عواصم - (وكالات): أعلنت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة أن "واشنطن قاطعت خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة”. وأضافت المتحدثة باسم البعثة ارين بيلتون أن "أحمدي نجاد استغل مرة أخرى زيارته للأمم المتحدة لطرح نظريات تآمرية ولهذا السبب قررت واشنطن مقاطعة خطابه”.واتهم أحمدي نجاد في خطابه الدول الغربية وإسرائيل بـ«ترهيب” بلاده "بواسطة الأسلحة النووية”، فيما تجاهل الحديث عن الأزمة السورية.وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "التهديدات المستمرة التي يلوّح بها الصهاينة الجهلة باستخدام القوة العسكرية ضد أمتنا العظيمة تؤكد بوضوح هذه الحقيقة المرة”. وأكد "أن السباق إلى التسلح والترهيب بالأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل هما السائد لدى قوى الاستكبار”. وتابع "باتت تجربة أجيال جديدة من الأسلحة الفائقة التطور والكشف عنها عندما تسنح الفرصة الطريق الجديدة لتهديد الدول لإجبارها على الرضوخ للاستكبار”.وندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتدخل إيران "غير المقبول” في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وقال هولاند "من الواضح أنه لدينا جميعاً عناصر إثبات على أن إيران تتدخل بوسائل بشرية ومعدات في سوريا وهذا أمر غير مقبول”.من جهته، طالب الرئيس المصري محمد مرسي المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لوضع حد للاحتلال والاستيطان وتغيير معالم القدس المحتلة، مجدداً رفضه التدخّل العسكري في سوريا ودعوته الجميع إلى المساهمة في مبادرته "الرباعية” منعاً لتحوّل الصراع هناك إلى حرب أهلية تمتد إلى المنطقة. وقال مرسي في كلمته "أتحدث إليكم بصفتي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً بإرادة شعبية حرة في أعقاب ثورة سلمية عظيمة شهد لها العالم وأسست لشرعية حقيقية”. ورأى أن "كل مصري يشعر اليوم بثقة بالنفس بعد أن حققنا خطوات متلاحقة وفعالة في مسيرة البناء والنهضة، ونحن في الطريق إلى إقامة الدولة الديمقراطية الحديثة التي تستوعب العصر وتقوم على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان من دون تفريط في القيم.. دولة تنشد الحق والحرية والحق والعدالة الاجتماعية”. وأضاف أن الثورة المصرية "أسست للشرعية التي أمثلها أمامكم ولم تكن انتفاضة أو لحظة عابرة وليست رياحاً هبت في ربيع أو خريف، بل هي كما الثورات في العالم العربي نتيجة كفاح طويل لحركات وطنية حقيقية أرادت الحياة لأبناء الوطن جميعاً”. وقال مرسي إن "الثورات العربية تعبّر عن حكمة التاريخ وتدق ناقوس خطر لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب”. ورأى أن النظام الدولي لن يستقيم طالما بقيت الازدواجية في المعايير، قائلاً "نتوقع من الآخرين احترام خصوصياتنا الثقافية كما يتوقعون منا ذلك، ونتوقع منهم احترام مرجعياتنا الدينية وعدم فرض ثقافات لا تتفق معها أو تسييس قضايا معينة للتدخل في شؤون الغير”. وجدد رفضه للإساءة إلى النبي محمد، معتبراً أن هذا يتعارض مع أبسط مبادئ الأمم المتحدة وقال إن "من يسيء إلى نبيّنا نعاديه”.ودعا إلى التصدّي إلى معاداة الإسلام والتحرك لمواجهة التطرف والتمييز والحض على الكراهية على أساس العرق والدين، معتبراً أن مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن التصدي لهذه الظاهرة التي تهدد استقرار العالم. من جانبه، أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن بلاده تؤيد إرسال "قوة حفظ سلام عربية” إلى سوريا.في الوقت ذاته، عقد وزراء دول الجامعة العربية اجتماعاً في مقر الأمم المتحدة لبحث الوضع في سوريا.من جانب آخر، أقر المجتمع الدولي بخطورة الوضع الملح في مالي التي تحتل شمالها مجموعات متطرفة، لكن تشكيل قوة دولية تطالب بها باماكو لاستعادة مناطقها الشمالية تبدو حتى الآن بعيدة المنال.وأثناء اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مخصص لأزمة الساحل وركز إلى حد كبير على مالي، كرر رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا طلب باماكو الذي أرسل رسمياً الأسبوع الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال "نطلب تبني قرار يجيز تشكيل قوة عسكرية دولية مؤلفة من كل من يريد ويقدر على مساعدتنا لاستعادة السيطرة على الأراضي المحتلة في الشمال”، مشدداً على ضرورة "التحرك بسرعة”. وقد اتفقت باماكو والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الأسبوع الماضي على الخطوط العريضة لعملية تدخل تكون قواته من غرب أفريقيا لكنها تحظى بدعم لوجستي من دول أخرى. وأيد هذا الطلب الملح لمالي عدد من المسؤولين الأفارقة ومن الجانب الغربي فرنسا التي لها مصالح كبرى مهددة في المنطقة. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "إن فرنسا تطلب دعوة مجلس الأمن الدولي مجدداً بأسرع وقت ممكن” لبحث طلب مالي، معبراً عن تمنيه في تحديد القوات "في الأسابيع المقبلة”. وشدد الرئيس الفرنسي على "أن ما يحصل شمال مالي هو خطر على غرب أفريقيا والمغرب العربي” وهو أيضاً خطر "للمجتمع الدولي بمجمله”. وأضاف محذراً "عندما تحتل مجموعات إرهابية أرضاً بحجم فرنسا نكون عندئذ أمام تهديد يعني العالم أجمع”. ولدى افتتاحه الاجتماع حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي على "عدم التخلي عن الساحل” الأفريقي، معتبراً في الوقت نفسه أن أي رد عسكري لتحرير شمال مالي يجب أن يبحث "بحذر شديد”. من جهته، دافع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الجهود التي بذلتها بلاده ضد الإرهاب، مشيراً إلى أنها دفعت ثمناً غالياً بسبب هذه الحرب.وقال "لم يعان أي بلد وأي شعب ما عانته باكستان في هذه المعركة الشرسة ضد الإرهاب”.وتطرق زرداري أيضاً إلى الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام والصور الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرت في فرنسا. وقال "بالرغم من أنه لا يمكننا أبداً أن نبرر العنف، فلا يجوز أن تبقى الأسرة الدولية صامتة ويتوجب عليها تجريم مثل هذه الأعمال التي تعرض للخطر السلام من خلال الاستعمال السيء لحرية التعبير”.