في الوقت الذي كان المدرب المخضرم دل بوسكي وكتيبته الإسبانية «الموحَّدة» يقاتلان المنتخب الجورجي بشراسة، أمس الأول الثلاثاء، ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014 بحثاً عن ابتسامة جديدة على وجوه الإسبان عامة، شارك المدرب السابق لبرشلونة بيب جوارديولا في حفل العيد الوطني لسكان إقليم كاتالونيا الخاص بتجديد مطالب الانقسام عن مملكة إسبانيا. وظهر جوارديولا الذي بات رمزاً في كاتالونيا لقيادته فريقها «البارسا» إلى تحقيق إنجازات تاريخية خلال الأعوام الماضية، على شاشة كبيرة وسط هتافات آلاف الكاتالونيين كاشفاً عن دعمه لمشروع الاستقلال عن إسبانيا. المفارقة أن المراقبين والمحللين الإسبان يرون في جوارديولا المدرب الأنسب لخلافة دل بوسكي في تدريب «منتخب البلاد» في المستقبل القريب لكن «بيب» أطلق صافرات الاستنفار في كاتالونيا واضعاً العراقيل أمام مخطط الكرة الإسبانية ليجعل من ذلك درباً من الخيال لا سيما أنه يسهم في تفكيك البلاد في نظر الكثيرين وأفعاله مدعاة انتقاد واسع في مدريد. وكان مدرب المنتخب الإسباني دل بوسكي عانى الأمرين في العامين الماضيين من أجل ترميم العلاقة بين لاعبي «الماتادور» الذي يبدو في الظاهر متماسكاً وعلاقة لاعبيه قوية غير أن التقارير الواردة من الإسبانية تفيد عكس ذلك بسبب العداوة المتصاعدة بين برشلونة «ممثلاً بإقليم كاتالونيا» وريال مدريد «نادي العاصمة الملكي»!. ولم يكن جوارديولا حاضراً بجسده في ساحات كاتالونيا المكتظة في «العيد الوطني» بحكم إقامته حالياً في نيويورك لكنه شارك عبر الشاشات العملاقة وظهر حاملاً «الورقة الخضراء» التي يبرزها عادة أبناء كاتالونيا في الحفل السنوي للدلالة على مطالب الانفصال والاستقلال عن مدريد. وذكرت الصحف الإسبانية التي انشغلت بفوز منتخبها الشاق على جورجيا بهدف نظيف أحرزه سولدادو قبل خمس دقائق على نهاية المباراة، أن احتفالات سكان كاتالونيا شارك فيها رئيس نادي برشلونة روسيل الذي نزل إلى الشارع وشارك في العديد من الأنشطة أبرزها تقديم إكليل من الورد للنصب التذكاري لرافائيل كاسانوفا. نتساءل.. هل قضى جوارديولا على مخطط تدريبه للماتادور في الوقت الذي يمتلك كل المقومات لتولي المهمة مستقبلاً؟ أم أن النظرة الانفصالية السياسية التي يدعمها هدفها توسيع قاعدته الجماهيرية في كاتالونيا ليس إلا بعيداً عن «عيد تفكيك المنتخب الإسباني»؟!.