لعل أبرز ما يميز مهرجان ربيع الثقافة في دورته السابعة، هو برنامجه الغني والمتنوع من 35 فعالية لهذا العام يوجه أكثر من ثلثها للعائلات. وسعى المهرجان من خلال شعاره لهذا العام "الثقافة عامنا”؛ إلى تلبية مختلف الأذواق المتنوعة عبر تقديم الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وباقة راقية من العروض الفنية تشتمل على الغناء والموسيقى والمسرح والرقص والفنون البصرية الإقليمية والعالمية والمحلية، وحتى العروض الفنية التي توظف التكنولوجيا الحديثة بمؤثراتها الآسرة.من جانبها قالت وزيرة الثقافة رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة حول مهرجان هذا العام: "ما يميز مهرجان هذا العام؛ إنه يأتي متواكباً مع تألق المنامة وزهوها عاصمة للثقافة العربية. ومثل هذا الإنجاز الذي تحقق للمملكة على صعيد إقليمي ودولي؛ إنما ليعكس الاعتراف بالدور الثقافي التنويري الذي لعبته المملكة تاريخياً ولازالت تحتفظ بهذا الدور بجدارة حاضراً. كما إن الاستمرارية التي تحققت لمهرجان ربيع الثقافة الذي تكرس كمهرجان سنوي لم تكن لتتحقق سوى بتضافر جميع الجهود، بين أهلية ورسمية، بحيث أصبح الإنجاز بحجم البحرين وطموحاتها. فالهدف هو البحرين وإبرازها في كافة المحافل، وأيضاً المواطن البحريني الذي يستحق أن يستمتع ببرامج ربيع الثقافة المتنوعة والمتجددة والمبتكرة عاماً بعد عام، التي راعت جميع الأذواق والاهتمامات”. تظاهرة فنية وعلق الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة: "من ينظر إلى تاريخ مهرجان ربيع الثقافة منذ انطلاقته الأولى في 2006 وحتى 2012، سيدرك أن هذا المهرجان أصبح يشكل تظاهرة ذات أبعاد ثقافية وفنية وتربوية متكاملة، فمثلما أن لربيع الثقافة جمهوره ومعجبيه فقد أصبح للمهرجان تلامذته وخريجيه. وهو ما يعكسه البرنامج الحافل للمهرجان الذي أولى مختلف الفئات والأذواق أفضل الاهتمام وبات ينهض بحمل رسالة التواصل الحضاري بين الثقافات العالمية، ويصقل المواهب البحرينية الشابة على خطى الاحتراف وتمثيل البحرين في المحافل العالمية. ومثل هذا البرنامج المتكامل بامتياز ما كان له أن يأتي إلا بفضل الشراكة المتميزة بين المجلس ووزارة الثقافة والمراكز الثقافية والصالات الفنية وعلى رأسها مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث وغيرها من أطراف ساهمت بمثابرتها وإخلاصها في تحقيق النجاح المستمر لرسالة المهرجان”.عشاق الموسيقى استمتعوا من خلال برنامج مهرجان ربيع الثقافة لهذا العام وجد عشاق الموسيقى والغناء ضالتهم؛ عبر عدد من الأمسيات من أبرزها أمسيتين بقلعة عراد أحياها أسطورة الغناء اللاتيني المغني الإسباني المشهور خوليو إجليسياس الذي زار البحرين للمرة الأولى وهو صاحب الأغاني الخالدة والمصنف ضمن العشرة الأوائل من أصحاب الألبومات الأكثر مبيعا ًعلى مر التاريخ وقد نفذت في أمسيته الأولى التذاكر. وعقدت أمسية للفنان العالمي وأسطورة الغناء الأوبرالي أندريا بوتشيلي على المسرح المخصص في متحف البحرين الوطني للاحتفال بالمنامة عاصمة الثقافة العربية. وقدمت فرقة "أوزريس” التي تعد أول فرقة لفن "البروجريسيف روك” في الشرق الأوسط وتضم موسيقيين بحرينيين أمسية في قلعة عراد استعرضت من خلالها مهاراتها المعهودة في مزج التراكيب الموسيقية وللألحان السمفونية وألحان موسيقى الروك إلى جانب استخدام الآلات الموسيقية التقليدية البحرينية.