر الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، سائلاً الله تعالى أن يوفِّق قادة العالم الإسلامي إلى الخير والصلاح واجتماع الكلمة وتعزيز الروابط الأخوية بين الدول الإسلامية وتلبية تطلُّعات أبنائها. وانتقل المجلس إلى بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلَّها بمتابعة آخر مستجدات إقامة المجلس للمؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم العام المقبل 2013 بالتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، الذي يحظى برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. وبحث المجلس عنوان المؤتمر في "المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم”، مستعرضاً أهدافه ومحاوره وما يتعلَّق بجوانبه الفنية والتنظيمية. واطلع المجلس على آخر مستجدات مراجعة مصحف البحرين استعداداً لطباعته، معرباً عن تقديره الكبير لجهود أعضاء لجنة المراجعة، وتمنياته لهم بالتوفيق في مهمتهم. واستعرض الأعضاء خطة المجلس في بناء الجوامع للسنوات المقبلة، مؤكدين دور الجوامع البارز في نهضة البحرين ثقافياً وحضارياً واجتماعياً، فيما اطلع المجلس على تقارير اللجان والطلبات المحالة إليه لإبداء الرأي وتقديم المرئيات، وأصدر القرارات المناسبة بشأنها. ونصّ بيان المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية "الإسلام دين السلام، ورسالته الغراء جاءت بالرحمة العامة للخلق قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107، وقال جل شأنه (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) البقرة 143.وحيث إن الرحمة العامة بالخلق هي جوهر رسالة الإسلام، جاء الشرع الحنيف بنبذ كل ما يخدش هذا الأصل العظيم أو ينتقص منه، لذا حرمت الشريعة جميع صور الاعتداء على الآخرين بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالتحريض، وتحقيقاً لمبدأ السلام وتأمين الخلق على أرواحهم وما يملكون، حرّم الإسلام الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهياً قاطعاً عن الاعتداء على الآخرين جسدياً أو نفسياً أو فكرياً، وتعاظم نهيه عن مجرد ترويع الآمنين وتعكير صفو المواطنين والمقيمين، وتأسيساً على مقاصد الإسلام وضروراته الخمس بوجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتأكيداً على دعوة الإسلام إلى تحقيق الحياة الآمنة لكل الخلق، حرّمت الشريعة الغراء تحريماً قاطعاً كل سبيل يؤدي إلى التعدي على الآخرين في أنفسهم وأموالهم.ويستنكر الإسلام استنكاراً شديداً على دعاة العنف ومثيري القلاقل والفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف فئوية أو شخصية أو طائفية ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن.ومن الواجب بيان حرمة ما يُمَارَسُ من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين بما يتم تَبَنِّيْهِ أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى، وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن، ومع الإقرار التام أن ما يتم اقترافه من جرائم، هو من الكبائر والمحرمات العظام؛ فإننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحداً بوجه من تسول له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة.ولا تكفي عبارات التنديد والإدانة لأشكال العنف والفوضى والشغب، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وإذ ندين في الوقت ذاته التجاوز في المواجهة، وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان.وحيث إن ما يقترف من تجاوزات في حق الوطن وغيرها من صور الاعتداءات ينعكس سلباً على معيشة المواطنين، ويعطل مصالحهم، ويضر بالحقوق والحريات العامة والخاصة، فإننا ندعو من يمارس ذلك إلى الكف فوراً عنه، وندعو جميع العقلاء والمخلصين للتكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة والمحرمة شرعاً وعرفاً وقانوناً.نؤكد حرصنا على الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين من خلال المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وتواصله مع الخطباء والدعاة، وإصدار أمانته العامة كتيب طريق المسلمين، عازمين على مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف، والاعتصام بحبل الله المتين في وجه التخريب والاعتداء، لقطع طريق إفساد ذات البين، وشق الصف الذي يتخذ سبيلاً للفتنة، من خلال تعكير صفو العلاقة الحميمة بين أبناء هذا الوطن.وإذ نؤكد إيماننا أن وحدة الكلمة ورص الصف أعظم سلاح يواجه به أولئك الداعون للخلاف والفرقة وإثارة الفتن، قال تعالى (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) الأنفال 46.. فإننا ندعو بكل صدق إلى مواجهة فكرية وثقافية واجتماعية للتخريب والاعتداء لنحقق معاً أمناً وأماناً، وسلماً وسلاماً ينعم به كل من يعيش على أرض مملكتنا، والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل”.***—-***أحمد
«الأعلى للشؤون الإسلامية» يدعو الخطباء للتوقيع على بيان يرفض العنف
05 سبتمبر 2012