كتبت - عايدة البلوشي: طرح المجلس الأعلى للمرأة عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، سؤالاً بشأن "منح الموظف إجازة عند ولادة مولود له أي (إجازة أبوة). وكان السؤال: هل تؤيد منح الموظف هذه الإجازة أم لا؟ وجاءت النتائج بتصويت 211 بالموافقة بنسبة 90% ، و16 بعدم الموافقة بنسبة 7%، و8 محايد بنسبة 3% . هذه النتائج دفعت الوطن لفتح ملف "إجازة الأبوة”، ومدى حاجة الرجل الشرقي لها، ومدى استفادته منها... يقول علي سلمان -الذي رزق مؤخراً بمولده البكر- "أساعد زوجتي خلال الإجازة، فأشتري لها مستلزمات الولادة. كما قمت بتسجيل اسم المولود عبدالله واستخرجت له شهادة ميلاد. وقد منحني المدير اجازة أُبوة لمدة يوم واحد، رغم أني أرى ضرورة تخصيص إجازة الأبوة بشكل رسمي، لتلزم بها جميع المؤسسات والوزارات الحكومية والخاصة أسوة بالدول الأخرى”. ويعتقد أحمد فيصل أنَّ "إجازة الأبوة تسهم في تعزيز الجانب الاجتماعي لدى الأسرة البحرينية من عدة نواحي، في مقدمتها أنها تجعل الرجل أكثر مسؤولية، فهو يساعد زوجته، وفي ذلك تطور في عمل وعقلية الرجل الشرقي”. حق من حقوق الرجلويرى جاسم حمد أن "هذه الخطوة تأتي من باب إيمان المجلس الأعلى بأهمية المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، ولكي يشارك الزوج زوجته لحظات الولادة ومسؤولياتها، وأيضاً هي حق من حقوق الرجل أسوة بالمرأة، خصوصاً وأن رعاية الطفل يجب أن لا تقتصر على المرأة، بل مشاركة الرجل، لأن الرجل يبقى أباً للطفل والزوجة هي الأم، بالتالي حياته الأسرية لا تقتصر على طرف دون آخر”. ويرجح أحمد حسن أنَّ "من شأن هذه الإجازة أن تقرب الزوج من زوجته، حين يدرك حجم معاناتها في فترة الولادة، وعندما ينال مثل هذه الإجازة، يشارك في تربيته أسرته، لكن يجب أن تكون الإجازة لمدة شهر للمولود الأول والثاني، ولأسبوع للمواليد بعد ذلك، لأن المراة في هذه الفترة تحتاج إلى الرجل، ليقوم بدور الأبوة ويشارك في المسؤولية”. الدول المتحضرة أقرتهامن جانبها تؤيد الباحثة الاجتماعية هدى المحمود، منح الرجل هذه الإجازة أسوة بالدول المتحضرة. وتدعو إلى تنظيمها، بأنْ تكون لمدة شهر واحد للمولود الأول والثاني، كنوع من الاهتمام بالجانب الأسري والاجتماعي، وتعزيزاً لمشاركة الرجل للمرأة في رعاية الطفل. وتقول المحمود: من شأن إجازة "الأبوة” أن تعزز الجوانب الاجتماعية والنفسية والعاطفية لدى المرأة والرجل وبالتالي تعزز الروابط الاجتماعية، خصوصاً مع المولود الأول. ففي هذه الحالة تحتاج المرأة الى أن يكون زوجها إلى جانبها، خصوصاً وأن هذه الفترة تسبب كثيراً من التوتر لدى المرأة، وتراكم القلق والضغط النفسي لعدم معرفتها بدورها الجديد كأم. وتضيف: نلاحظ أن كثيراً من الأمهات الحديثات يتعرضن لمعاناة نتيجة عدم تكيفهن مع الوضع الجديد. لذلك يبدو وجود الرجل غاية في الأهمية، ومن شأن هذه الإجازة أن تقرب الزوجة من