وشهد مهرجان هذا العام عودة النجمة العالمية أنجليك كيدجو والحائزة على جائزة جرامي العالمية للموسيقى إلى جمهور المهرجان مرة أخرى لإحياء أمسية لها في قلعة عراد، بعد أن كانت لها مشاركة ناجحة جداً لاقت حضوراً وتفاعلاً وإعجاباً كبيراً من جمهور المهرجان في دورته الرابعة العام 2009. وشاركت مغنية السول بوب النيجيرية آشا التي تمس روح الإحساس في الحفل، و للصوت الأنثوي حضور قوي هذا العام مع غادة غانم وإيمان حمصي و سوزانا باكا و سعاد ماسي. كما استمتع محبو الاستعراض المسرحي مع العرض الكوري "الأميرة باري” والذي احتضنته قلعة عراد، وجسد فنون سيمفونية يتمازج فيها الرقص مع الموسيقى واللغة بصورة متساوقة ومتوازنة لتعطي جمهور المهرجان عرضاً نضاحاً بالألوان والطرافة الفريدة والحيوية المتجددة، وحكي قصة الأميرة التي تخلى عنها والدها الملك حتى تصبح في السادسة عشر وتذهب للبحث عن أصلها. كما حضر الجمهور عرضاً جمع بين وقع الطبول وأنغام الفلوت البامبو الياباني في عرض "أسطورة التايكو” الذي أحياه في الصالة الثقافية الفنان الياباني المرموق دولياً آيتسو هاياشي خلال أولى جولاته وعروضه في منطقة الشرق الأوسط. واحتضن أيضاً مسرح الصالة الثقافية عرض الشارع الأعظم من مصر، وفرقة الرهبان المحاربين لمعبد شاولين من الصين كما إنه قدم لجمهور المهرجان جودي سبيرلينغ برقصها الساحر. ندوات فكرية متميزة أعد المهرجان هذا العام لجمهور الندوات الفكرية والسياسية عدد من الندوات من أبرزها ندوة "الربيع العربي ما له وما عليه” للدبلوماسي والسياسي والكاتب المصري البارز د.مصطفى الفقي الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان المصري، أقيمت الندوة في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث. كما أقيمت ندوة بعنوان "الإعلام العربي هل يذهب إلى الحقيقة أم يصنعها؟” للكاتب المسرحي والصحافي إبراهيم جابر إبراهيم في بيت عبدالله الزايد، ويحظى إبراهيم بمسيرة حافلة في العمل الصحفي بمختلف مجالاته منذ الثمانينات وحاصل على جائزة فلسطين للصحافة ودراسات الإعلام في 2011. ووجد متذوقو الشعر ضالتهم في برنامج المهرجان لهذا العام؛ حيث أحيا الشاعر المغربي المتميز طه ياسين أمسية في بيت الشعر، كما أقيم في عمارة بن مطر معرض لتخليد الراحل الكبير الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وتم من خلاله عرض أشعار الراحل بصوته عبر تقنيات صوتية تفاعلية حديثة. وضم برنامج المهرجان هذا العام عدداً من المعارض الفنية، التي ستشكل متنفساً فنياً حقيقياً لمرتادي المعارض والقاعات الفنية ومنها معرض "تنوعات” الذي أقيم بالبارح للفنون التشكيلية وضم أعمالاً فنية لمجموعة من الفنانين العرب تتنوع في أشكالها وتقنياتها وموادها المستخدمة. وشملت الأعمال الفنية خليطاً من الرسم والتصوير والنحت، وخلال موسم المهرجان وجد مرتادو مجمع 338 بالعدلية وقد أصبح واحة مفعمة بالحيوية والنشاط بما احتضن من فعاليات فنية وموسيقية وعرض لأفلام سينمائية وورش عمل متعددة بتنظيم من مساحة الرواق للفنون بالإضافة لمعرض "أنا هو الآخر”. وتم خلال برنامج المهرجان هذا العام افتتاح "بيت النزل” بالمحرق وهو مشروع ساهم فيه بيت التمويل الكويتي، ويعد من ضمن المشاريع التي أشرف عليها مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث لتأهيل وإعادة إحياء البيوت البحرينية التقليدية والمواقع التراثية