بعد تلك السنين الطويلة في العمل الشاق، وبما حملت من تعب ومشاكل متواصلة وجهد ومرض أتى اليوم بأن يستمتع الشخص بعد تقاعده عن العمل أن يفوز بذلك الوقت الثمين بسفرة جميلة مع عائلته، سفرة بباخرة عملاقة تجوب به وسط البحار والمحيطات من بلد إلى آخر مستمتعاً برفقة أناس تجمعهم المحبة والإخلاص، تجمعهم على نسيان المتاعب والمشاكل التي واجهوها في حياتهم، جمعتهم تلك الرحلة البحرية وعاشوا فترة قصيرة من المتعة والسرور، ولكن مضت تلك الأيام السعيدة كالسهم كالوقت الذي يمضي دون توقف، إنهم فعلا كانوا يستحقون كل يوم سعيد على ظهر تلك الباخرة.لقد تعارفوا على بعضهم البعض في أيام قصيرة بين أمواج المحيطات، بحر واسع مسافاته كبيرة لا يوجد غير الماء والسماء، مناظر جميلة، وقت ممتع، كيف يستطيعون نسيان تلك الرحلة التي ضاعت فيها همومهم ومتاعبهم التي صادفوها في حياتهم، لقد اكتشفوا أشياء كثيرة، معلومات قيمة وعاشوا السعادة والمتعة، إن ما شاهدوه في تلك البلدان البعيدة شيء يعجز اللسان أن يصفه ولا يستطيع أن يعبر عن فرحته التي لا تنسى. لقد تعرفت على أناس طيبين قلوبهم بيضاء، عرفت قيمة وحياة المتقاعدين في البلدان التي تثمن الإنسان وتحافظ على شعوره وتدفعه إلى التفاؤل وحب الحياة الجديدة حياة التقاعد، لقد أتى ذلك اليوم الذي أنتظره طوال سنين عمري، فهي لحظات جميلة وليالي وأيام قصيرة استمتعت بها وتذكرت أيام شبابي مع محبوبتي أم أولادي، تلك الأيام التي ذهبت مع الريح ولن ترجع أبداً، فهنيئاً لكم يا من كنتم على ظهر تلك الباخرة العملاقة وشكراً لكم يا من تكرمتم بالإشراف على سفرة العمر الجميلة، جزاكم الله خيراً فقد كنتم السبب في سعادتنا جميعاً.الناشط الاجتماعيصالح بن علي
المتقاعدون وسفرة العمر في «الباخرة»
26 سبتمبر 2012