كتب - حسن الستري:انتقد مواطنون ونواب ظاهرة وضع بعض الشباب أرقام هواتفهم النقالة والأرقام الخاصة بأجهزة «البلاك بيري» على سياراتهم وملابسهم، مؤكدين أن هذه الظاهرة لا تتناسب وعادات المجتمع البحريني المسلم وتقاليده، وهي تصرفات دخيلة على ثقافته، ويجب التصدي لها وتوعية الشباب بعدم جدواها.من جانبها، بينت الإدارة العامة للمرور أنها تفرض غرامات مالية. وقالت ياسمين السعيد «طالبة إعلام بجامعة البحرين»: «مرت بي مثل هذه الحالات كثيراً، وبصراحة لا أعرف ما الهدف منها، هل يريدون جذب الانتباه بأي طريقة، ويجمعون أكبر عدد من المعارف والأصدقاء، هذه طريقة غير لائقة وهدفها بالدرجة الأولى المعاكسات وتجميع أكبر عدد في جهاز البلاك البيري لإثبات شعبية الشاب وصداقات غير حقيقة للدردشة، وتنتهي العملية بلا أي فائدة في أفضل الحالات إذا لم تنته بنحو سلبي».وتابعت: «لا أحبذ فرض عقوبة على هؤلاء، وفي النهاية فهو حر ويمثل نفسه، كما إن أغلبهم مراهقون، وليس من اللائق معاقبة المراهقين بجرائم بسيطة، يجب أن تكون هناك توعية ولكن المشكلة أن يتداول الشباب الكبار هذه السلوكيات الطائشة، ومع ذلك أؤكد أننا لا نستطيع إجبار أحد أو معاقبته، بل يجب توعية الناس بعدم حضارية هذه الظاهرة.من جانبه، وصف المواطن عيسى العصفور «موظف» هذه التصرفات بأنها صبيانية التي يجب التصدي لها، موضحاً أن هذه التصرفات تنافي عادات مجتمعنا البحريني المسلم وتقاليده، وهي حركات يفعلها الشباب لجذب انتباه الجنس الآخر بغية معاكستهم، كما يمارسها بعض السياح في أماكن معروفة كشارع المعارض والمجمعات الكبرى لجذب الانتباه.وشدد العصفور على ضرورة التصدي لهذه التصرفات بسن تشريعات رادعة لها، وتنفيذ حملة توعية في وسائل الإعلام والمنابر الدينية لبيان خطورتها وعدم جدواها، وتأثيرها على سمعة الشاب الذي يمارسها، وقبلها على سمعة الوطن الذي يتوجب على الشباب الحفاظ عليه والعمل على إظهاره بصفة لائقة.ميل لإثبات الحضوراختصاصي أنشطة تربوية بوزارة التربية والتعليم زكريا رضي، ذكر أن ما ينتشر هذه الأيام من ممارسات وتصرفات شبابية، نراها على ملابسهم أو قمصانهم أو خلفيات سياراتهم تحتاج إلى وقفة هادئة، مشدداً على عبارة «ممارسات شبابية» لأن غالبية من يضعون تلك الملصقات من أرقام هواتف أو معرفات بلاك بيري أو ملصقات وشعارات على نوافذ السيارات فئة من الشباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين ولعلها لا تصل إلى الأربعين، وأغلبهم من المراهقين.وقال: «قد نتساءل عما يريده الشاب من مثل هذه التصرفات؟ إذ لا يمكن عزل مثل هذه الممارسات عن التكوين النفسي والاجتماعي للشاب، فالشاب بطبعه ميالٌ لإثبات حضوره وذاته أمام أقرانه أو أمام الفتيات القريبات إلى عمره، وكلها أمور ترجع إلى رغبة الشاب لإثبات حضوره أمام الآخر، وأنه متميز وأنه مختلف وأنه مرغوب وأنه محل للفت الأنظار، ولذلك تراه غالباً يميل إلى تزيين السيارة بطريقة غريبة أحياناً، وتركيب «الرايبون» المخالف لأنظمة وقوانين المرور، وربما تجد عنده الرغبة أيضاً في كسر القوانين على قاعدة «خالف تُعرف».وتابع «للحدّ من تلك التصرفات كلها فإن الشاب يحتاج إلى حملات توعية وإرشاد أولاً، كما إن على الجهات والمراكز الشبابية احتضان هؤلاء الشباب والاقتراب من عالمهم ومن رغباتهم وميولهم، بعيداً عن الجبر والإكراه أو حشو أدمغتهم بالمواعظ، فالشاب يحتاج إلى مرشد طريق لا إلى واعظ، وإلى صديق لا إلى زاجر، ولا يمنع من الإبقاء على رغباته وهواياته ما لم تتعارض مع الأنظمة والقوانين المرعية واحترام الأعراف الاجتماعية، ويوجد ألف طريق وطريق للوصول إلى العالم السريّ لهؤلاء الشباب واختراقه، كما يمكن للوصول إلى هذه الأهداف توظيف المراكز الشبابية والأندية ومواقع التواصل الاجتماعي، بل وحتى الهواتف الذكية عبر برامج توعية أو أنشطة أو حملات إرشادية أو مسابقات تهدف في محصلتها النهائية إلى بناء هذا الشاب بناء صالحاً ومنتجاً ومثمراً».