كتب ـ حذيفة يوسف:قال مسؤولون وشباب إن البحرين تحتل مراكز متقدمة عربياً وإقليمياً في مجال العمل التطوعي على المستويات كافة، لافتين إلى أنها تملك أرضية خصبة ومقومات تؤهلها لتطوير ميادين العمل التطوعي ومجالاته لتقترب من العالمية.وأضافوا خلال استطلاع أجرته «الوطن»، أن البحرين تقدم تجربة فريدة في تنفيذ برامج تخدم الأعمال التطوعية، وتهيئ الشباب للاضطلاع بمسؤولياتهم وتدربهم على إنجاز المهام التطوعية بالشكل المطلوب، مشيرين إلى أن أكثر من نصف الشباب البحريني من المتطوعين.ونبهوا إلى أن التطوع فلسفة حياة ويخدم الشباب ويقدم لهم الخبرات العملية والمهارات اللازمة لهم مستقبلاً، مؤكدين أن ريادة المملكة يجب أن تستمر في المجال التطوعي والوصول للعالمية عبر التواصل مع جهات خارج البحرين وطرح تجربتها الناجحة هناك.وأشار المسؤولون والشباب إلى أن هناك نقصاً لدى بعض الجهات في دعم الشباب، بينما يغلق بعض المسؤولون أبوابهم في وجه الأفكار الشبابية، داعين إلى ضرورة إنشاء صندوق لدعم الأعمال التطوعية والأفكار الشبابية المجودة. وطالبوا بدمج مقررات عن الأعمال التطوعية في المناهج الدراسية والجامعات، لإنشاء جيل يهتم بتلك الأعمال منذ صغره، لافتين إلى أن أكثر ما يواجه الشباب في الأعمال التطوعية هو نقص الوقت أو الحافز.تميّز الشباب البحريني وقال مدير برنامج الرواد أحمد جناحي، إن المملكة من أفضل الدول العربية في ميدان الأعمال التطوعية، مؤكداً أن الشباب البحريني وبشهادة الخبراء العالميين يختلف عن باقي الشباب العربي بوجود الحافز الذاتي والدافع لأعمال الخير.وأضاف أن البحرينيين شاركوا في مؤتمرات عديدة حول الأعمال التطوعية كان آخرها في الإمارات العربية المتحدة، حيث نالت ورقتهم الإشادة من جميع الحاضرين من مختلف دول العالم، وبشهادة جميع الناشطين الموجودين لما لها من صدى قوي في المملكة.ولفت جناحي إلى أن البحرين مميزة بالعمل التطوعي، وتمثل مدينة الشباب قاعدة متينة لهم، وهي فكرة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية والعالم.وأكد وجود نقص في الحافز والتقدير للشباب من قبل بعض الجهات، إضافة إلى قلة الجهات الحاضنة للأعمال التطوعية، لافتاً إلى أن الشاب الذي لا يتطوع لا يعلم أساسيات التجربة ولذتها إلا بعد المعاينة.وأوضح أن دولة الكويت تقدمت في ذلك المجال وأنشأت العديد من المجموعات والشركات الرسمية وتحظى بدعم من مختلف القطاعات، مطالباً أجهزة الإعلام في البحرين بدعم الأعمال التطوعية وأفكار الشباب وإظهارهم بالمستويات اللائقة.وأضاف جناحي أن هناك بعض المسؤولين في الجهات الرسمية متسلطين ولا يفتحون أبوابهم لاستقبال الأفكار الشبابية، ما يشكل عائقاً كبيراً أمام الشباب والمؤسسات ذاتها.وبين أن ارتباط الشاب بالعمل بعد مزاولته العديد من الأعمال التطوعية المهمة، يحرمه مواصلة الإنجاز لانشغاله، معبراً عن رفضه للأعمال التطوعية المنتهية بالتوظيف.وقال جناحي إن العمل التطوعي فلسفة حياة، ولا يجوز أن يكون الهدف من ورائه ركوب سلم المناصب، أو أن يكون في مرحلة انتقالية مؤقتة، حيث يؤثر ذلك على جودة الأعمال والمخرجات وأنه لا يجب أن ينتهي عند عمر معين.وحول المكافآت المقدمة للمتطوعين أضاف جناحي أن المكافأة تسهم في دعم الشاب المتطوع، وليس لديه دخل مادي عادة، مشيراً إلى أنها قد تكون مشكلة حيث تمنع الشباب من الانخراط في أعمال لا تقدم أي مكافآت مادية. وأشاد جناحي ببرنامج سواعد لتدريب الشباب وتقدمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة، حيث تؤهل الشباب للأعمال التطوعية وتجعلهم أكثر جاهزية، مؤكداً أن البحرين تصل إلى مقدمة السباق العالمي في ذلك المجال من خلال توضيح دورها وتعاونها مع الجهات الخارجية.