كتب - حسن الستري:أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة أن البحرين قطعت شوطاً كبيراً في مجال التنمية وتوفير الخدمات للمواطنين من مساكن وبنية تحتية، مؤكدا أن الحديث اليوم بات عن تحسين جودة هذه الخدمات وليس توفرها. وقال، في تصريح صحفي على هامش رعايته احتفالية يوم الموئل العالمي، يوم الأمم المتحدة للمستوطنات”: لا يخفى عليكم ما يجري في جميع مناطق البحرين من بناء مدن ومشاريع تنموية وتشييد طرق، في كل مكان تلتفت ترى ورشة عمل لتحسين طرق هنا وبناء طرق جديدة هناك، وكذلك بالنسبة للخدمات الأخرى كالمجاري والكهرباء والاتصالات، فنحن اليوم لا نتكلم عن وجود هذه الخدمات، إذ توفرت بحمد الله، ولكننا اليوم نتكلم عن جودتها، وكيفية تطوير البنية التحتية من أجل التميز والرقي بما موجود عندنا إلى مستوى الكفاءة المطلوبة”.من جهته، أكد وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني د. جمعة الكعبي اهتمام مجلس الوزراء بمشروع التنمية الحضرية، مشيراً إلى وجود مرحلة أولى للمشروع تبدأ العام المقبل، وسيصرف من الموازنة العامة للدولة.وقال: "طلبنا قريتين لكل بلدية فيما يتعلق بالتنمية الحضرية، وتم اعداد تصاميم لبعضها، كالنعيم وراس الرمان، فمشروع التنمية الحضرية للعامين المقبلين جاء بناء على أولويات المجالس البلدية التي رفعتها إلى الوزارة، وخلال العام الحالي اعددنا مشروعاً متكاملاً لتنفيذ ذلك، وأعدنا التخطيط والاستملاكات وفتح الشوارع، طبقاً لطبيعة كل قرية، فكل قرية تختلف عن الأخرى”.وأضاف أن "وزارة البلديات أخذت ريادة المشروع، ولكن جميع الجهات الخدمية تشارك في لجنة لتنفيذ المشروع، والاتفاق هو عمل مخطط لإعادة تطوير المنطقة وبحث احتياجاتها لتكون منطقة مستدامة، تحوي مرافق عامة، ولا تفتقر إلى حدائق ومواقف سيارات، وفي نهاية المشروع سنبحث عن المحصلة، فنحن منطقة حضرية فيها جميع الخدمات الأساس التي يحتاجها المواطن”.وبشأن مخصصات الوزارة من هيئة الكهرباء والماء، أجاب الوزير أن "الـ30 مليون دينار هي رسوم متراكمة على المواطنين، ونحن ننسق مع الكهرباء لتحصيلها، وهم المسؤولون عن ذلك حسب القانون، وهم قائمون بجهد كبير لعملية التحصيل، ونتوقع أن يتم تحصيل نسبة كبيرة منها في العام المقبل”.وكانت وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني نظمت، أمس، احتفالية "يوم الموئل العالمي – يوم الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية” رعاها نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة. وضم برنامج الحفل عرض فلم عن إنجازات صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وجولة في المعرض المصاحب الذي تنظمه الإدارة العامة للتخطيط العمراني.وقال الوزير الكعبي في كلمته أمام المؤتمر: "تحتفل مملكة البحرين اليوم مع الأسرة الدولية بيوم المستوطنات البشرية، هذا اليوم الذي اختارته منظمة الامم المتحدة لتسليط الضوء على قضايا التخطيط والتنمية الحضرية المستدامة، وما مشاركة البحرين المستمرة في المحافل الدولية بالمستوطنات البشرية والتنمية الحضرية المستدامة الا تأكيد لدور المملكة الرائد في مجال التنمية الحضرية”. مشيراً إلى أن رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة للاحتفال يعكس اهتمام مملكة البحرين بقضايا التنمية المستدامة ودعمها لجهود المجتمع الدولي في هذا المجال.وأضاف أن مملكة البحرين خطت خطوات رائدة في مجال الإسكان والتنمية الحضرية من خلال تبني سياسات ريادية في مجالات التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية وصياغة السياسات التي تهدف إلى تحقيق الاداء الحضري المتميز وتسهيل المشاركة المجتمعية بإدماج منظمات المجتمع المدني في حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن المملكة اولت التنمية الحضرية المستدامة وتوفير مقومات العيش الكريم للمواطنين والمقيمين جل اهتمامها ووضعتها في بداية اولوياتها، ولقد عملت الحكومة من خلال برنامجها المتكامل على التخطيط العمراني الاستراتيجي الشامل وتوفير المساحات اللازمة للأنشطة التنموية المختلفة وبناء وانشاء المرافق العامة وخدمات البنية التحتية مع شبكة اجتماعية متكاملة لدعم الاسر من خلال منظومة من البرامج والمشاريع المحققة لهذه الرؤية.