إن الحفاظ على العرض والشرف سجية وطبيعة كل إنسان، وكل شخص إذا أحبّ شخصاً آخر وتعلق به وارتبطت الأرواح فيما بينها، لم يرضَ هذا الإنسان لمُحبه ما يمسّه بسوء أو يؤذيه، وهذا هو عين الحق والصواب.وعلى ضوء ذلك، نجسد هذه المحبة على سيد الكونين والثقلين محمد أشرف الخلق وأكرمهم، حيث كان أشد الناس حباً لأمته وأكثرهم جهاداً لتوصيل رسالته لها، وفوق ذلك، تضحيته وبذل الغالي والنفيس من أجلها، ومن أجل الحفاظ على عرضها وصون كرامتها، أفليس هو الأجدر أن يُصب الحبّ عليه من جميع الخلق؟ أفلا يستحق الدفاع عنه عندما خُدش عرضه وعندما توالت عليه الإهانات من قبل أعداء الله والإسلام في هذا الزمن؟ أفلا يستحق أن نغضب لأجله؟ كيف لا وهو سبب لهدايتنا إلى طريق الرشاد، وإبعادنا عن طريق الهلاك؟بالتأكيد لا يوجد شك في حبنا له بعد كلّ هذا الفضل الكبير، وليس بمسلم من لا يضحي بنفسه ولا يغضب لأجله أو لا يهيج على من يتعرض لمكانته وشرفه.ومن الضروري أن نضع حداً لكل العمليات المسيئة لخير الخلق والمسيئة للإسلام ولاسيما ما تخرج من أفواه الحاقدين والمشركين، وأولها مقاطعة كل من يتهجم عليه أو يتعرض لمكانته ، زد على ذلك شجب ورفض من خلال استخدام الجانب الإعلامي والحقوقي، إضافة إلى القيام بالمظاهرات الاستنكارية، وعدم قبول تلك المهاترات أو اللجوء إلى القوة وهي السبيل الرادع لما يفعله هؤلاء.ومن جانب آخر، فإنه يجدر بنا أن نستغل هذه الفرصة، ويكون لدى جميع المسلمين والشباب خاصةً موقفاً لتلك الأمور، - ولاسيّما أن الشباب هم روح الإسلام والعقل المفكر له - فهم يستطيعون حاليا استغلال مثل تلك التصرفات في نشر دعوة الإسلام عن طريق العديد من الوسائل، ومنها الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها كالاتصالات المتطورة والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وما شابه، وذلك من أجل الوصول إلى أولئك الأشخاص في الغرب الذين بدؤوا بالتعرض والهجوم لمكانة قائدنا الأعظم، وحتى يتمكنوا من ناحية أخرى نشر دعوته وسنته.ولا نغفل أنّ هناك العديد من الناس في بلاد الغرب على وجه الخصوص يحتاجون إلى ضياء من الحقّ ينوّر عقولهم، ويشبع فضولهم لمعرفة ديننا الحنيف وشخص رسولنا الكريم، وكذلك ليتبيّنوا أيضاً حقيقة سيد الخلق التي تتنزه صفاته عمّا يهزأ به فارغوا العقول منهم. ولنتذكر أنّ "الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله”. ومن أحبّ الجهاد، فالذود عن رسولنا الشريف أفضل جهاد وأفضل تجارة لا خسارة فيها ولا نقصان مع الله جلّ في علاه، والتي تنجينا بالفعل من مكائد الدنيا، والتي تبحر بنا إلى برّ الرضا والرحمة والأمان، والسير إلى طريق الجنان.صالح يوسف صالح