على سطح الباخرة العملاقة وسط البحار المفتوحة، تلك الباخرة التي سافرت عليها مع مجموعة من المتقاعدين البحرينيين إلى دول أوروبية مختلفة في طبيعتها وعاداتها وما تحتويه حياتهم من متعة، خصوصاً حياة المتقاعدين الذين أصبحت حياتهم نعيم يحسدون عليه، كان لقائي بإحدى المتقاعدين الأجانب من كبار السن ممن تجاوز الثمانيين، وهو في صحة جيدة يحسد عليها، كان الرجل من دولة غربية مسافر مع زوجته للترفيه عن النفس واسمه جون تيلر، ودار بيننا حوار شيق أنقله لكم كما سألته متى تقاعدت عن العمل وكم هو عمرك اليوم فأجابني تقاعدت عن العمل قبل 20 عاماً واليوم بلغت سن الثمانيين وأنا بصحة جيدة، أقضي وقتي في السفر مع زوجتي الحبيبة ولا أفارقها منذ تقاعدي عن العمل لأنني عاهدتها بذلك.وحينما سألته عن الامتيازات التي يحصلون عليها في بلدهم بعد التقاعد، وهل يعملون عملاً آخر أم لا قال”بالنسبة لي أنا لا أعمل حالياً ونحن نشكر دولتنا على تلك الامتيازات فهي من نعم الله، فتكاليف هذه السفرة مثلاً على نفقة دولتنا فيما عدا المشتريات، فبلدنا يحتضن المتقاعدين ويعمل على توفير كل سبل الراحة والاستجمام لهم، بالإضافة للتأمين الصحي الذي أصبح من الضروري توفيره فهو حق من حقوق كل مواطن خدم البلد وعمل على التقدم والتطور.بعدها سألته هل تحصلون على راتب تقاعدي وبنسبة مقبولة، قال نعم نحصل على راتب تقاعدي أقل من الراتب الذي كنا نحصل عليه وقت العمل، لكن بنسبة مقبولة لو حسبتها مع الامتيازات التي ذكرتها ستكون النسبة ممتازة ومقبولة. وعن الرياضة قلت له وهل تمارس الرياضة أجاب نعم أنا وزوجتي نمارس الرياضة الخفيفة التي تناسب سننا بشكل يومي، لأنها من أساسيات الحياة وبفضلها نستمتع بصحتنا ونحن في هذه المرحلة العمرية، فبالنا مرتاح ونعتمد على أنفسنا في كل الأمور الحياتية ونسكن بعيداً عن الضوضاء.فقلت له وأين عائلتك وأولادك قال إنهم يعتمدون على أنفسهم بعد أن درسوا في الجامعات وفتحوا لهم بيوتاً وأسر تجمعهم واستقروا بعيداً عنا، لكننا متواصلون مع بعض. فسألته وما هو هدفك في الحياة التقاعدية قال هدفي في الحياة تكملة المشوار بطريقة بسيطة ولن نترك فرصة جميلة تفوتنا.وفي نهاية الحوار قلت له أهنئك على حياتك البسيطة وأتمنى لك كل التوفيق.هذه نصيحة لك أخي المتقاعد اترك همومك وراء ظهرك واستمتع بحياتك ولا تترك أي فرصة جميلة تفوتك وابتعد عن منغصات الأمور التي قد تصادفك في حياتك.صالح بن علي