روما - (أ ف ب): أعاد المنتخب البلغاري ضيفه الإيطالي، وصيف بطل كأس أوروبا 2012، إلى أرض الواقع بعدما أجبره أمس الأول على الاكتفاء بالتعادل 2-2 في مستهل التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.وظهر "الأتزوري” في مباراة الأمس غير قادر على فرض إيقاعه أمام منتخب غاب عن نهائيات المونديال منذ 1998 كما لم يتأهل إلى كأس أوروبا في النسختين الأخيرتين، وذلك خلافاً لما قدمه رجال المدرب تشيزاري برانديلي في نهائيات بولندا وأوكرانيا أوائل الصيف الحالي حين خطفوا الأضواء وبلغوا المباراة النهائية على حساب إنجلترا وألمانيا قبل أن يسقطوا في العقبة الأخيرة أمام إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم برباعية نظيفة بعد مباراة عاندهم خلالها الحظ بالإصابات التي أجبرتهم على إكمال المواجهة بعشرة لاعبين.والأسوأ من ذلك أن نتيجة مباراة الإمس ضمن منافسات المجموعة الثانية لا تعكس المجريات إذ كان بإمكان أصحاب الأرض أن يسقطوا الإيطاليين الذين بدوا ظلاً للمنتخب الذي خاض كأس أوروبا.وقال برانديلي في المؤتمر الصحافي بعد اللقاء "بلغاريا لعبت كفريق أكثر منا. خلال كأس أوروبا تمكنا من إفتكاك الكرة والانطلاق نحو المرمى لكنا افتقدنا ذلك هذه الليلة (أمس)”، فيما قال المدافع أندريا بارزاغلي لشبكة "راي” الإيطالية "لقد ضغطوا علينا واستسلمنا ببساطة لطريقة لعبهم”.وبدأ برانديلي اللقاء بتشكيلة 2-5-3 حيث اوكل مهمة الخط الخلفي للثلاثي بارزاغلي وليوناردو بونوتشي وانجلو اوغبونا إلا أن هذه الخطة لم تلق النجاح الذي حصل في كأس أوروبا إذ تمكن البلغاريون من خلق الكثير من المتاعب لضيوفهم واستفادوا من الممرات المفتوحة كما حصل في هدف التعادل الثاني الذي سجله جورجي ميلانوف الذي وجد نفسه وحيدا في مواجهة الحارس جانلويجي بوفون.وافتقدت إيطاليا في لقاء الأمس إلى الأداء الدفاعي الذي أظهرته في تصفيات كأس أوروبا حين اهتزت شباكها مرتين فقط في 10 مباريات، ما أدى إلى تلقيها هدفين في مباراة واحدة.وحاول برانديلي تغيير خطة لعبه خلال اللقاء واعتمد أسلوب 2-1-3-4 ويمكن الخروج باستنتاجين من هذا التغيير: إما برانديلي مدرب جيد قادر على التأقلم مع مجريات المباريات وإما أدرك خطأه الفادح بالاعتماد على خط خلفي من ثلاثة مدافعين والنتيجة كانت بان يدفع الثمن.وما هو مؤكد أن برانديلي لم يكن موفقاً في مباراة الأمس خصوصاً في تغييراته حيث أجرى ثلاثة تبديلات في غضون 10 دقائق فدفع الثمن كما كانت الحال في نهائي كأس أوروبا إذ أكمل الإيطاليون اللقاء بعشرة لاعبين بعد إصابة دانييلي دي روسي في أواخر اللقاء.في الخط الأمامي اعتمد برانديلي على سيباستيان جوفينكو وبابلو اوزفالدو اللذين افتقدا إلى التفاهم ما أدى إلى خروج الأول في ربع الساعة الأخير تاركا مكانه لماتيا ديسترو، في حين كان الثاني النقطة الإيجابية الوحيدة بالنسبة لأبطال العالم 4 مرات بتسجيله الهدفين.وقال برانديلي عن خياريه في الخط الامامي "جوفينكو اعجبني، ونحن بحاجة للاعبين مثل اوزفالدو. هذه ليست سوى البداية”،.وقد يفقد اللاعبان على الأرجح مركزهما بعد شفاء ماريو بالوتيلي من عملية جراحية في عينه ووصول انطونيو كاسانو لكامل لياقته البدنية، خصوصاً أن الأخيرين كانا السبب الأساس في تألق إيطاليا خلال كأس أوروبا.لكن من غير المنصف إلقاء اللوم على الخط الهجومي لمباراة الأمس لأن جوفينكو واوزفالدو لعبا إلى جانب بعضهما للمرة الأولى.أما بالنسبة للعناصر التي دائماً ما تظهر بالمستوى ذاته، فالحارس والقائد جانلويجي بوفون قدم مباراة مثالية كما حال "مايسترو” الوسط اندريا بيرلو، وهما يأملان ان يلهما زملاءهما في مباراة الثلاثاء المقبل أمام مالطا حيث ستسعى إيطاليا للظهور مجددا بالصورة التي بدت عليها منذ أن استلم برانديلي الإشراف على المنتخب قبل عامين خلفا لمارتشيلو ليبي الذي ترك منصبه بعد الخروج المخيب من نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 حين ودع الإيطاليون العرس الكروي وتنازلوا عن اللقب الذي توجوا به عام 2006 في ألمانيا بخروجهم من الدور الأول.