إساءة استخدام التكنولوجياأما رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب سوسن تقوي، فقالت، في تعليقها على هذه الظاهرة: «نحن في عصر التكنولوجيا، وهذه تكنولوجيا يساء استخدامها، كما إن بعضهم يسعى من خلال هذا التصرف إلى إعطاء الجنس الآخر رقم هاتفه أو الرقم الخاص بجهاز البلاك بيري الذي يمتلكه.وتابعت: «نأمل أن يكون الشاب أكثر وعياً، وأن يستخدم التكنولوجيا لأغراض تخدم دينه ووطنه ومجتمعه وتخدمه هو أيضاً، وأعتقد أن البحرينيين مثقفون وواعون ويعرفون معنى الموضوع، والتوعية في استخدام التكنولوجيا موجودة، وهم يعرفون مدى استخدامها ولكن بعضهم يسيء استخدامها، فهذه أجهزة وضعت للتواصل الاجتماعي ولتسهيل العمل، ويجب أن يكون الغرض من التواصل الاجتماعي جمع كلمة الشباب، لا أن يكون الغرض المعاكسة والتسبب في المشكلات».وشددت تقوي على ضرورة تفعيل دور الأسرة، وقالت: «إن الأب يرى سيارة ولده، ويرى ما وضع ولده عليها من ملصقات، فلماذا لا يزيلها، لا أعتقد أن الأمر نقص وعي، الشباب واعون ولكنهم يريدون استغلال هذه التكنولوجيا لأمور غير مجدية، فلغة العالم هي لغة التواصل الاجتماعي سواء عبر شبكة الإنترنت، أم عبر أي وسيلة اتصال أخرى».ونصحت المواطنين أن يبثوا معلومات صحيحة ويتجنبوا المغلوطة خلال استخدامهم التقنيات الحديثة، موضحة أن جميع البرنامج التي تؤدي إلى تواصل يجب استخدامها في أمور تفيد البحرين لإظهار الحقائق للرأي العام العالمي.عقوبات مروريةالإدارة العامة للمرور، ردت على استفسارات «الوطن» بشأن مرئياتها بصدد ظاهرة وضع بعض السائقين أرقام هواتفهم النقالة والأرقام الخاصة لأجهزة (البلاك بيري)، خصوصاً وأنها طرف في الموضوع، بتأكيد أن قانون المرور يحظر وضع أي ملصقات أو بيانات بنحو عام على جسم المركبة من دون الحصول على ترخيص أو موافقة من الإدارة العامة للمرور، موضحة أن هذا السلوك يعد في نظر القانون مخالفة مرورية صريحة يعاقب عليها القانون. وبينت الإدارة العامة للمرور أنه في حالة مشاهدة دورياتها أي مركبة تحمل مثل تلك البيانات غير القانونية أو غير المرخصة، فإنها تضبط المركبة من خلال دورياتها المتحركة أو الراجلة المنتشرة في شوارع المملكة وطرقات كافة، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مرتكبيها من السائقين استناداً للمادة القانون رقم (13) من اللائحة التنفيذية لقانون المرور رقم (9) لسنة 1979 والتي تنص على الآتي: «لا يجوز وضع أية كتابة أو رسم أو أية بيانات أخرى غير تلك الواجبة بحكم القانون والقرارات المنفذة له على جسم المركبة أو أي جزء من أجزائها إلا بعد الحصول على ترخيص من إدارة المرور والترخيص، ويقتصر الترخيص على كتابة اسم المالك وعنوانه وعلامته التجارية أو رمزه ونوع النشاط الذي يمارسه أو تخصص له المركبة على ألا يؤثر ذلك على وضوح البيانات التي يوجبها القانون أو القرارات المنفذة له أو التي تشترط إدارة المرور والترخيص إثباتها»، موضحة أنه تتم مخالفة هؤلاء السائقين بغرامة قدرها 5 دنانير.وأعربت الإدارة العامة للمرور عن أملها بأن يلتزم مستخدمو الطريق كافة بالأنظمة والقواعد المرورية بعيداً عن المساءلة القانونية والغرامات المالية.