كتب - حسن خالد: رغم الشخصية القوية التي خلقها مانشستر سيتي خلال العام الماضي بتربعه على عرش الدوري الإنجليزي الممتاز، وحتى اليوم فهو ذو شخصية مختلفة عن عصر السيتيزن قبل قدوم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وقيادته لدفة إدارة الفريق الإنجليزي، ومع تلك النجاحات في آخر عامين إلا أن النادي الذي يملك قوى هجومية قوية جداً من الملاحظ أنه يتبع بتحفظ الأسلوب الدفاعي وذلك في آخر مبارياته، ولعل ما هو مفاجئ، بأن المباراة الأخيرة والتي تفوق بها على الآرسنال كان روبرتو مانشيني ينتهج الأسلوب ذاته في تحويل تلك القوى الهجومية المتكونة من (يايا توريه – ديفيد سيلفا – كارلوس تيفيز – أغويرو) إلى أدوات دفاعية.بداية الموسمولعل أهم الأسباب في ذلك تكون في بداية الموسم، أي أن الإعداد البدني خصوصاً لنادي مان سيتي لم يكن كافياً، فاللاعبين إلى الآن في مرحلة بنائية خصوصاً لمرور بعض منهم ببطولتين رئيسيتين في الصيف الذي مضى وهم اليورو والأولمبياد، و في ظل عدم وصولهم للذروة البدنية فإن تطبيق الأسلوب الهجومي البحت الذي اعتمده مانشيني في الموسم الماضي والذي كان فاعلياً ناجح أمام أغلب الفرق، فالفريق لا يزال بنظر العديد من النقاد بحاجة لكم معين من المباريات حتى يصل لرتمه المعتاد.عقلية إيطاليةعلى الرغم من وجود عدة أساليب لتدريج هذا العامل البدني، إلا أن العقلية الإيطالية المتمثلة في روبرتو مانشيني لابد لها من الحضور، فروبرتو مانشيني من القلائل الذين طبقوا الكاتاناتشيو على الملاعب الإنجليزية وفي الأندية الإنجليزية أيضاً، وما يدعو للاستغراب هو عناصره الهجومية في تطبيق أسلوب دفاعي بحت، بدءاً كما ذكرت من توريه وانتهاءً بأغويرو، فهذه العملية تواجه العديد من الصعوبة، في تكوين أسلوب دفاعي بلاعبين لعبوا بأساليب هجومية تناقض الكاتاناتشيو التي يتداولها مانشيني في السيتي، وهو ما كشف عنه آرسنال عندما عادل النتيجة وسط ضياع تمركز الدفاع أمام المرمى، وأيضاً كما كشف ذلك ريال مدريد عندما قلب النتيجة من 2-1 إلى 2-3 بنهاية اللقاء المثير والذي جرى قبل أسبوع.تشكيلة غير مستقرةروبرتو مانشيني لا يزال ورغم عامه الثالث إلا أنه لم يستقر على تشكيلة ثابتة كما يفعل مدربي البريميرليغ، ولعله سبباً آخراً للتعثر في بداية الموسم وعدم اكتشاف الإجابات الكافية مما كفل له الحق في اللعب بأسلوبه الدفاعي المكشوف، ومنذ موسم كامل وربما أكثر، فلا يزال تيفيز موضع استفهام، هل هو لاعب أساسي أم احتياطي للكون أغويرو؟ والعكس صحيح تماماً، فالاستقرار على تشكيلة واحدة يعطي الفريق استقرار فني وبدني أكثر، بل وتكتيكي أيضاً في معرفة خصائص اللاعبين لبعضهم البعض بشكل أكثر شمولي، كما يعرف مارسيلو رونالدو جيداً وكما يعرف إنييستا زميله تشافي جيداً، فإن الاستقرار له أبعاد أكبر من أن يكون مجرد تشكيلة مستديمة، بل فيها شخصية المدرب و توسعة مدارك اللاعبين لمعرفتهم بزملائهم الآخرين.مجموعة صعبة في التشامبيونز!ولعل أكثر ما سيعيق تقدم السيتي الفني والبدني وما سيمنعه في أن يصل لدوره و لمنصبه ولشخصيته مجموعته في دوري أبطال أوروبا، فهو يقبع مع نادي ريال مدريد ومع ناديين طموحين يسعيان لتحقيق مجد غاب عن خزائنهما لمدة طويلة من الزمن وهم أياكس أمستردام وبوروسيا دورتموند، فهذه النوعية من المباريات تحتاج لجهد بدني كبير جداً ولإعداد بالتأكيد مختلف دام البطولة تحمل اسم اليويفا، فقد تعيق هذه المجموعة الحديدية السيتيزن في الوصول لما يبتغونه من مجد وصلوا إليه العام الماضي.الحل المجهول ..السيتي يعاني كثيراً في بدايته، ولا يخشى عليه إلا في منتصف طريقه، فهو قد يستمر بأسلوبه الدفاعي لأنه قد لا يصل حقاً لشخصيته الحقيقية إلى ربما منتصف الموسم، بسبب وجود مباريات مرهقة لعناصره ما بين الدوري ودوري الأبطال الأوروبي، ولكن ماذا سيفعل روبرتو مانشيني فهو من دون شك لا يجهل هذه الأمور، ولكن ما لدينا سوى الانتظار، فماذا سيفعل هذا المدرب الإيطالي في مقبل مبارياته بالموسم وبالبطولتين الرئيسيتين إضافة إلى كأس إنجلترا وكأس الاتحاد الإنجليزي.
«عصر السيتيزن» أضحى حافلاً بالإنجازات
27 سبتمبر 2012