نشرت الصحف المحلية قبل أيام تصريحاً للقائمة بأعمال السفارة السورية في البحرين ادعت فيه أنه لا يوجد قوائم سوداء بخصوص السوريين المقيمين في المملكة وأن السوريين ينعمون برفاهية حرية التنقل والحركة بأي وقت، وأنه لم يرد للسفارة أي شكوى بهذا الخصوص. لكن يبدو أن القائمة بالأعمال تجاهلت عن قصد أو لا تعلم أن الكثير من السوريين الذين حاولوا العودة لسوريا خلال الفترة الماضية تعرضوا للاعتقال التعسفي عند المداخل المختلفة سواء البرية أو الجوية، وعانى الكثير منهم من أصناف التعذيب ما لا يوصف بل وحتى للتصفية الجسدية، وعند الجالية السورية الحرة معلومات مؤكدة عن بعض شباب دير الزور الذين اعتقلوا على نقاط الحدود بسبب مشاركتهم بتظاهرات سلمية خارج سوريا تطالب بالحرية والكرامة! حتى أن أحدهم خرج بعد اعتقاله مصاباً باختلال عقلي وإعاقة دائمة، بينما اختفى شاب آخر نهائياً ولا يعلم أحد عن مصيره، وهذا غيض من فيض. ولعل الحادث الأبرز الذي يدحض تصريحات القائمة بالأعمال هو اعتقال أجهزة الأمن السوري لقيادات من هيئة التنسيق الوطني في مطار دمشق الدولي عند عودتهم من الصين، على الرغم من أن النظام يعتبر هذه الهيئة معارضة داخلية سلمية مقبولة لأنها لا تنادي لأي عمل مسلح بل على العكس تساير ادعاءات النظام بالحل من خلال حوار يعلم القاصي والداني أن المقصود به هو حوار من طرف واحد يقرره ويفصله ويضع محتواه ونتائجه أجهزة الأمن التي تتحكم بمفاصل الحياة في سوريا كلها!إن تصريح القائمة بالأعمال يأتي منسجماً مع الموقف الإعلامي الذي ينتهجه النظام المسيطر على سوريا منذ ما يزيد عن نصف قرن. هذا الإعلام المستخف بالعقل والمنطق والواقع. ومن أول كلمة ألقاها بشار الأسد في مجلس الشعب اعتبر أن أي تطلع للسوريين للحرية والديمقراطية والكرامة إنما هو مؤامرة وفتنة ولايزال يكرر هذه الادعاءات منكراً وجود أي حراك شعبي سلمي! وعكس قبل ذلك في تصريحاته لجريدة وول ستريت جورنال استخفافه بحضارة الشعب السوري وقدراته الإنسانية والفكرية عندما قال إن تطبيق الديمقراطية يحتاج لعقود من الزمن لأن الشعب السوري غير مهيأ لها! ولا يختلف هذا المنطق عن النهج الإعلامي الإيراني الذي لا يتردد بتزوير الحقائق الساطعة عن مملكة البحرين وإنجازاتها الإصلاحية وشفافية التعامل مع المعارضة ليل نهار وبدون أي رادع أخلاقي أو مهني أو ديني من هكذا إعلام، تماماً مثلما زور خطاب الرئيس المصري محمد مرسي في مؤتمر عالمي لدول عدم الانحياز وبكل صفاقة أمام العالم كله مستبدلاً اسم البحرين باسم سوريا متوهماً أن العالم جاهل وأن الشعب الإيراني مغفل وأن هناك من يصدق أكاذيبه اليومية عما يجري في سوريا! في هذا السياق يأتي تصريح القائمة بالأعمال السورية لتقول إنه لا يوجد قوائم سوداء وإن السوريين ينعمون برفاهية حرية التنقل، وإن الحياة طبيعية وإن السفر لسوريا يتم بشكل طبيعي في حين صار الصغير والكبير يسمع ويشاهد ويحس يومياً بهول المأساة التي يعيشها الشعب السوري المناضل الذي يعتمد على الله أولاً وعلى قوته الذاتية ودعم كل السوريين في الداخل والخارج لتحرير سوريا مرة وإلى الأبد إن شاء الله!مقيمون سوريون في البحرين