كتبت ـ هدى عبدالحميد:استحدثت وزارة التربية والتعليم وظيفة رئيس مدارس بعد تشخيص واقع العمل داخل الإدارات التعليمية والمدارس، إذ تبين أن 50% من وقت العمل المتاح لاختصاصيي التعلم يصرف لإنجاز مهمات إدارية، و25% لإنجاز الأعمال المتعلقة بالتعلم والتطور ومتابعتها، و25% لحل المشكلات المتعلقة بالطلبة والمعلمين وشكاوى أولياء الأمور.وبناءً على هذا التشخيص، تمت مراجعة الأدوار الداعمة للمدارس وتحميل المدارس المسؤولية والمساءلة، فصممت دور رئيس المدارس ليكون مختلفاً تماماً عن المنصب السابق لرئيس المنطقة التعليمية، من حيث محور تركيز العمل، في إطار تعميم مشروع تحسين أداء المدارس، وسعياً لتحقيق الأهداف من وراء البرنامج في ظل تنفيذ مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب. وقالت مصادر الوزارة: إن منصب رئيس المدرسة ينصب تركيزه بالكامل على قيادة جهود التعليم والتعلم داخل المدارس لتحسين أدائها، ويقضي 80% من وقته في المدارس، ويُعطى الصلاحية اللازمة لاتخاذ أغلب القرارات ذات الصلة بالتعليم والتعلم، ويتولى إدارة 10 مدارس فأقل، ويعد القناة الأساس للدعم والمساءلة، ويمثل محور العلاقة الأساس بين المدرسة والوزارة.ووفقاً لهذه المصادر فإن رئيس المدارس لكي ينهض بهذه الأدوار فإنه يقود فريق عمل يتكون من مجموعة من اختصاصيي الإشراف التربوي مدة أربعة أيام أسبوعياً في المدارس، ليقدموا الدعم إلى 8 - 10 معلمين في التدريس والتعلم داخل الصفوف المدرسية، في الأقل، بالإضافة إلى مراقبة الممارسات التدريسية للمعلمين المتميزين، ورفع أداء المعلمين المستجدين، ومساعدة المعلمين الذين يحتاجون إلى دعم. وأوضحت المصادر أن الأدوار الجديدة المرسومة لرئيس المدارس تركز على الدعم الفعّال للقيادة المدرسية وجودة التدريس، باعتبارهما العاملان الحاسمان لضمان جودة التعليم، أما الجانب الآخر من العملية، والذي يأخذ معظم وقت الإدارات التعليمية والمدارس وهو الجانب الإداري، فتمت معالجته باستحداث مكتب المساعدة، ويتكون من ثلاثة أقسام، الأول مكتب استقبال: ويمثل نقطة الاتصال بين إدارات الوزارة والمدارس، إذ يستقبل طلبات الإدارات كافة الموجهة إلى المدارس، وجميع القضايا المرفوعة من المدارس إلى الوزارة، ويعمل على تصنيفها وتوجيهها إلى القنوات الصحية من أجل تقليل العمل الإداري عن المدارس، مشيرة إلى أن مكتب المساعدة ينجز طلبات المدارس مع الإدارات الأخرى، من خلال مكتبين، وهما القسمان الآخران لمكتب المساعدة، إذ يتولى مكتب الدعم إدارة الحالات والمشكلات التي لا تستطيع المدارس معالجتها بتسريع وتيرة العمل مع الإدارات التي تقدم الخدمة إلى المدارس، والعمل على حل هذه المشكلات بأسرع ما يمكن. وأوضحت أن المكتب الآخر، وهو الفريق الإداري، يتولى تقليل العبء الإداري الواقع على كاهل المدارس وإدارات التعليم من خلال ضمان عدم تكرار الطلبات المقدمة من الوزارة إلى المدارس، واتساقها وتنظيمها وإلغاء الطلبات غير الضرورية، والتي لا تمثل جدوى للعملية التعليمية.أما بالنسبة للعمل داخل المدرسة، فتم رسم الصورة المتوقعة للعمل داخل المدارس، بحيث يتولى مدراء المدارس مسؤولية قيادة العمل داخل مدارسهم من خلال فريق عمل من المديرين المساعدين والمعلمين الأوائل، ويقدم رؤساء المدارس الدعم للمديرين في وضع خططهم الاستراتيجية والتشغيلية، وتحديد الأولويات والميزانيات المطلوبة، كما يقدم المشرفون التربويون الدعم للمعلمين والمعلمين الأوائل من أجل قيادة التعليم والتعلم، وتطبيق برامج تحسين أداء التدريس، وتوفير احتياجات المعلمين التدريسية.يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تهيئ رؤساء المدارس تحت إشراف مجموعة من المدربين وجميعهم رؤساء مدارس أوائل، بهدف ضمان استعداد رؤساء المدارس الجدد وجاهزيتهم للدخول في مجال عملهم الجديد، وتعزيز ما تم تعلمه في برنامج المواهب الجديدة ومعالجة القضايا المشتركة التي تنشأ أحياناً مع رؤساء المدارس عند بدء العمل وتعزيز العلاقات القائمة، والبدء ببناء فرق عمل جديدة متماسكة.وتكمن أهمية هذا البرنامج في تهيئة الرؤساء الجدد وتعريفهم بأدوارهم ومسؤولياتهم وتحفيزهم وتمكينهم من المهارات المطلوبة لبناء فرق عمل عالية الأداء، إضافة إلى تعريفهم بكيفية بدء العمل في المدارس بصفة صحيحة وفق قواعد العمل الناجحة.