الدراسة والتطوعوافترضت مديرة شؤون الشباب لدى المؤسسة العامة للشباب والرياضة إيمان جناحي، أن تتخلل الدراسة الأعمال التطوعية وتكون داعماً لها، وتربية النشء عليها منذ الصغر.وأضافت جناحي أن فكرة «سواعد» أطلقتها مؤسسة الشباب والرياضة، ومشروع بادر وينظم تحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد، يخدمان الأعمال التطوعية ويرفع من شأنها، ويدرب الشباب على ماهيتها ويعطيهم الأدوات اللازمة لأداء المهام المطلوبة.وأضافت أن المؤسسة تحرص على تكريم الشباب المتطوعين سنوياً، وجاء تكريمهم هذا العام برعاية سمو الشيخ ناصر وللمرة الثانية على التوالي.وأردفت «خلال المراحل الدراسية لا توجد مشاكل في الأعمال التطوعية، وبعد انتقال الشاب لمرحلة العمل يصبح أقل نشاطاً وربما ينقطع عنها نتيجة لأسلوب الحياة الجديد».صندوق للدعم وقال الشاب عبدالرحمن الزياني إن الأعمال التطوعية تشكّل أفضل فرصة يستثمرها الشاب خلال فترة دراسته سواء الجامعية أو الأساسية، مشيراً إلى أن تكريم المتطوعين دافع لهم لمواصلة العطاء، ما يسهم في تطوير المجتمع ورفع مستويات التفكير والارتقاء بها.وأضاف أن الشباب يحتاجون للمزيد من التوعية والتدريب حول أهمية الأعمال التطوعية، لافتاً إلى أن باب التطوع يفتح فرصاً للتعامل مع المسؤولين والمؤسسات الرسمية والخاصة ما يعود بالنفع على الشاب نفسه.وأكد الزياني وجود الدعم العالي من قبل المؤسسات الرسمية والخاصة للفعاليات والأنشطة التطوعية الشبابية، مشيراً إلى أن التقصير في الدعم سببه قصور في الأعمال المقدمة.وطالب الزياني بإنشاء صندوق لدعم الأعمال التطوعية والبرامج الشبابية، تحت إشراف أخصائيين وبتخطيط وتطوير وتنفيذ الشباب أنفسهم، داعياً إلى ضرورة أن تصل البحرين إلى العالمية من خلال شبابها الواعي المتحمس.وأوضح أن هناك جهات تعاني من التقليدية في برامجها المقدمة، ووجود حدود للإبداع وخطوط عريضة لا يمكن تجاوزها، مطالباً إياها بالانفتاح، حيث لا حدود للإبداع وأنماطه ما دامت تخدم الشباب.وبين الزياني أن البحرين تتقدم على دول الخليج في البرامج والأنشطة خاصة في مشاركاتها في الملتقيات والفعاليات المختلفة، وانتقلت بذلك من المحلية إلى الإقليمية، مشيراً إلى أن قدوم سفينة الشباب العالمية إلى البحرين يؤكد أهميتها على خارطة التطوع العالمية.وأكد أن الشباب يتقدمون بشكل ملحوظ، لدرجة أن المتطوعين يفوقون حاجة الأعمال المطلوبة منهم، ولاحظ أن الشباب يقدمون دوراً جيداً للمساهمة في رفعة البحرين.عامل الوقتونبّهت الطالبة عائشة مختار إلى أن نقص الوقت عقبة تواجهها الأعمال التطوعية، خاصة لجهة المتطوعين ممن يدرسون في جامعة البحرين، لافتة إلى أن الجامعة لا تتعاون في ذلك المجال ما يمنع الشباب من الانخراط خلال حياتهم الدراسية في المجال التطوعي.وأضافت مختار أن دراستها للهندسة في جامعة البحرين خفض معدل نشاطها في أعمال التطوع حيث لا وقت لديها، مبينة أن إدارة الجامعة رفضت منحها فرصة السفر ضمن أحد البرامج التطوعية، والغياب عن بعض المحاضرات الدراسية حرمها من استغلال الفرصة.وطالبت الجهات الرسمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ليكون العمل التطوعي والبرامج الشبابية في الجامعة والمدارس بدلاً من الدراسة الجامدة، مؤكدة ضرورة أن يكون العمل التطوعي أسلوب حياة ومنهج للبحرينيين.