كتبت ـ هدى عبدالحميد: أكد رئيس جمعية التعافي من المخدرات خالد الحسيني أن عدد الحالات التي دخلت إلى الدار التابعة للجمعية 72 حالة منذ يوم التأسيس في مارس الماضي، وأن من تتابعهم الجمعية إلى الآن 40 شخصاً وهم بحالة جيدة ولم يعد أي منهم لتعاطي المخدرات، مشيراً إلى أن الموجود في الدار الآن 25 شخصاً والمسجلين على قائمة الانتظار سبعة أشخاص إذ ان العديد يتصل ولكن يرفض التسجيل. وأوضح في لقاء أجرته "الوطن” معه أن عدم توعية المجتمع بأضرار المخدرات وكيفية التعامل مع المدمنين والعمل على احتواء المتعافين من الإدمان وتثقيفهم بإمكانية العلاج من الإدمان وأن المدمن هو شخص مريض يمكن علاجه وليس مجرماً، هو ما يزيد رقعة المدمنين في البحرين، لافتاً إلى أن الكثير من الأسر تلجأ إلى الانعزال بمجرد أن تكتشف أن لديها شخصاً مدمناً ومنها من تلجأ إلى السفر إلى الخارج وهذا قد يفاقم المشكلة.وفيما يأتي نص اللقاء: الوازع الديني يقي^ على من تقع مسؤولية التوعية المجتمعية في مكافحة الإدمان على المخدرات؟- تحتاج البحرين إلى نقلة نوعية في التثقيف والتوعية في هذا الجانب وذلك يتطلب شراكة بين جهات عدة لتحقيق هذه التوعية بالنحو السليم، فلوزارة التربية والتعليم دور بتنظيم أنشطة وورش في المدارس، وللجمعيات الأهلية دور كبير في نقل هذه التوعية إلى المجتمع من خلال الفعاليات والمطويات وغيرها ولا نغفل الدور الكبير للإعلام سواء المرئي أم المقروء لما له من تأثير وقدرة مباشرة على إيصال المعلومات للمواطنين، وأشدد على أن لأئمة المساجد دوراً كبيراً في التوعية في هذا الجانب، فالوازع الديني يقي من الوقوع في شباك هذه الآفة.اضطراب المزاج^ كيف يمكن أن تكتشف الأسرة أن ابنها مدمن؟ - إن مستخدم المخدرات يبدو طبيعياً في البداية، وهناك علامات منذرة والتي من خلالها تستطيع أن تتعرف ما إذا كان لدى ابنك مشكلة مع المخدرات وغير الراشدين يُصبحون مدمنين بنحو أسرع من الراشدين ويُصبحون أكثر عرضة لتدمير أجسادهم ومشاعرهم، وهناك اعراض عدة يجب أن ينتبه إليها الأهل ومنها أن الابن ينسحب من الحياة الأسرية، ويأتي إلى المنزل ليأكل وينام، ويقضي الوقت وحيداً، ويميل إلى الانطواء والانعزال، والخجل والاكتئاب، ولا يتحدث عن أصدقائه ونشاطاته، ويهجر الأصدقاء القدامى، وتظهر لديه صداقات جديدة، ويتسبب بمشكلات في المدرسة، فيهرب منها، أو يعتدي على زملائه فيها، ويكون غير منتظم، وتزداد حاجته إلى المال، ويميل إلى الكذب واختلاق المبررات، والخداع، والمراوغة للحصول على المال، وتبرز له مشكلات مع الشرطة: حوادث، سرعة، قطع إشارة، اختفاء أشياء ثمينة من المنزل من دون اكتشاف الفاعل، ويتوقف عن ممارسة الأنشطة والهوايات الشخصية: الكسل والتثاؤب المستمر، وتتغير عادات نومه ومواعيده، ولا يهتم بالمظهر، ويهمل النظافة الشخصية، ويضطرب مزاجه، وتصبح عصبيته زائدة، ويثير المشكلات لأتفه الأسباب، ويكثر خروجه من المنزل، ويقضي أوقاتاً طويلة في الخارج من دون إبداء أسباب مقنعة، ويستمع إلى الموسيقى الصاخبة، وتظهر عليه علامات غير معهودة مثل: حروق في الملابس، احمرار في العينين، التعب طوال الوقت، صعوبة في الحديث، إصفرار الأصابع، خدوش في الوجه والساعدين حتى منطقة الكوع، الهرش المتكرر للأنف، ووجود أشياء تتعلق بالمخدرات في غرفته: حبوب، قصدير، ملعقة، أُبر.مهارة إدارة الغضب ^ وما هي أحدث الطرق لعلاج الإدمان؟