زوجها والطفل من أبويه. ستعود بالسلب على الاقتصادبالمقابل لا يحبذ النائب خميس الرميحي هذه الإجازة، ويرى أنها ستعود سلباً على الدولة، وتؤثر على القطاعين العام والخاص وعلى إنتاجية العمل وبالتالي على اقتصاد الدولة. يقول الرميحي: نعاني في المملكة من كثرة الإجازات الرسمية في القطاع العام، والبحرين من أكثر الدول التي تمنح إجازات لموظفيها، وإجازة الأبوة هذه لا حاجة لها، إذ أن جميع القطاعات في البحرين تراعي هذا الجانب الإنساني. ويضيف: علينا أنْ لا ننكر أنَّ هناك شبه عزوف من قبل القطاع الخاص عن توظيف المرأة البحرينية، وأخشى أن تساهم "إجازة الأبوة” في تقليص فرصة الرجل في العمل في القطاع الخاص. دول أقرت إجازة «الأبوة»في إسبانيا وبعد نقاش وجدل طويلين، أقرت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في البرلمان الإسباني مشروع قانون يمنح الأب بموجبه إجازة لمدة شهر لمساعدة زوجته في تحمل مسؤولية تربية الطفل. وقد وافقت جميع الأحزاب على القانون الجديد، باستثناء الحزب الشعبي المعارض، الذي امتنع عن التصويت.وجاء في سبب إقرار هذه الإجازة، المساهمة في رفع الحيف الذي لحق بالمرأة في تحملها مسؤولية تربية الطفل، ومنح الفرصة للأب كي يتحمل مسؤوليته في تربية ابنه”.وكانت الحكومة الإسبانية قد عرضت مسوّدة القانون على الأحزاب والنقابات ورجال الأعمال والهيئات المعنية. وبعد مناقشات طويلة بين مؤيدين ومعارضين، تمّ إقرار القانون بشكل يُرضي الأغلبية. وفي العام 2011 وافقت حكومة كوريا الجنوبية على منح الموظفين الرجال "إجازة أبوّة” عندما تنجب زوجاتهم، وذكرت الحكومة في بيان لها أوردته وكالة "يونهاب” أنه أصبح بمقدور الموظفين الرجال الحصول على إجازة لمدة خمسة أيام كإجازة أبوّة عندما تنجب زوجاتهم.وأوضحت الحكومة أنه بإمكان العاملين في الوقت الحالي الحصول على ثلاثة أيام كإجازة بدون راتب عندما تنجب زوجاتهم، وقد دعا مشروع القانون المعدّل الذي ينتظر الموافقة عليه من قبل الجمعية الوطنية، إلى منحهم ثلاثة أيام كإجازة مدفوعة ويومين إضافيين من الإجازة بدون راتب. ووفقاً لمشروع القانون، فإن أصحاب الأعمال سيدفعون 4,666 دولار كغرامة في حال رفضوا مطلب العامل لخفض أوقات العمل لرعاية الرضّع أو لرعاية أحد أفراد الأسرة المرضى. ووافقت الحكومة أيضاً على مشروع قانون يسمح للعاملات استعمال 44 يوماً من بين إجازة الأمومة وعددها 90 يوماً قبل موعد الإنجاب، على عكس الوضع الحالي الذي يمنع تقسيمها لجزأين "قبل وبعد الإنجاب”.وقال مسؤولون إن المشاريع التي تم اقتراحها من قبل الحكومة ستسهّل على النساء المحافظة على أعمالهن وكذلك قيامهن برعاية أسرهن في آن واحد. وقد بلغ معدل المواليد في كوريا الجنوبية الذين ولدوا لمرأة واحدة في حياتها حوالي 1.226 طفل وهو أدنى كثيراً بالمقارنة مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إذ وصل المعدل إلى 1.71 طفل.