(العربية.نت): اعتبر تقرير شركة "المزايا "القابضة في الكويت أن الصناديق السيادية الخليجية قامت خلال الأشهر الماضية بالتركيز على الفرص الاستثمارية المتاحة في الأسواق العالمية، خصوصاً في أسواق العقارات الفاخرة والمتميزة في وقت تعاني أسواق الأسهم حالة من الضعف نتيجة الأزمة الأوروبية وحرب العملات، خصوصاً بين الدولار واليورو. ولاحظ التقرير أن صناديق الثروة السيادية استفادت كثيرا من فروقات أسعار العملات خصوصاً بين الدولار واليورو، وبالتالي ساهمت في زيادة محافظها المقومة بالعملة الأوروبية، وتحديداً في العقارات. وقال التقرير إن العقارات، وخصوصا العقارات ذات المواقع المتميزة والفاخرة والمدرة للدخل، حققت في حقيقة الأمر استثمارات جيدة في وقت الأزمات المالية، خصوصا إذا ساهمت الاضطرابات الاقتصادية في الإقليم في تخفيض أسعارها النسبية. وبحسب دراسة أصدرها معهد الثروة السيادية فقد بلغت القيمة الإجمالية لأصول صناديق الثروة السيادية الإماراتية 812 مليار دولار، منها 70 مليار دولار لمؤسسة دبي للاستثمار. وبحسب تقرير معهد صناديق الثروة السيادية، فقد ارتفع حجم أصول صناديق الثروة العالمية في نهاية يوليو إلى 5.1 تريليونات دولار. وكانت السعودية انضمت إلى الدول الخليجية الأخرى عبر تأسيسها صندوقاً سيادياً جديداً لاستثمار وتوظيف فوائض النفط بدلاً من الإبقاء عليها في أرصدة بنكية لا تدر عائداً مناسباً، في وقت حافظ جهاز أبوظبي للاستثمار على مرتبة أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، بإجمالي أصول بلغت 627 مليار دولار، وفقاً لأحدث تصنيف من معهد الثروة السيادية في واشنطن. وتوقع تقرير صادر عن مؤسسة الخليج للاستثمار أن يرتفع رصيد الصناديق السيادية إلى ما يقارب تريليوني دولار مع نهاية عام 2012، مرتفعاً من حوالي 1.6 تريليون دولار لعام 2011.واعتبر التقرير أن فوائض النفط التي تراكمت على مدى أعوام طويلة تجد طريقها إلى الصناديق السيادية التي تأسست للمحافظة على هذه الثروات وضمان توارثها عبر الأجيال خصوصاً بعد نضوب النفط بعد عشرات السنين. وبين تقرير المزايا أن قطر - التي تعد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي حول العالم - استطاعت إنفاق ما يصل إلى 6 مليارات يورو خلال السنوات القليلة الماضية تركزت معظمها في العاصمة الفرنسية والعاصمة البريطانية، إذ قامت قطر بتمويل بناء برج شارد أطول ناطحة سحاب في الاتحاد الأوروبي التي تم افتتاحها في لندن الشهر الماضي، كما تمتلك قطر أيضاً متجر هارودز وحصة تبلغ 27 % في شركة سونجبرداستيتس التي تملك أغلبية الحي المالي كناري وورف في لندن. ولاحظ تقرير أنه على الرغم من سياسة التكتم الشديد التي اعتادت الصناديق السيادية الخليجية اتباعها في صفقاتها من خلال شراء حصص غير كبيرة وبشكل تدريجي في مشروعات وشركات واستثمارات حول العالم، فإن بروز الفرص الاستثمارية وتبدل الواقع الاستثماري وضخامة الفوائض المالية غير المشغلة جعل الصناديق السيادية تغير من استراتيجياتها ودفعها للعلن واغتنام الفرص المتاحة.
صناديق سيادية خليجية تقتنص عقــــــارات أوروبـــا الفاخـــــرة
10 سبتمبر 2012