نيويورك - (وكالات): افتتحت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك دورتها السنوية، وألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما كلمة أمامها "تعهد فيها بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي الذي يهدد أمن الخليج”، مشيراً إلى أن "النظام الإيراني يساند منظمات إرهابية في الخارج، ويدعم ديكتاتوراً في سوريا”، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، كما اعتبر أن "نظام الأسد يجب أن ينتهي داعياً إلى فرض عقوبات عليه إذا ما واصل أعمال العنف الوحشية”. وقال أوباما "يجب ألا يكون هناك أي شك في أن امتلاك إيران لسلاح نووي ليس تحدياً بالإمكان احتواؤه، بل إنه سيهدد بالقضاء على إسرائيل وعلى أمن دول الخليج واستقرار الاقتصاد العالمي”. وأضاف أن "هذا هو السبب الذي يجعل تحالفاً من الدول يحاسب الحكومة الإيرانية. وهذا هو السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تبذل كل ما بوسعها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي”. وعن سوريا قال أوباما في كلمته "يجب ألا يكون المستقبل لديكتاتور يذبح شعبه، وإذا كانت هناك قضية تستدعي الاحتجاج في العالم اليوم، فإنها قضية نظام يعذب الأطفال ويطلق الصواريخ على المباني السكنية”. وأضاف "إننا نعلن مرة أخرى ونحن نلتقي هنا، أن نظام بشار الأسد يجب أن ينتهي حتى تتوقف معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد”. وأكد أوباما أن على المجتمع الدولي التحرك من أجل الحيلولة دون أن يتحول التمرد ضد الأسد إلى "دائرة من العنف الطائفي”. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد سوريا "متحدة وجامعة، لا يخاف فيها الأطفال من حكوماتهم، ويكون لكل السوريين من سُنة وعلويين وأكراد ومسيحيين رأي في الطريقة التي يحكمون بها”. وأضاف "هذه هي النتيجة التي نعمل من أجل التوصل إليها، من خلال فرض العقوبات ومحاسبة من يضطهدون، وتقديم المساعدة والدعم لمن يعملون من أجل المصلحة العامة”. وفي ما يتعلق بالهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي قبل أسبوعين، تعهد الرئيس الأمريكي بتعقب منفذي "الهجوم على أمريكا” في ليبيا والذي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي في ليببا، مؤكداً أن الفيلم "المثير للاشمئزاز” الذي يهين المسلمين ليس مبرراً للعنف. وقال أوباما إن "الهجمات على مدنيينا في بنغازي كانت هجمات على أمريكا. ويجب ألا يكون هناك أي شك بأننا سنتعقب القتلة دون هوادة وسنقدمهم للقضاء”. وأضاف "اليوم يجب أن نؤكد أن مستقبلنا سيقرره أشخاص مثل كريس ستيفنز وليس قتلته. اليوم يجب أن نعلن أن هذا العنف وانعدام التسامح ليس له مكان في أممنا المتحدة”. ودان أوباما الفيلم الذي أنتج في الولايات المتحدة وأدى إلى موجة من العنف في العالم العربي، ووصفه بانه "فج ومثير للاشمئزاز”. إلا أنه قال إنه مهما بلغت درجة انحطاط أي تعبير حر عن الرأي، فإن الدستور الأمريكي يحميه، ولا يمكن أن يبرر القتل والعنف. وقال أوباما كذلك بأنه في عام 2012 "مع تمكن أي شخص يحمل هاتفاً متنقلاً من نشر الآراء المسيئة حول العالم بضغطة زر، فإن فكرة إننا نستطيع أن نتحكم في تدفق المعلومات فكرة باطلة”. وأضاف "لا توجد أية كلمات يمكن أن تبرر قتل الأبرياء. لا يوجد فيديو يبرر أي هجوم على سفارة”. وتابع "لا توجد أية إساءة يمكن أن توفر مبرراً لكي يحرق الناس مطعماً في لبنان أو يدمروا مسجداً في تونس أو يتسببوا بالموت والدمار في باكستان”. كما أكد أوباما حدوث "تقدم” منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، إلا أنه قال إن الاضطرابات التي شهدها العالم الإسلامي مؤخراً أظهرت صعوبة تحقيق ديمقراطية حقيقية في هذه المنطقة. وقال أوباما في كلمته إن "الأحداث التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين تشير إلى ضرورة أن نقوم جميعاً بشكل صادق بمعالجة التوترات بين الغرب والعالم العربي الذي يتحرك نحو الديمقراطية”. وأضاف "للمرة الأولى منذ عشرات السنين صوت التونسيون والمصريون والليبيون لانتخاب قادة جدد في اقتراع كان نزيها وذا مصداقية”. وتابع أوباما إنه في دول أخرى في العالم مثل ملاوي أو السنغال كانت هناك "عمليات سلمية لنقل السلطة”. وأضاف "لكن الاضطرابات في الأسابيع الماضية تذكرنا بأن السبيل إلى الديمقراطية لا ينتهي عند الاقتراع”. وقبل 6 أسابيع من موعد إعادة انتخابه، يواجه أوباما ضغوطاً بشأن سياسته الخارجية ويتعرض لانتقادات على مقتل دبلوماسيين أمريكيين، ومزاعم بعدم تقديمه الدعم الكافي لإسرائيل. وهدف أوباما من كلمته إلى الرد على مزاعم منافسه الجمهوري في انتخابات الرئاسة ميت رومني، وكذلك إلى مد يده من جديد إلى العالم الإسلامي بعد أسبوعين من أعمال العنف المناوئة للولايات المتحدة التي شهدتها العديد من الدول الإسلامية بسبب الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة. من ناحيته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الماضية "حول شن حرب” بسبب برنامج طهران النووي. وقال بأن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أرفض تهديد دولة لأخرى بعمل عسكري”، في إشارة إلى التوتر بين إسرائيل التي تهدد بتوجيه ضربات وقائية لمواقع نووية إيرانية وطهران التي تريد القضاء على إسرائيل.ووصف الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته أمام الجمعية العامة الأزمة في سوريا بأنها "كارثة إقليمية لها تداعيات عالمية وتهديد خطير ومتزايد للسلام والأمن الدوليين يتطلب اهتمام مجلس الأمن”. وأضاف أن "خروقات وحشية لحقوق الإنسان لاتزال ترتكب خصوصاً من قبل الحكومة، ولكن أيضاً من مجموعات المعارضة”، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهود مبعوثه إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بشكل حازم وملموس. من ناحيته دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أحد المؤيدين الرئيسيين للمعارضة السورية، إلى تدخل عسكري عربي في سوريا لوقف النزاع هناك. وقال الشيخ حمد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "من الأفضل للدول العربية نفسها أن تتدخل انطلاقاً من واجباتها الإنسانية والسياسية والعسكرية وأن تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء”.من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة القيام بتحرك "عاجل” للمجتمع الدولي في سوريا ومنطقة الساحل الأفريقية.