المؤسسة الخيرية الملكية: تبنى المجتمعات على أسس وقواعد متينة، وللمرأة دور كبير في الارتقاء بالمجتمع وزرع البذرة الصالحة في الأبناء، فهي الأم والزوجة والمربية والمدرسة والطبيبة والقيادية. وفي مملكة البحرين اهتم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى؛ بالمرأة البحرينية بشكل كبير، وإبراز دورها في مختلف الميادين الحياتية، ووضع رعايتها وتوفير كل ما من شأنه الارتقاء بنفسها وبأبنائها والمجتمع نصب عينيه. ومن هذا المنطلق أولى الأرامل رعاية خاصة ليكون الداعم الأول لها، ولمساندتها على شق مشوار حياتها بخطى واثقة عبر المؤسسة الخيرية الملكية التي تشكل البيت الثاني لها ولأبنائها، فلا تتوانى المؤسسة عن تقديم الدعم المختلف عبر زيادة وعيهن الحياتي والثقافي، انطلاقاً من هدفها الخاص بتأهيل شخصيات نسائية متمكنة وقادرة على إدارة الحياة بكفاءة وفاعلية، وذلك من خلال إقامة الفعاليات الثقافية والتربوية والترفيهية والزيارات الميدانية إلى مختلف معالم المملكة.رعاية شاملة متنوعةوأولت المؤسسة الخيرية الملكية النساء المكفولات اهتماماً كبيراً يواكب التوجيهات السامية لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وتوجيه جميع أشكال الدعم والرعاية إلى 5858 أرملة من مختلف محافظات المملكة منها الدعم المادي الشهري عبر تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي، ومشاركتهم وأبنائهم فرحة الأعياد والشهر الكريم، إلى جانب تهيئة البيئة التعليمية المناسبة لها لأبنائها من خلال البعثات الدراسية والدراسة بالمدارس الخاصة والجامعات، ومساعدتها على إكمال دراستها الجامعية لتزيد مستواها العلمي والثقافي، وإدماجها في المجتمع بمشاركتها في مختلف الفعاليات التي تقام في البلد، وإشراكها في عدد من البرامج والأنشطة الترفيهية والثقافية والتربوية منها مشروع المايكروستات للمشاريع المتناهية الصغر، الدورات التدريبية في أساليب التعامل مع الأبناء، دورات اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، مخيم الربيع السنوي، رحلة العمرة إلى مكة المكرمة.وتحرص المؤسسة الخيرية الملكية على الجانب الصحي عبر الرعاية الصحية ومتابعة الحالات التي تستدعي المتابعة الصحية وإجراء العمليات للأرامل، إذ تم متابعة الوضع الصحي لحوالي 127 يتيماً وأرملة العام 2011، والاهتمام بهم والاطمئنان على وضعهم الصحي. كما تم تقديم عدد من البرامج الوقائية والحملات الصحية خلال الأعوام السابقة منها حملة تنظيف الأسنان للأبناء، وإجراء عدد من العمليات الجراحية في المستشفيات الخاصة المتعاونة، برنامج التخلص من السموم، برنامج الاسترخاء النفسي والبدني وغيرها من البرامج التي تزيد من الجانب الصحي والوقائي للأم، إلى جانب ذلك توفر المؤسسة الخدمات النفسية من خلال مركز الإرشاد للمساندة الاجتماعية للأمهات من قبل مجموعة من الاستشاريين المتخصصين، لمساعدتهم على التكيف الإيجابي مع ظروف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعاب والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً من أجل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي والتكيف مع الضغوط الحياتية المختلفة، إلى جانب استكشاف إمكاناتهن وتنمية قدراتهن وكفاءتهن النفسية والاجتماعية والعقلية التي تساعدهن على مواجهة ضغوطات الحياة والتكيف الإيجابي معها لتحقيق الرضا الذاتي والصحة النفسية.