كتب - حسن خالد:فضيحة الدوري الإيطالي بعام 2006، أو كما تسمى باللغة الإيطالية "كالشيو بولي”، هي فضيحة تتعلق بالتحكم بترتيب نتائج مباريات دوري كرة القدم الإيطالي، وقد بدأت الفضيحة بالظهور بالتباين في شهر مايو من عام 2006 من قبل الشرطة الايطالية وقد تورط في هذه الفضيحة نادي يوفنتوس والميلان فيورنتينا ولاتسيو بالإضافة لنادي ريجينا، حيث أظهرت تسجيلات مكالمات هاتفية عن تورط هذه الأندية وعلاقتهم مع حكام كرة القدم في إيطاليا، حيث اتهمت تلك الأندية بالتلاعب بنتائج المباريات واختيار حكام يميلون إلى مصلحتهم. وبينما هكذا هي القصة واضحة وصريحة ولكن الكثير من الخبراء والنقاد في الدوري الإيطالي يؤكدون بأن ما كُشف في القضية كان مجرد شيء بسيط جداً اكتشفه القضاء الإيطالي، بحيث يشيرون أن هنالك العديد من الأندية الأخرى هي متورطة كذلك كما كشفت أجهزة الإعلام عن محادثات فاكيتي رئيس الإنتر السابق مع أحد الحكام، ومع معاقبة خمسة أندية والتحقيق مع 41 شخصية رياضية إيطالية إلا أن يشك الكثيرون في حقيقة هذه الأزمة في إيطاليا، والكثير أيضاً من الصحافيين الطليان يعتبرونها قصة وهمية اخترعها الاتحاد الإيطالي ولفق تهمتها لشخصيات إيطالية مرموقة بهدف إسقاط اليوفي وهدم ما بناه من امبراطورية جديدة بقيادة فابيو كابيلو. وقد عادت الأزمة من جديد العام الماضي حتى تُبرز على الساحة الإيطالية باسم "كالتشيوسكوميسي” التي تورط بها عدد من اللاعبين برفقة مدرب نادي يوفنتوس كونتي بالتلاعب في نتائج المباريات، ومن منظور أقرب الصحف للبيانكونيري فإن صحيفة "التوتو سبورت” رأت في هذا القرار بأنه طريقة جديدة مبتذلة في إيقاف اليوفنتوس بعد عودته من جديد باتهام مدربه ولاعبيه بتهم متنوعة وأن الإنتر لايزال يملك السلطة على القضاء الرياضي بتوزيع أي ما يريد من أحكام، فلايزال يكرر صحفيي التوتو سبورت تجاهل القضاء والاتحاد الإيطالي لمكالمات فاكيتي مع عدد من الحكام في موسم 2005-2006 مع أنها أثبتت بشكل رسمي. تأهل اليوفي من جديد لدوري الأبطال بعد غياب لخمسة أعوام، ومع مرور إيطاليا بأزمات تلاعب عديدة إلا أن أزمة 2006 كانت محط جدل واسع جداً سواء داخل إيطاليا أو على مستوى العالم، وتجدر الإشارة إلى أن حاول العديد من الصحفيين الأجانب الدخول في هذه الأزمة والتعمق بها لكشف الحقائق وإظهار حقيقة ما يجري ولكن من دون جدوى، لاصطدامهم بانطوائية الاتحاد الإيطالي وشفافيته، الذي لا يسمح لأحد أن يتدخل في شئونه حتى وإن كان صحفياً إيطالياً.ولكن السؤال كله الذي يقف أمامه كل الصحفيين والنقاد عاجزة عن كشف حقيقته، هل كان ذلك التخابر والتلاعب حقيقة فعلها اليوفي، أم هو مخطط مدبر بين الإنتر والاتحاد الإيطالي؟ فتشريح القضية هو عمل فعله الكثيرون ولكن الوصول لباب الحقيقة فهو الذي يعتبر صعب المنال، للغموض الكبير في بيت اتحاد الكرة الإيطالي.