حاز الكاتب السوري المعارض ياسين الحاج صالح، المتواري عن أنظار السلطات في دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات ببلاده، جائزة الأمير كلاوس إلى جانب مفكرين وكتاب ومخرجين حول العالم، وذلك لإسهاماتهم في مجالات الثقافة والتنمية في بلادهم. ومن المرتقب أن تقدم الجوائز للفائزين في 12 ديسمبر المقبل في القصر الملكي بأمستردام، ولا يتوقع أن يتمكن الكاتب السوري المعارض من حضور الحفل ما لم تشهد بلاده تغيراً كبيراً حتى ذلك الحين، وهو الذي يقيم متخفياً عن عيون أجهزة الأمن في دمشق وينشط بكتاباته ومشاركاته وتصريحاته عبر شبكة الإنترنت ومن خلال التواصل مع عدد من وسائل الإعلام. وقال ياسين الحاج صالح تعليقاً عما تعنيه الجائزة بالنسبة له "أظن أنها تكريم للشعب السوري والثورة السورية. وبهذه الصفة فهي جائزة عظيمة”. وأضاف "الشيء المؤثر أن أحداً ما في العالم يكرمك، وأن النظام الذي يحكم البلد يعتبر تكريم وكرامة محكوميه إهانة له... يسعدني أن في الجائزة ما يهين النظام القاتل”. ولدى سؤاله إن كان خطر له من قبل الحصول على هذه الجائزة أجاب "على الإطلاق. لا هذه الجائزة ولا غيرها”. وشرح كيف تلقى خبر الفوز بالجائزة قائلا "أعرف أنني من الفائزين بالجائزة منذ شهرين. لكن حين سمعت بذلك أول مرة كنت متفاجئاً جداً، وسعيداً”. وفي ما إذا كان الكاتب السوري المعارض يعتقد أن السياسة تدخلت في منحه للجائزة قال "بصورة ثانوية ربما”. وشرح "الجائزة تمنح لأفراد أو مجموعات تقوم بعمل ثقافي مهم. وأفضل الاعتقاد أن لجنة الجائزة فكرت في سورية والثورة السورية، ووجدت مناسباً تكريمهما عبر شخص ما. فكنت هذا الشخص. هذا يشرفني جداً”.وياسين الحاج صالح من مواليد مدينة الرقة شمال سوريا عام 1961، اعتقلته السلطات السورية عام 1980 لستة عشر عاماً بسبب نشاطه السياسي، وعند خروجه من السجن تابع دراسته للطب البشري، من دون أن يمتهنه.وقد أصدر عدداً من الكتب، من بينها كتاب سجل فيه تجربته في السجن تحت عنوان "بالخلاص يا شباب، 16 عاماً في السجون السورية”، وكتاب "سوريا من الظل: نظرات داخل الصندوق الأسود”، و«أساطير الآخرين: نقد الإسلام المعاصر ونقد نقده”، وصدر له أخيراً "السير على قدم واحدة” وهو مجموعة من مقالاته المنشورة من قبل.