صناعة أمهات ناجحاتإيماناً منها بأهمية تأهيل شخصيات نسائية متمكنة وقادرة على إدارة الحياة بكفاءة وفاعلية، أنشأت المؤسسة الخيرية الملكية (ملتقى الأمهات) وهو ملتقى تربوي وتدريبي لفئة الأمهات الأرامل، تسعى المؤسسة من خلاله إلى تكوين مجموعة متآلفة من الأمهات لتدريبهن على أحدث الأساليب التربوية في تربية الأبناء، ولتوعيتهم ببرامج التنشئة الصالحة، والارتقاء بمهاراتهن وصقل ميولهن وقدراتهن، وتعديل اتجاهاتهن، وتوعيتهن بأحدث الأساليب الإدارية الأسرية، وتأهيلهن للتخطيط والتنفيذ للمشاركة في برامج وأنشطة المؤسسة الخيرية الملكية المختلفة.تتلخص أهم أهداف الملتقى في تأهيل أمهات ناجحات في المجتمع، وتدريبهم على أحدث الوسائل التربوية الحديثة في التربية، وتأهيلهن للمشاركة في الإعداد والتنفيذ لبرامج المؤسسة وأنشطتها المختلفة، وصقل شخصياتهم تربوياً ومهارياً، وصناعة نماذج لأمهات متميزات في المجتمع البحريني الأصيل. ومن ضمن خطة البرامج التي تم تنظيمها لهذا الملتقى دورات تدريبية مهارية وأنشطة تربوية وثقافية وبرامج مجتمعية تطوعية، إضافة إلى الأنشطة الترويحية والسفرات الخارجية والندوات النقاشية. كما نظمت المؤسسة جائزة فيصل بن حمد للأم المثالية على مدى ثلاث سنوات، وعرضت تجارب ناجحة لأمهات أرامل مثاليات حققن النجاح والتميز على المستوى الشخصي، الأسري، والمستوى الاجتماعي من خلال إسهاماتهن المختلفة، وحققت هذه الجائزة نجاحاً كبيراً من خلال الإقبال الكبير من الأمهات الأرامل عليها. ومنحت المؤسسة الأرامل بعثات ومنحاً لمواصلة الدراسة الجامعية والدراسات العليا ومتابعتهن حتى التخرج، بهدف الارتقاء بهن إلى مستوى معيشي عبر حصولهن على الشهادة وإكمال تعليمهن من أجل التطوير الذاتي والتعليمي.مشاريع تنموية تخدم الأمهاتتعمل المؤسسة على إقامة العديد من المشاريع التنموية التي تنصب في مصلحة الأم والأسرة، وإعانة المرأة على العيش الكريم في هذا البلد المعطاء، فتم مؤخراً توقيع اتفاقية مشروع مبنى الحد الاستثماري عبارة عن مبنى سكني تجاري متعدد الطوابق على أرض مبنى مركز شرطة الحد القديم، وسيتم تخصيص ريعه لصالح الأيتام والأرامل المكفولين من قبل المؤسسة وذلك بهدف رفع المستوى المعيشي للأسر المكفولة وجميع الفئات المستحقة في المملكة وتنويع الموارد المالية للمؤسسة من خلال المشاريع الاستثمارية والتي تصب جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف، إلى جانب ذلك تعمل المؤسسة على إنشاء المركز التجاري الخدماتي الذي يعمل على توفير خدمات متكاملة لجميع أطياف المجتمع من المحتاجين، ويضم مكتبة وصالة متعددة الاحتياجات وعيادة طبية تقدم خدماتها مجاناً للأيتام والأرامل والمحتاجين لتعزيز دور المؤسسة في توفير جميع متطلباتهم الحياتية المهمة، إلى جانب العمل على مشروع الإيواء الأسري وإنشاء وحدات سكنية مؤقتة للأرامل اللواتي لديهن طلب في الإسكان، لتكون هذه الوحدات محطة مؤقتة للأرملة مع أسرتها إلى أن يتم تخصيص وحدة سكنية لها من وزارة الإسكان. كما شاركت المؤسسة في تأسيس بنك الأسرة لدعم المشاريع التنموية الصغيرة والمساعدة في تقديم القروض الميسرة المتناهية الصغر سعياً للارتقاء بالأرملة ومشاركتها في عجلة التنمية المستدامة.
«الخيرية الملكية» تعمل على صناعة 5858 امـرأة ناجحـة تقـود الحياة
28 مايو 2012