في مجمع 209 بالمحرق. عروض مدهشة كما حظى محبوا عروض الرقص الأكروباتي والـ«هيب هوب” بأمسية في قلعة عراد لعرض "توم توم كرو” الذي شهد إقبالاً كبيراً، وهو عرض مفعم بالطاقة الحيوية يتناغم فيه قرع الطبول وتلتقي فيه المهارات الرياضية وأوجه الفن المعاصر، وسبق وأن حاز العرض على إعجاب الجماهير في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا. وقضت العائلات والأطفال وقتاً حافلاً بالمرح والبهجة من خلال حفلة قدمتها لهم فرقة "دان زينز والأصدقاء " بقلعة عراد، وهي الفرقة الحائزة على جائزة جرامي العالمية وكانت لها مشاركتها الناجحة جداً في مهرجان ربيع الثقافة 2009، بالإضافة إلى عرض مركز كندي " الأرنب كنافل: مسرحية موسيقية واعظة” بقلعة عراد والمستوحاة من قصة أطفال حائزة على جوائز عالمية. وعرض "العب!” الذي أقيم في نادي الخريجين، وهو عرض قادم من إيطاليا ويعتمد على سحر التكنولوجيا التصويرية المميزة التي تضفي جواً من المتعة وتدمج من خلالها الجمهور ضمن سياق العرض ذاته بتصوير مبدع لآلات وأدوات موسيقية تتيح للجميع المساهمة بمهاراتهم في جو تنسجم فيه الموسيقى مع الحركة والألوان. واحتضن مركز الفنون عرض دمى متحركة قادم من الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان "جدران وجسور: مسرح الدمى المتحركة مع كارن كونرث” حيث تم من خلاله تجسيد القصص الشعبية من مختلف أنحاء العالم.وكان الأطفال والشباب على موعد مع عروض عالمية شيقة؛ حيث احتضنت قلعة عراد العرض العالمي "تاب دوجس” الذي شاهده حول العالم أكثر من 11 مليوناً من الجماهير منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وأقيم في أكثر من 37 بلداً، وحاز على 11 جائزة دولية وهو عبارة عن تركيبة مبدعة من فنون الاستعراض المسرحي وموسيقى الروك والجماليات الإبداعية المرتبطة بموقع الإنشاء الذي يجري فيه تقديم العرض. ووجد الراغبون في تعلم واكتساب مهارات فنية وإبداعية جديدة فرصتهم من خلال الورش التعليمية المجانية ضمن البرنامج التعليمي الحافل للمهرجان التي قدمتها بعض الفرق المشاركة في المهرجان وهي فرق "الأرنب كنافل” و«دان زينز والأصدقاء” و«توم توم كرو”.برنامج المسؤولية الاجتماعية أما بالنسبة لبرنامج المسؤولية الاجتماعية ضمن المهرجان فقد شارك في فعالياته أكثر من 1400 فرد في برنامج المسؤولية الاجتماعية للمهرجان هذا العام عبر ثماني فعاليات تضمنها البرنامج، شملت تقديم عروض فنية وورش تدريبية وتثقيفية مختلفة من قبل الفرق المشاركة بالمهرجان، وهي الفرق التي قدمت عروض "الأميرة باري” و«الأرنب كنافل” و«توم توم كرو” و«دان زينس والأصدقاء” و«إلعب”، حيث استقطب البرنامج مختلف فئات المجتمع البحريني وأشركها في فعالياته المختلفة من خلال ما يسعى إلى تقديمه من عروض فنية وثقافية متنوعة وورش تدريبية وتعليمية مجانية تسعى لتزويد المشاركين بخبرة تعليمية ومهارات عملية إلى جانب تعريفهم بالثقافات العالمية. وبالمقارنة مع فعاليات برنامج المسئولية الاجتماعية منذ انطلاقته الأولى في 2009 ، الذي شهد مشاركة حوالي 130 فرداً فإن البرنامج هذا العام حقق قفزة نوعية كبرى بالنسبة لعدد المشاركين وتنوع الفئات المجتمعية التي شملها وعلى رأسهم طلبة المدارس الحكومية والخاصة والمدرسين والتربويين وطلبة جامعة البحرين والجامعات الخاصة، إلى جانب الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام.