قيـــس محمـــــد معمـــرQaiss2010@yahoo.frمدرس اللغة الفرنسـيةالجميع يعلم أن الطفل يتأثر بما يراه حوله، لكننا نحن الكبار وفي لحظة غضب ننسى حرصنا ونترك لأولادنا فرصة ليشاهدوا شكلاً آخر غير الذي اعتادوه، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشجار عائلي أو بخلاف بين الزوجين. وهذا الطفل يرى أن أساس الأمان في حياته بدأ يتلاشى أمامه فيلجأ إلى السكوت أو الغضب العارم على كل ما حوله، معتقداً أن من حوله لا يهتمون بأمره ولا يخافون عليه.من هذا المنطلق؛ نجد هذا الطفل عندما يذهب إلى المدرسة ويجتمع بأقرانه؛ يتعامل معهم بخشونة وبعدوانية، بل ونجده جامح التصرفات قد يحطم أثاث مدرسته وأغراض زملائه ونراه شخصاً متبلد الإحساس، لأن بيئته غير مستقرة بل متزعزة. هذا النوع من الحالات العنيفة نشاهدها أحياناً في غرف الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس، وهي سهلة العلاج لإنها حالات مؤقتة تأثرت بحدث معين، بالإمكان تجاوزه في مدة معينة وتحت إشراف مختصين. لكن هناك حالات أخرى قد نراها في غرف الأخصائيين الاجتماعيين، وهي حالات قد لا تعاني بيئتها البيتية من أي خطأ، لكن للأسف يعاني ذويهم من مرض الإهمال وقلة التربية، وربما يتركون الحبل على الغارب متساهلين مع تصرفات أولادهم المشاغبة غير المسؤولة، غير مهتمين حقاً بتقويم إعوجاج سلوك أبنائهم؛ بدعوى أنهم متحضرون ولا يرون خطأ في أن يعبر أبناؤهم عن أنفسهم بأي طريقة كانت. وهؤلاء مع أسفي، فئة تجني على أبنائها ووطنها، حيث تميزت أمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنها كما قال عنها الله جل وعلا في محكم كتابه (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر). بهذا المعنى نحن مأمورون، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر مهما كان. وكآباء علينا تأديب أبنائنا وتقويم سلوكهم، فهم لا يعيشون في الكون بمفردهم، بل يتشاركونه مع آخرين لهم حقوق وعليهم واجبات. وعلينا إفهامهم أن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وعلينا أن نغرس في نفوسهم احترام الغير وعدم الانتقاص من أي إنسان؛ مهما كان لونه أو دينه أو شكله، ونعلمهم حب العلم والاستزادة منه، وتحمل الصعاب من أجل الوصول للهدف مهما بعُد، لكي ينشأ جيل مخلص وصالح يخدم نفسه وعائلته ووطنه.ومضةأقف احتراماً وإجلالاً لكل من علمني حرفاً أو غرس في نفسي خلقاً حميداً منذ سنوات حياتي الأولى وحتى الآن. أقدم شكري و تقديري لكل معلم أرشدني لطريق العلم سواء بالكلمة الصادقة أو حتى بضربة عصا جعلتني ما أنا عليه اليوم. شكراً لك معلمي فأنا هنا بفضل من الله ومنك.
أخبرني من أدّبك أقّل لك مــن أنــت!
28 مايو 2012