كتب - حسن خالد:ليس لاعب التنس كغيره من منافسي الألعاب الأخرى، فهو اللاعب أو المتنافس من ضمن الألعاب التي تعتمد وبشكل رئيس على تحريك كل جزىء من الجسم، كالسباحة وكرة الماء مثلاً، وكهذا نمط من الألعاب تعتمد على بناء بدني قوي ورصين جداً حتى يستمر اللاعب بمستواه، وغير ذلك من مستوى ذهني وفني كبير.الإعداد المثاليلم يولد لاعب التنس وهو في سن العشرين أو الخامسة عشرة، بل على الأقل هو يمارس لعبته منذ الأربع سنوات أو الخمس سنوات كما هو نادال وفيدرر وجوكوفيتش، فهذه اللعبة معتمدة على البناء الأول أو البناء المرحلي والذي يأتي في أولى فترات اللاعب عندما يمارس لعبته، حتى يهيأ بصورة مثالية للمرحلة التي تليها، وهي معتمدة كما ذكرت على المراحل العمرية التي يمر بها اللاعب في مجمل حياته ومسيرته، فمن الصعب أن يأتي لاعب هاوي في سن العشرين ليتدرب ويحترف التنس، فهو بذلك قد تخطى مراحل بدائية كثيرة كان لابد ان يتعلمها منذ صغره، ولهذا فان البرامج الأكاديمية في مختلف الدول الاوروبية لا تستثمر قدرات اللاعبين منذ سن المراهقة، بل انها تستهدفهم وهم في طفولتهم، وكما هو معلوم فإن التعليم منذ الصغر كالنقش في الحجر.المستوى البدني !المستوى البدني في عالم التنس عامل هام جداً في تحقيق الاهداف الفردية كانت او الجماعية، فبسمو المستوى البدني يكون اللاعب يملك آفاقا كبيرة من الحرية في تطبيق أي اسلوب يريده، والتنس خصوصا لعبة متنوعة بأراض وملاعب مختلفة، فيجب عليه التأقلم مع كافة الأرضيات خصوصا بان عصر التنس الحديث بطولاته الكبرى على اراضي متنوعة، فنرى بطولة استراليا المفتوحة تقام على اراض صلبة، ثم تأتينا بطولة رولان غارس والتي تقام على الأراضي الترابية وتليها مباشرة بطولة ويمبلدون ذات الاراضي العشبية ثم يختتم الموسم ببطولة امريكا المفتوحة والتي تقام على اراضي فلاشينغ ميدوز الصلبة، ففي كل أرضية لياقة خاصة بها، وهذا ما اللاعب بحاجة للتمري عليه بشكل أكبر، فكم من لاعب نراه مبدعاً وسط الملاعب الصلبة ولكن بمجرد ذهابه لرولان غاروس فيكون مستواه قد كبت بشكل غريب والسبب يعود في اللياقة البدنية والتي تعد بجانب المهارات الفردية كأهم الوسائل والمفاتيح في تكوينة لاعب التنس في العصر الحديث.الأساليب الحديثةلكل أسلوب مدرسته في عالم التنس، فهنالك المدرسة الهجومية والمدرسة الدفاعية التي ينتهجها اللاعبون المبتدئون، ومع مرور كل يوم فإن الأساليب تتحدث وتتجدد، وكل لاعب عليه ان يكون مرناً مع اي أسلوب ينتهجه، فأحياناً نادال ينتهج الأسلوب الدفاعي في بعض من مواجهاته مع روجر فيدرر، والعكس صحيح حسب ما تمر به المباراة من مؤشرات وصفات، فمثلاً يكون الملعب الترابي سبباً في تغيير نمط اللعب والأسلوب، وبهذا يجب على اللاعب أن يتخذ من كل أسلوب شخصاً ومنهجاً له، وهذا في غاية الأهمية لدرجة دقيقة جداً، فأحياناً يكون اللاعب محتاجاً لأن يغير أسلوبه من بين شوط لآخر حتى يتفوق.عقلية ذات بعد استراتيجي فنيليس من الضرورة تواجد مدرب للاعب التنس، فروجر فيدرر حقق أكثر من بطولة غراند سلام من دون مدرب، هذا البعد الفني الذي يملكه روجر أعطاه كفاءة متفردة عن باقي اللاعبين في قيادة المباراة وقد اصبح هو مدرب روجر وروجر بنفس الآن، وهنا تتجلى القيمة في كون هذا اللاعب من ابرز ما انجبت الكرة الصفراء، ولنا مثال اخر على فن التعامل الفني مع المباراة في نوفاك جوكوفيتش اللاعب الصربي في مواجهته مع نادال الموسم الماضي في نهائي ويمبلدون، فقد غير في هذه المباراة جوكوفيتش أسلوبه 3 مرات ليتفوق في الاخير على اللاعب الإسباني ولتعاون الصحف العالمية في اليوم التالي بأن جوكوفيتش لم يفز بلعبه، بل فاز بذكائه وعقله على الماتادور الاسباني، فهذه العقلية الفنية والبعد الاستراتيجي في التعامل مع ما سيأتي من المباراة يكون أحيانا ًعامل فارق كبير في تحويل جذري لمباراة ما وفي بطولة كبرى والتفوق فيها.