- إن أحدث الطرق للعلاج حالياً والتي نتبعها في الدار التابع للجمعية هي تلك المطبقة في المملكة السعودية السعودية والتي أصبحت من أفضل الدول على مستوى الشرق الأوسط إذ أصبح العلاج الدوائي لمدة خمسة أيام إلى اسبوع ثم يبدأ البرنامج التأهيلي التثقيفي والتوعوي للشخص المريض، والبرنامج التأهيلي يهدف إلى تغيير السلوك السلبي بالايجابي وتغيير نمط التفكير، ونمارس هذا في الدار من خلال محاضرات تثقيفية عن مرض الإدمان، ومسبباته والتعامل معه، وكيفية تحديد مشاعره ومهارة إدارة الغضب لأنها سبب الانتكاسة، ولم نغفل الأنشطة الترفيهيةتأثير على خلايا المخ^ وما مدة العلاج التأهيلي؟ - إن مدة العلاج التأهيلي حسب تقبل الحالة وثقافتها السابقة فهناك من يحتاج إلى ثلاثة شهور وهناك من يحتاج إلى عام فكل حالة تختلف عن الأخرى. ^ وما الأمراض المصاحبة للإدمان؟ - إن الاصابة بالوباء الكبدي من أكثر الأمراض المرتبطة بالشخص المدمن ولوحظ أن الشخص عندما يتوقف عن التعاطي يخمد الفيروس كما يتسبب الأدمان بانتشار مرض نقص المناعة، وغيرها من الأعراض مثل الهزال وعدم التركيز وعدم القدرة على التفكير واتخاذ القرارات السليمة فاللإدمان تأثير كبير على خلايا المخ.لا عقوبات قانونية^ وهل هناك تطور في أنواع المخدرات؟- المخدرات تتطور وأن من أكثر الانواع انتشاراً هو، الآن، هو الكيميكال الأبيض وهو الهيريون نفسه ولكن تضاف إليه بعض المواد الكيماوية ويتم تعاطيه عن طريق الوريد، وظهرت أيضاً مادة الشبو والمواد الطائرة وهي مواد تتطاير ذراتها في الهواء إذا تركت مكشوفة وللأسف فهي منتشرة بين من أعمارهم في الرابعة عشر والثالثة عشر إذ يتم وضعه في المنديل ويستنشق، وللأسف ليس هناك عقوبة قانونية لمن يتعاطى هذه المادة أو يروجها.نشوة مزيفة^ من خلال تجربتك هل هناك سن يكون عرضة لهذه الآفة؟- تنتشر المخدرات من سن السادسة عشر على نحو حبوب وحشيش وبودرة، والآن، ينتشر الكيميكال، وما أود التنبيه إليه أن المواد الكحولية هي البداية لأنها تذهب بالعقل كما أنها تتسبب في الانتكاسة إذ يرغب الشخص في الحصول على النشوة المزيفة للمواد المخدرة ويلجأ إليها مرة أخرى.^ كم عدد الأشخاص ساعدتهم الدار على العلاج من الإدمان؟- إن عدد الحالات التي استقبلتها الدار 72 حالة منذ يوم التأسيس في مارس الماضي ومن نتابعهم حتى الآن 40 شخصاً وهم بحالة جيدة ولم يعد أي منهم للتعاطي، والموجود في الدار الآن 25 شخصاً، والمسجلون على قائمة الانتظار سبعة أشخاص إذ إن العديد يتصل ولكن يرفض التسجيل ولذلك فمازالنا نحتاج إلى مكان اكبر.^ وما أصعب حالة واجهتها اثناء فترة العلاج؟- إن أصعب حالة هي الحالة التي ترفض العلاج وليس لديها رغبة فيه فليس اصعب من ان ترغب بمساعدة شخص لا يرغب بمساعدة نفسه. ^ وما الدور الذي تضطلع به الجمعية؟- إن للجمعية دوراً علاجياً ووقائياً وتوعوياً يهدف إلى توعية المجتمع بأضرار المخدرات وآثارها المدمرة وكيفية التعامل مع المدمن داخل الأسرة وتتطلع الجمعية لأن تكون فاعلة بصفة مؤثرة في نشر التوعية بين أفراد المجتمع ومساعدة من يعاني منهم شبح تعاطي المخدرات بالصفة الصحيحة واحتواء المتعافي من التعاطي والأخذ بأيديهم إلى طريق النجاح ونقدم جميع خدماتنا مجاناً، ومن يرغب بالتواصل مع الجمعية يمكنه الاتصال بالمختصين على الخط الساخن 39656156.
الحسيني: «المخدرات الطائرة» تهدد الأطفال ولا عقوبات قانونية
24 سبتمبر 2012