كتب ـ سلام الشماع: أكد مسؤول عراقي سابق أن اعتماد الوسائل السلمية في تحقيق الإصلاح هو الحل الوحيد الذي يمنع خلق بيئة مناسبة للغزو الإيراني ويجنب البحرين إشعال حرب أهلية طائفية. وقال سفير العراق في الهند سابقاً الإعلامي العراقي صلاح المختار لـ«الوطن” إن إشعال حرب أهلية طائفية ستكون مدخلاً لشرذمة البحرين وتدمير مقومات كيانها الوطني تمهيداً لضمها إلى إيران. وانتقد المختار بعض أعضاء التيار القومي العربي في البحرين ووصفهم بأنهم يصرون على تقديم الديمقراطية على الهوية والوجود القومي. معتبراً ذلك بأنه ليس سوى غطاء لدعم أطماع إيران، مذكراً ببديهية لا تناقش وهي أن بقاء البحرين كياناً عربياً يضمن لاحقاً التغيير نحو الأفضل. أما إذا تم ضمها –لا سمح الله- إلى إيران وغيرت هويتها القومية والوطنية فإن أي إصلاح يصبح مستحيلاً عملياً، لأن وجود البحرين قطراً وكياناً وطنياً بذاته سينتهى. وقال: يفترض بكل وطني عربي وبالأخص كل قومي عربي أن يعرفها ويتصرف وفقاً لها لا أن يصطف مع بلد يعلن صراحة قراره ضم قطر عربي وينكر هويته العربية كالموقف الإيراني من البحرين. وأضاف المختار أن من يطلب الديمقراطية حقاً عليه أن يتمسك بمفهوم الديمقراطية الأصلي وهو الوصول إلى الحكم بوسائل سلمية، مؤكداً أن الديمقراطية موجودة في البحرين وبوساطتها وصل حزب الدعوة البحريني إلى البرلمان مرات عدة. وتساءل: إذا كان المطالبون بالديمقراطية والمساواة في البحرين جادون حقاً بتحقيق ذلك فقط، وليس التمهيد لتسليم البحرين لإيران، فهل لا يوجد طريق سوى إشعال حرب أهلية ورفض كل حل سلمي ممكن بسهولة؟ وقال المختار: نحن نعرف بصفتنا ضحايا الاستعمار الإيراني الأكثر معاناة أن أتباع إيران يستغلون قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، تماماً مثل عملاء أمريكا، لتحقيق أهداف لا صلة لها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بل هي في الواقع خطة لتقسيم الأقطار العربية وتقاسمها ومحو الهوية العربية، مشيراً إلى أن “تجربة العراق واضحة وتلطم من يشكك بذلك على وجهه بقوة”. وأضاف أن إيران تجاوزت الخطوط الحمر كلها وعلينا أن نقف متحدين كلنا نحن العرب، المستهدفين جماهير وأحزاباً ونظماً تتعرض للتآمر الإيراني سوية، لتلقين إيران درساً جديداً كما لقنها العراق في القادسية الثانية ومرغ أنف زعامتها في التراب. واعتبر المختار أن المرحلة ليست مرحلة نضال ديمقراطي، يستغل غطاء لتقسيم الأقطار العربية تمهيداً لضمها لإيران أو لغيرها بعد نشر الفوضى “الهلاّكة”، بل هي مرحلة دفاع عن الهوية القومية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لوجود تهديد أجنبي مباشر وصريح وكامل الأركان كما أثبتت التصريحات الإيرانية الأخيرة. وأضاف المختار: إن المتحالفين مع حزب الدعوة البحريني (جمعية الوفاق) ليس أمامهم لإثبات وطنيتهم البحرينية وقوميتهم العربية إلا فك الارتباط بحزب الدعوة البحريني عملياً ورسمياً وإبقاء مطالبهم مستقلة كلياً عن عملاء إيران بما في ذلك الاستقلال في تحديد وقت الضغط على النظام والرفض المطلق لتزامن مطالبة العناصر القومية بالديمقراطية مع مطالبة عملاء إيران بالديمقراطية، ، مؤكداً أن أسلوب العنف وتصعيد الأزمة وعرقلة حلها سلمياً لن يفضي إلا إلى ضم البحرين إلى إيران بعد حرب أهلية طاحنة ومدمرة. وقال المختار: إذا أصر هذا الـ«بعض” على إبقاء صلته الاستراتيجية مع حزب الدعوة البحريني، وهي صلة استراتيجية وليست تكتيكية لأنها تقوم على إسقاط النظام وتلك من سمات الصلات الإستراتيجية في مرحلة كاملة، فإننا نقولها بالقلم العريض إن هذا الـ«بعض” يخدم إيران مباشرة وينفذ استراتيجيتها مباشرة وبوعي تام، وهو لذلك إما عميل لإيران أو مرتش من قبلها، أو أن أصوله إيرانية، فإذا لم يكن كذلك فهو دون أدنى شك طائفي على طريقة الحكيم والمالكي وغيرهما في العراق عندما جعلوا رابطتهم الطائفية تتغلب على انتمائهم القومي وعلى وطنيتهم العراقية فأصبحوا أنصار غزو وتدمير للعراق، وهذا هو حال بعض (القوميين العرب) في البحرين الذين يصطفون مع إيران فعلياً ورسمياً بمجرد تحالفهم مع حزب الدعوة البحريني. وأكد أن مسألة المحافظة على الهوية القومية تعد أم المسائل في الفكر القومي الحقيقي، وقال: سيكون موقفنا من هذا الـ«بعض” هو التعرية الكاملة وبلا رحمة أو تردد ووضع النقاط على الحروف وقطع كل صلة لنا بهؤلاء الجواسيس الخطرين والذين لا يختلفون عن هادي العامري الضابط في فيلق القدس والمنفذ لخطة تدمير العراق وإبادة عرب العراق. ودعا المختار جميع كتاب المقاومة العراقية وداعميها العرب إلى فضح دور عناصر في التيار القومي البحريني وتعاونهم مع إيران وبالتفاصيل، فالأمر في البحرين بخطورة ما يجري في العراق وفلسطين والأحواز. وشدد المختار على عروبة البحرين، وقال: من منظور قومي أصيل فإننا وبلا تردد أو غموض مع وحدة دول الخليج العربي كلها أو بعضها، أو أي صيغة تضمن جعل هذا الكيان قوياً ومعتمداً على نفسه ومتحرراً من مشكلة الاعتماد على قوات أجنبية، فأي صيغة توحد ستدعم الهوية القومية وترسخ الثقافة القومية بلا شك وتقلل من الخلل الخطر في البنية السكانية الملغومة لدول الخليج بوجود أغلبية أجنبية فيها. وأضاف المختار أن جميع المؤشرات والوقائع تؤكد أن هدف إيران خلق بيئة مناسبة لضم البحرين إليها، لذلك فإن ما يجري ليس سوى تنفيذ خطة تنتهي بضم البحرين إلى إيران، معتبراً هدف الضم هو نزعة التوسع الإمبريالي الفارسية بعينها وجوهرها وشكلها وبلا تزويق. ودعا المختار الجميع إلى ملاحظة أن إيران أصابتها هستيريا عند طرح موضوع وحدة دول الخليج العربي وإعلانها في الوقت نفسه حتمية الوحدة مع العراق وضرورتها، وقال: من دون أدنى شك فأن ذلك محاولة واضحة لضم العراق و«تفريسه” وهو تطور جديد يؤكد أن إيران هي العدو الرئيس بعد تقليص القوات الأمريكية ولذلك فإن من يتحالف معها بالوساطة عن طريق حزب الدعوة البحريني ليس سوى جندي في فيلق القدس الإيراني. وتساء المختار: إذا كان من يتحالف مع حزب الدعوة البحريني يتجرأ على القول إنه مازال يدافع عن عروبة البحرين فليقل لنا ما هوية حزب الدعوة البحريني وطبيعته؟ وهل هو مستقل عن إيران؟ أم أنه أداة طيعة من أدواتها؟ مجيباً عن تساؤلاته بالقول: نتحداهم أن يجيبوا عن هذه التساؤلات المشروعة لأن الإجابة ستكون إثباتاً على أنهم صهاينة البحرين بحق الذين يخدمون مشروع إسرائيل الشرقية (إيران) وهو إنشاء إمبراطورية إسرائيل الشرقية الكبرى التي تكمل مشروع إسرائيل الغربية، منوهاً إلى أن هذا التكامل تؤكده خريطة الطرفين التوسعية إذ تنتهي حدود إسرائيل الغربية عند الضفة الغربية لنهر الفرات بينما تبدأ حدود إسرائيل الشرقية من الضفة الشرقية لنهر الفرات. وقال: ولكي نقطع الطريق على كل من ينكر ما قلناه ويلوي فمه وهو يقول إن دعم وحدة الخليج العربي تخدم أمريكا نذكّر أن من يدعمون هذه الوحدة هم من يقاتلون أمريكا منذ عام 1991 وحتى الآن بالسلاح وبالسياسة، ولذلك فإن ثرثرة مناهضة أمريكا واستخدامها غطاء لدعم شريكة أمريكا، أي إسرائيل الشرقية ما هي إلا غباء مطلق أو عمالة مطلقة. واعتبر أن السعودية والبحرين، بصفة خاصة، تصرفتا خارج نطاق السياسة والعلاقات السياسية، وتحركتا بقوة للحفاظ على البقاء الكياني العام للدولة والمصلحي الخاص أيضاً، مشيراً إلى أن أحداث البحرين تحمل عنواناً يطغى على ما عداه وهو أنها التطبيق الحرفي لمفهوم (الدومينو الخليجي)، أي التساقط المتتابع لأقطار الخليج الواحدة بعد الأخرى في أحضان إيران، والتي ستنتهي، لا سمح الله، بضم دول الخليج العربي وأجزاء من السعودية بعد تقسيمها إلى إيران. وقال المختار إن موقف السعودية ودول الخليج العربي حالياً مبني على شعور مقلق جداً بأن أمريكا تخلت عنها وانحازت إلى إيران، ولدى عرب الخليج، كما لدى كل مراقب موضوعي، شواهد مادية واضحة جداً ومنها الشراكة الإستراتيجية الأمريكية - الإيرانية في غزو العراق وتدميره، والتي توسعت لتشمل البحرين، وهناك تلميحات وتوجهات واضحة من الإدارة الأمريكية تشير إلى أن الشراكة مع إيران ستشمل دول الخليج العربي كلها والسعودية. وأضاف: إن المحرك الأعظم الآن لأنظمة الخليج العربي والجزيرة العربية هو غريزة البقاء وهي غريزة تتجاوز قوتها حالة الاستكانة لأمريكا وترهيبها، فمن يعتقد أنه معرض للدمار والزوال بصفة وحشية وأن من سيبقى حياً سيصبح مشرداً من وطنه كما حصل لسبعة ملايين عراقي، يبدأ بالتصرف وفقاً لما يعتقد أنه خطة إنقاذ له سواء رضيت الجهة التي كانت تحميه أم لا، والدعوة إلى وحدة الخليج العربي هي في الواقع دعوة للحفاظ على البقاء الكياني والبقاء الإنساني الصرف في آن واحد، معتبراً أن من يتجاهل هذه الحقيقة جاهل سياسياً أو عميل ينفذ مخطط الشريكين أمريكا وإيران.