عندما نزور البلدان الأجنبية نرى إعلانات الشوارع أنيقة منسجمة مع البيئة المحيطة بها، يستمتع الناظر إليها ويملك الوقت الكافي لإدراك جماليات الإعلان نفسه. هذا ما أدركه واضعو التشريعات في البحرين حيث نص قانون رقم 14 لسنة 1973 بشأن تنظيم الإعلانات في مادته السابعة: " يجب أن يكون الإعلان متفقاً وبغرض تجميل المنطقة التي سيقام بها، كما يجب ألا يتعارض مع حركة المرور أو الأمن العام أو الآداب العامة أو العقائد الدينية”.لكن حين نأتي إلى التطبيق نرى خلاف ذلك فنجد إعلانات الشوارع تتزاحم في نقطة واحدة وغالباً ما تكون في مناطق حيوية بأحجام متضاربة في الارتفاع والعرض، وقائمة على قواعد حجرية خالية من أي جمالية، ومليئة بالنصوص التي يتوقع مصممها من السائق قراءتها في ثوان دون التسبب في حوادث مرورية! وفوق ذلك نادراً ما نجد إعلانات مميزة في تصميم والمضمون حيث إن معظمها تتشابه، صحيح لا يوجد هناك قانون ضد ما هو قبيح، لكن يجب على مصمم الإعلان أن يملك حداً أدنى من مهارات الاتصال المرئي ومبادئه والاضطلاع على بعض الدراسات المتعلقة بسيكولوجية السائق لتصميم إعلانات تتلاءم مع حركة المرور. نناشد وزارة البلديات والتخطيط العمراني المعنية بتنفيذ قرارات هذا القانون أن تشدد على هذه المعايير بشكل أكبر، فهذه الإعلانات تعد واجهة للبلاد، وتسهم في سلامة السائقين. فكلما قلة الإعلانات وكانت بأحجام وأبعاد متناسقة أصبحت مريحة للناظر.وسن مدن
زحمـة الإعلاناتمنظـــــــر غــيـــــــــر حضــــــــــــاري
٢٨ مايو ٢٠١٢