يُعتبر التعليم أحد الحقوق الإنسانية التي نادت بها العديد من المواثيق والتشريعات، إذ تأتي أهمية التعليم لكونه مفتاح تقدم الإنسانية في شتى صنوف المعرفة وما التطورات العديدة من التكنولوجيا إلا نتاج لتطور التعليم في أرجاء المعمورة.وحين نخصص الحديث عن البحرين نجد أنها اهتمت بالتعليم حتى قبل إعلان الاستقلال الرسمي حين كان التعليم عند "الكتاتيب” ثم جاء تشييد أول مدرسة نظامية العام 1919 وعقبها التوسع بإنشاء المدارس التي باتت تتوزع على جميع مدن ومناطق البحرين، فالتعليم كحق إنساني مكفول للجميع دون تمييز لجنس أو نسب أو غني.إن ما مرت به بعض مدارس البحرين خلال العام الماضي لهو مبعث قلق وحزن عميق حين حولتها بعض الجمعيات السياسية مع الأسف لأهداف بثت خلالها أجنداتها السياسية والأخطر الطائفية، بل وأبعدت المدارس عن إنسانيتها في توفير التعليم للجميع وجعلتها مواقع تظاهر وتمرد طلابي على القوانين والأنظمة.واستطاعت الجهود المخلصة في البحرين إعادة المدارس لوضعها الطبيعي، حيث استعادت دورها الإنساني في توفير التعليم للجميع وسط بيئة دراسية محضة ترتقي بالإنسان وتؤهله للخوض في شتى صنوف المعرفة، بعيداً عن المفاهيم الخاطئة التي غرستها وللأسف بعض الجمعيات السياسية، نتيجة استغلالها الطلبة "الأطفال” في تنفيذ أجنداتها. لم يقتصر خرق إنسانية التعليم على ذلك فحسب، بل تمادت أيادي الغدر والعنجهية لتجعل الأبنية المدرسية أهدافاً لها عبر رمي العبوات الحارقة "المولوتوف” على الأبنية المدرسية متسببة بين الحين والآخر في إحداث تلفيات بالصفوف الدراسية، وهو عمل جبان ترفضه كل الشرائع والمواثيق والقوانين لما يشكله من مخاطر جمة تكاد لا تحصى فمن تدمير موقع ينشر العلم والمعرفة إلى بث الخوف والهلع في نفوس الطلبة "الأطفال” الذين يرتبطون بالمدارس ارتباطاً وجدانياً.ونحن نقف على أعتاب عام دراسي جديد، نتطلع لأن تواصل مدارس البحرين كما عهدناها دوماً ودائماً في توفير التعليم للجميع دون تمييز، كما نشدد على الجمعيات السياسية ونطالبها بالقيام بدورها الإنساني والوطني في إدانة أعمال التخريب التي طالت الأبنية المدرسية وإبعاد المجتمع المدرسي بكل مكوناته من مديري مدارس ومعلمين وطلبة وحتى أولياء أمور عن أية أجندات سياسية لا علاقة لها بإنسانية التعليم، فلا تشوهوا إنسانية التعليم.محمد أحمد علي