مصر تدعم جهود دول الخليج لدرء محاولات التدخل في مقدرات المنطقةالقاهرة - (وكالات): أكد الرئيس المصري محمد مرسى أنه قد حان وقت التغيير في سوريا، مشيراً إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "لن يدوم طويلاً”، بينما دعا الدول العربية الى التحرك لايجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سوريا، فيما شدد على رفض بلاده للتدخل العسكري. وقال مخاطبا القادة السوريين في كلمة في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية العرب وهي الأولى له في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة "ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء ولا مكان للمزايدة”. واضاف الرئيس المصري "ندعم جهود دول الخليج لدرء أي محاولات للتدخل في مقدرات هذه المنطقة”. ووعد الرئيس المصري بعودة بلاده إلى القلب من القضايا العربية مناشدا العرب أن يعملوا لإنهاء سفك الدماء في سوريا، فيما شدد على أن القيادة في دمشق يجب أن تتخذ قراراً يحقن دماء السوريين لأن "الآن هو وقت التغيير، ونظام الرئيس السوري بشار الاسد لن يدوم طويلا”.وتابع "لا مجال للكبر أو المزايدة. لا تستمعوا إلى الأصوات التي تغريكم بالبقاء فلن يدوم وجودكم طويلاً، إن لم تفعلوا فعجلة التاريخ ماضية”. وأضاف "أقول للنظام السوري ما زالت هناك فرصة لحقن الدماء” مرجحاً أن تحقق الانتفاضة السورية هدف إقصاء حكومة الرئيس بشار الأسد إذا لم تقرر ترك الحكم. وأعلن الرئيس المصري أن المجموعة الرباعية التي اقترحت مصر تشكيلها لحل الأزمة السورية والتي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا ستجتمع لكنه لم يعلن تاريخاً محدداً للاجتماع. وقال "الرباعية التي دعت إليها مصر الآن ستجتمع والكل مدعو للمشاركة. والجهود الحقيقية المبذولة منكم جميعا مشكورة ومقدرة.” وأضاف "النظام السوري عليه أن يتخذ العبرة والدرس من التاريخ القديم ومن كل حلقات التاريخ.” وتحدث عن الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وجاءت به هو رئيسا.وشدد مرسي على أن بلاده ترفض تدخلا عسكريا أجنبيا في سوريا مطالبا بتكثيف العمل الذي يوصل إلى حل عاجل يحول دون تعرض سوريا لتدخل عسكري أجنبي. وقال إن المجتمع الدولي لن يتحرك جادا لحل الأزمة السورية إذا لم يتحرك العرب. وقال "ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم بجدية في هذا الإطار.” وتابع "لابد أن نتحرك صوب الحل النهائي وبكل قدرة وسرعة”. كما اكد أن مصر تقف مع الشعب السوري حتى ينال ما يريد من تقرير مصيره واختيار قادته ونقل البلاد إلى التغيير المنشود، مشيراً إلى أن القاهرة "قررت معاملة الطلاب السوريين المقيمين في مصر معاملة الطلاب المصريين لهذا العام”. وبينما كان مرسي يغادر القاعة عاد إلى المنصة ليقول لوزراء الخارجية "الشعب السوري في الميدان. اتخذوا ما ترونه مناسباً ونحن معكم. نحن معكم. نحن معكم”.وأضاف مرسي أن الانتفاضة التي أسقطت سلفه "كانت أيضاً إعلاناً لا لبس فيه عن رغبة هذا الشعب، شعب مصر، في العودة لكي يحتل مكانته الطبيعية في قلب أمته العربية وليساهم بسواعد أبنائه في بناء مستقبل عربي مشرق.” وطالب مرسي في كلمته العرب بدعم الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل قائلا "تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لن تنهض الأمة العربية بغير حل عادل للمشكلة الفلسطينية.” وشدد على استمرار مصر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وقال "خلافات الأشقاء أضحت ترفا لا يملكه أحد في هذه الظروف”. ووعد الرئيس المصري بمساندة اليمن الذي أطاحت انتفاضة شعبية برئيسه علي عبد الله صالح. ومع ذلك قال مرسي إن بلاده لن تصدر الثورة. وكان قال ذلك من قبل وهو ما رآه البعض طمأنة لدول الخليج العربية التي تخشى من أن يؤدي صعود الإسلاميين في مصر إلى انتقال الاضطراب إلى أراضيها.وطلب الوزراء العرب من رئيس اللجنة الوزارية العربية رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم والأمين العام للجامعة العربية "متابعة الاتصالات” مع الامين العام للامم المتحدة وموفد المنظمة الدولية الى سوريا الأخضر الإبراهيمي "لبلورة تصور جديد لمهمة” الاخير. ودان الوزراء "استمرار العنف والقتل والجرائم البشعة التي ترتكبها السلطات السورية والميليشيات التابعة لها "الشبيحة” ضد المدنيين السوريين، واستخدامها الأسلحة الثقيلة في قصف المناطق الآهلة بالسكان وما تقوم به من عمليات اعدام تعسفي واختفاء قسري”. وطالبوا "الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكل اشكال القتل والعنف ضد الشعب السوري”. واعتبر الوزراء "الجرائم والمذابح المرتكبة جرائم ضد الانسانية” مطالبين "مجلس الامن باتخاذ الاجراءات الكفيلة لتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم الى العدالة الدولية”. ودان الوزراء "اعمال العنف والقتل ضد المدنيين من أي جهة كانت” معبرين عن "قلقهم البالغ ازاء تردي الاوضاع الانسانية في سوريا التي ادت الى نزوح ما يقرب من مليونين ونصف المليون من السكان ، وهجرة مئات الآلاف منهم الى الدول المجاورة”. وطالب الوزراء إدارتي عرب سات ونايل سات "باتخاذ ما يلزم لوقف بث القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية تنفيذاً لقرارهم السابق في 2 يونيو الماضي”.من جهته،أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزراء الخارجية العرب قرروا دعم توجه فلسطين للحصول على "وضع دولة غير عضو بالأمم المتحدة” خلال الدورة المقبلة للجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في النصف الثاني من سبتمبر الجاري. وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب الذي شارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه تقرر "دعم طلب فلسطين الحصول على وضع دولة غير عضو في الأمم المتحدة نظراً لصعوبة الحصول على العضوية الكاملة لأن هذا يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي”.