كتب-حســــن خالـــــد:على الرغم من السلسلة المتوالية من الانتصارات في الدوري إلا أن نادي برشلونة يعاني كثيراً في عدم فرض فاعلية إيقاعه أمام الأندية الغريمة والخصوم، وقد بان ذلك في إياب السوبر الإسباني والذي انتهى بفوز ريال مدريد، وأيضاً في لقائيّ أوساسونا على البامبلونا في ملعب ريو دي نافارا، وفي آخر مباراة بالتشامبيونز ليغ عندما كاد أن يخسر برشلونة أولى مباريات هذا الموسم في البطولة الأوروبية، فأين تكمن تلك المشاكل والتي ظهرت بصورة كبيرة بعدما رحل بيب غوارديولا عن أسوار هذا النادي قبيل صيف الموسم الماضي.بالتأكيد ليس هنالك اختلاف في شكل اللعب أو كما نسميه «ستايل الفريق»، فالفريق منذ أن تولى غوارديولا المشوار والدفة وهو يلعب الكرة الشاملة ويطبقها بكامل تفاصيلها، من حارس المرمى فيكتور فالديس إلى الهجوم عن طريق ليو ميسي، ولكن في طريقة اللعب يختلف تيتو عن غوارديولا، فالأول مهاجم أكثر من الثاني، وذلك من عدة نواحي، فإن تيتو من الملاحظ بأنه يعتمد كثيراً على الكرات العالية الطويلة على عكس غوارديولا، ودائماً ما نشاهد الكرة مع بيكيه أو ماسكيرانو وهم أمام خط المنتصف ليشارك أحدهما في العملية الهجومية، مما سيسبب فراغاً كبيراً بالخلف في حالة المرتدات وخصوصاً بأن الموسم في بدايته أي أن الطاقات لا تزال في نمو و نضوج مبدئي، وهذا ما حدث في اللقاءات التي عانى منها برشلونة الموسم الماضي وهذا الموسم فلا نزال نتذكر هدف توريس في الكامب نو، وهدف كريستيانو الذي قرّب الدوري أكثر من حضن الفريق الملكي، فالمشاكل في الفريق هي دفاعية رئيسية، وفي ظل إصابة بيكيه وبويول فإن تيتو اضطر لأن يلعب بالكاميروني الوافد الجديد سونغ في مركز خط الدفاع.من المشاكل الأخرى هي ضعف الجودة الهجومية أو الفاعلية إن صح القول بشكل أكبر، فالإصابات هي من تؤثر إلى الآن على بيدرو وفيا اللذان يحاولان أن يعودا لمستويهما، فهما المهاجمين المثاليين حتى يكونوا برفقة ميسي في الهجوم، وهم أيضاً الأكثر تناسباً من سانشيز في اللعب بهذه المنظومة لأنهما أكثر مرونة وفاعلية في اللعب الشامل الذي يعتمد على اللا مركزية والتحرك بدون كرة أكثر من عندما يملك اللاعب الكرة، ولا ننسى أن هذين اللاعبين كانوا برفقة ليونيل ميسي ثلاثي الهجوم في موسم 2010-2011 والذي حقق خلاله النادي الكاتلوني أبرز النتائج التهديفية، وقد كان أشهرها الخماسية النظيفة في مرمى كاسياس وفي أول ظهور كلاسيكي لمورينهو في الكامب نو بعد الإنتر، ومع هذا المستوى للثنائي بيدرو وفيا، فإن ميسي في تطور ونمو كبير في مستواه الفني والبدني بحسب ما قاله المدرب البدني للفريق في بداية هذا الموسم، ولذلك فإن ميسي يحتاج لمن يشاركه هذا التطور حتى يكمل كل لاعب آخره من اللاعبين، ولكن الفريق منذ فترة لا يعاني استقراراً بدنياً في اللاعبين، فنادراً ما نرى أن يكون لاعباً قد لعب موسمه بالكامل أو نصفه على نحو أقل من دون إصابات باستثناء ميسي وبوسكيتس، مما جعل كل ذلك الفريق في انحدار تهديفي مستمر، وقد كان ميسي بذلك هو شرارة الفريق في توهجه وهو صمته في فشله، فإن تألق ميسي فإن هجوم برشلونة يتألق، وإن فشل فإن الهجوم يعاني كثيراً عقماً ورداءة.
تقــريــــــر: لمـــــــــاذا يعـــــاني بـــرشــــلونـــة؟
24 سبتمبر 2012