وقالت إن والديها يساعدانها كثيراً في الأعمال التطوعية ويمنحانها الفرصة والدعم اللازمين لإتمام المهمة، مشيرة إلى أن الشاب البحريني طموح ويريد الوصول للعالمية من خلال دعم الحكومة والمؤسسات في القطاعين العام والخاص، ما يرفع اسم المملكة عالياً في المحافل الدولية.ونوهت إلى أنها تفضل الأعمال التطوعية التي تمنحها الخبرة الدراسية، حيث تكون في المجال ذاته، ما يجعلها أكثر تميزاً خلال أداء المهمة.الوصول للعالميةمن جانبها قالت الشابة هلا المرباطي إن البحرين أعطت الشباب فرصة الوصول إلى العالمية، ورفع اسمها عالياً في مجال الأعمال التطوعية، وهو ما يعكف عليه المتطوعون بعد الوصول إلى مراكز متقدمة عربياً.وأضافت أن العمل التطوعي أساس حياة الإنسان ويصقل الشخصية جيداً، ويعلم الشاب تحمل المسؤولية مبكراً، داعية الجهات الرسمية إلى تكريم الشباب البحريني المتطوع تشجيعاً لهم.ولفتت المرباطي إلى أن الجامعة لا تقدر الأعمال التطوعية للشباب، بسبب عدم إعطاء الفرصة والوقت الكافي لهم، مبينة أن تعنت بعض المسؤولين في الجهات الداعمة للشباب، وإصرارهم على اتخاذ القرارات الفردية مقابل الدعم المادي يقلل فرص الإبداع في التطوع.وطالبت بتغيير القيادات الشبابية وإعطاء الفرصة للجميع لتبوء المراكز القيادية، مشيرة إلى وجود بعض الوساطات في اختيار القادة ما يحرم الآخرين من تلك التجربة الفريدة.واختتمت المرباطي حديثها أن تجربة مدينة الشباب فريدة من نوعها وتجعل البحرين رائدة في المجال الشبابي، مبينة أن الدول ستحذو حذو المملكة في فكرة تقدم لأول مرة في العالم العربي.التطوع باب للإبداعمن جانبها قالت الشابة نوف القحطاني إن المجال التطوعي يفتح أبواب الإبداع وزيادة المعرفة والخبرات العملية، موضحة أن الحافز المقدم للشباب من خلال تكريمهم يدفع في الاتجاه ذاته.وأضافت أن هناك نقصاً في إبراز القاعدة الكبيرة للتطوع في البحرين إعلامياً، وقالت «أكثر من نصف الشباب البحريني هم متطوعون، ونأمل تسليط الضوء على نشاطهم وإنجازاتهم».وأعربت عن أمنيتها أن تضع بصمتها المؤثرة في كل شباب البحرين، وأن تزرع روح العمل التطوعي لديهم، متوقعة أن تصل البحرين إلى المركز الأول في دول المنطقة في هذا المجال.الوقت عائقمن جانبه أكد الشاب محمد ماهر أن نقص الوقت أمام التطوع المشكلة الأكبر في البحرين، نتيجة لعدم تفاعل المدارس والجامعات مع تلك الأعمال ما يشكل عائقاً أمام المتطوعين.وأضاف أن نقص التقدير يحبط الشباب رغم أنهم لا ينتظرونه أثناء أدائهم للأعمال التطوعية بطريقة تعتبر الأفضل في دول المنطقة، مشيراً إلى أن المزيد من الاهتمام بذلك الجانب يعطي حافزاً أكبر للشباب.وعبر عن أمنياته أن يتطور العمل التطوعي من جميع النواحي، وأن يتوفر للشاب فرص العمل من خلاله، مؤكداً وجود الدعم المادي المحدود ويجب أن يرتقي بشكل أفضل.التكريم ضرورةواتفق عبدالله محمد سيق ومحمد عاشير وعبدالعزيز العجمي على أن عامل الوقت يعد مشكلة أكبر تواجههم في الأعمال التطوعية، مؤكدين أن التكريم يمثل تقديراً لجهودهم في مجال التطوع.وأضافوا أن البحرين فتحت المجال لمزيد من الأعمال التطوعية وانخراط الشباب بها، ولا توجد أي صعوبات أو نقص في الدعم المادي والمعنوي فيها.وأكدوا أن التطوع يصقل شخصية الشاب ويعلمه تحمل المسؤولية والتفاني في العمل، حيث لا يتوقع وجود عائد مادي من خلاله، ما يمنح المزيد من الإخلاص أثناء أداء المهام.وعبروا عن طموحهم أن تصل البحرين إلى العالمية، لافتين إلى أن استضافتها للمؤتمرات والملتقيات الخليجية والعربية هي بادرة خير والخطوة الأولى في الطريق نحو المجتمع الدولي لإبراز المملكة وإنجازاتها في المجال التطوعي.
شباب بحريني يطالب بصندوق لدعم التطوع ودمجه بالمناهج الدراسية
09 سبتمبر 2012