قال خطيب جامع الفاتح فضيلة الشيخ عدنان القطان إنّ أعداء مملكة البحرين اتَّخذوا المخدّرات سلاحاً فتاكاً للسيطرة والعدوان، واستلاب العقول والأموال، وإنّ بلادَ الإسلام تواجه هجوماً شرساً من جهات مشبوهة، بخطط وأهداف بعيدة المدى؛ لتهريب المخدّرات وترويجها بين أبناء المسلمين؛ لتحطيم البلاد كلِّها اجتماعيّاً واقتصاديّاً ودينيّاً وأخلاقيّاً وفي كلّ المجالات، حتى أضحت حرب المخدّرات أحدَ أنواع الحروب المعاصرة الخطيرة، والذي يقف في الميدان يدرك مدى ضراوةِ هذه الحرب، ولازال طوفان المخدّرات المدمّر تئنُّ منه خفايا البيوت وأروقةُ المحاكم وجدرانُ السجون؛ مما يُنبيك عن غَور الجرح وعمق المأساة. ودعا الشيخ عدنان القطان، في خطبة الجمعة أمس تحت عنوان «أضرار الخمور والمخدرات»، إلى تكثيفِ التوعية بأضرار المسكرات والمخدّرات، والتركيز على ذلك في المناهج الدراسية وفي وسائل الإعلام، كما يجب العناية بالشباب وملء فراغهم بما ينفعهم وينفع مجتمعهم، إضافة إلى أهمية الوعي بحقائق الأمور، وإدراك حجمِ الخطر، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع ومؤسّساته؛ للحدّ من هذا الوباء وصدّه قبل استفحال الداء... لابدّ من تنمية الرقابةِ الذاتيّة بالإيمان والخوف من اللهِ في قلوبِ الناس عامّةً والناشئة والشّباب خاصّة، ولن يردع البشرَ شيءٌ كوازع الدِّيانة.وأشاد الشيخ القطان بما تبذله وزارة الداخلية ورجال الأمن والجمارك وجهاتُ مكافحة المخدّرات، ومن يقومون بالتوعيةِ بأضرار المخدرات من جهود مشكورةٍ للحدّ منها ومتابعتها والقبض على المهربين، وتوعية الناس وتحذيرهم من مخاطرها، وننتظر منهم ومن غيرهم المزيد.وأضاف «نتحدّث عن المسكرات والمخدّرات، في وقتٍ ضجّت بالشكوى فيه البيوت، واصطلى بنارها المتعاطي وأهله ومن عاشره، وأحالت حياتَهم جحيماً لا يُطاق، فوالدٌ يشكي، وأمٌّ تبكي، وزوجةٌ حيرى، وأولادٌ تائهون في ضيعةٍ كبرى، ومن عوفي فليحمدِ الله تبارك تعالى». وأشار القطان إلى أن المخدّرات تفسد العقل، وتقطع النسل، وتورث الجنون، وتجلب الوساوس والهموم، وأمراضاً عقليّة وعضويّة ليس لها شفاء، وتجعل صاحبَها حيواناً هائجاً ليس له صاحب، وتُرديه في أَسوَأ المهالك، مع ما تورثه من قلّة الغيرة وزوال الحميّة؛ حتى يصير متعاطيها ديّوثاً وممسوخاً عياذاً بالله. وما تفكّكتِ الأسَر إلاّ من أثرها، وتفشّتِ الجرائم إلا بسببها، ومع غلائها، فإنّ مروِّجَها من أفقر الناس وأتعسهم حالاً. أمّا متعاطيها: فإنّها لاتزال تستنزف مالَه حتى يضيقَ بالنفقة الواجبة على أهله وأولاده وعلى نفسه، وحتى تصبح أسرتُه عالةً يتكفّفون الناس، وربّما باعَ أهلَه وعِرضَه مقابلَ جرعَةِ مخدّر أو شَربةِ مسكرٍ، فهل من قلوبٍ تعي أو عقولٍ تفكّر في النهاية الموحشة والآثار المدمّرة لهذه البلايا؟!».وقال الشيخ القطان إن آفة المجتمعات اليوم هي المسكرات والمخدّرات، أمّ الخبائث وأمّ الكبائر وأصل الشرور والمصائب، شتَّتتِ الأسَر، وهتكتِ الأعراض، وسبّبت السرقات، وجرّأت على القتل، وأودت بأصحابها إلى الانتحار والوفيات، وأنتجت كلّ بليّةٍ ورذيلة.. أجمع على ذمّها العقلاء منذ عهد الجاهليّة، وترفّع عنها النبلاء من قبلِ الإسلام، فلمّا جاء الإسلام، ذمّها فحرّمها ولعنها، ولعن شاربَها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه.ودعا الشيخ عدنان القطان كل من يحتاج إلى أن يعان ويشرف عليه طبيب لترك هذه المخدرات التقدم إلى المراكز التي أعدتها الدولة لتوجيه المدمنين وعلاجهم، وليقبل نصح الناصحين، وليخلع هواه ويبتعد عن هواه وعن رفقة السوء؛ فإن هؤلاء هم الذين أوقعوه فيما هو فيه، وسيوقعونه غداً فيما هو أعظم.. في نار جهنم، أو أن يقع في السجن بأسبابهم، وأن يضيع كثيراً من عمره أو يضيع عمره كله.