وأضاف أن تحقيق مملكة البحرين لعدد من الاهداف الانمائية للألفية قبل موعدها العالمي المتفق عليه في العام 2015 انما يعكس اهتمام المملكة والتزامها ويترجمهما على الصعيد الدولي ضمن الجهود العالمية لتوفير متطلبات العيش الكريم للبشرية من صحة وتعليم وإسكان وبنية تحتية وخدمات بلدية وغيرها من الخدمات التي تسهم بتلبية احتياجات المواطنين ومتطلباتهم، موضحاً أن النمو المستدام للمدن يسهم في توفير فرص مثالية حالية ومستقبلية لسكان المدن، وان تكون للجميع مساهمة في صنع مدنهم وتنميتها بحيث تكون مكاناً مثالياً للعيش، مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على تنفيذ المخططات العمرانية المحققة للمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين بعد ان انتهت من اعداد واعتماد ما تزيد نسبته على 90% من هذه المخططات في جميع مناطق المملكة.وأردف أن الوزارة وضعت وأعدت الادوات لتفعيل الاستراتيجيات التنموية المحققة للمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين، منهية، بالتعاون مع الشركة الاستشارية المكلفة بالمشروع وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الخدمية هذه المرحلة، وبدأت بتنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج المحققة لهذه الاستراتيجيات. من جهته، قال رئيس مجلس بلدي المحرق عبدالناصر المحميد "تبوأت البحرين مرتبةً متقدمة على مستوى العالم في مجالات عديدة، فها هي المدن والقرى كافة تتطور إلى الأمام، وها هي المدينة الشمالية بدأت بشارات العمل فيها، شاهدةً على المستقبل الزاهر، هذه الخطوات ما كانت لتتم إلا نتيجةً للتخطيط السليم، وإشراك الشعب في اتخاذ القرارات وتحسين التشريعات، عن طريق المجلسين النيابي والبلدي. وتابع: منذ انطلاقة المشروع الإصلاحي المبارك، اضطلعت المجالس البلدية بدور مهم بتمثيل الأهالي فيما يتعلق بتطوير الخدمات، والبنى التحتية، وتخطيط المدن والقرى، والمشاركة مع الجهات المختصة في رفع مستويات الصحة والتعليم، والاهتمام بالنظافة والتجميل والتشجير، والمشاركة في الفعاليات الثقافية والوطنية والرياضية، وغيرها الكثير، مشيرا إلى أن المجالس البلدية أسهمت في الدفع بخطط الدولة لإنشاء المساكن الكريمة وتوفير سبل الحياة الهانئة للمواطنين، عن مشروع المكرمة الملكية لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، ومشروع الترميم، في إطار التنمية الحضرية المستدامة والتطوير العمراني. وأضاف أن المجالس تهتم بالنسيج العمراني فيما يتعلق بإستراتيجيات بتحديد المواقع الملائمة، وتهيئتها بأفضل الخدمات، مع الربط ما بين الأصالة والحضارة، مشيراً إلى أن المساعي متواصلة يوماً بيوم لتحسين مستوى الخدمات المقدمة إلى المساكن الموجودة حالياً فيها من كهرباء وماء ومصارف مياه ورصف وتشجير وتعديل لأنظمة الشوارع، والانتباه الجيد للشوارع التجارية والخدمات المقدمة لمختلف المجمعات السكنية.وأردف أن المجالس البلدية أخذت على عاتقها مسؤولية الارتقاء بالموئل طريقاً للارتقاء بالإنسان، مشيراً إلى أن البحرين كوفئت في هذه المساعي من خلال العديد من الجوائز العالمية كان منها مؤخراً دخول اسمها في السجل العالمي في تصنيف المدن المتطورة خلال العقد الأول من الألفية الثالثة عن طريق مدينة المحرق التي حققت معظم الأهداف الإنمائية الألفية للمدن المتقدمة المزدهرة. وعلى صعيد آخر، القى المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP” بمملكة البحرين بيتر جروهمان كلمة أوضح فيها أن هذا اليوم يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا التخطيط والتنمية الحضرية المستدامة مشيداً بمشاركة البحرين المستمرة في المحافل الدولية بالمستوطنات البشرية والتنمية الحضرية المستدامة.كما ألقى مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (Habitat) اليوني بادياني كلمة أكد فيها دور مملكة البحرين الرائد في مجال التنمية الحضرية. وتم بعدها عرض فيلم قصير يبين إنجازات مملكة البحرين في مجال التخطيط والتطوير العمراني والتنمية الحضرية. وقدم وزير شؤون البلديات والتخطيط العمراني هدية راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة. كما كرّم المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP” بمملكة البحرين بيتر جروهمان، ومدير مشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (Habitat) اليوني بادياني. والمدير العام للإدارة العامة للتخطيط العمراني سابقاً الشيخ حمد بن محمد آل خليفة، ووكيل وزارة الأشغال نايف الكلالي، ونائب رئيس هيئة التخطيط والتطوير العمراني سابقاً نظراً للجهود التي قامو ببذلها في مجال التنمية المستدامة. وفي الختام كانت هناك جولة في المعرض المصاحب.وتهدف وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني من خلال هذا الاحتفال السنوي باليوم العالمي للموئل، تخطيط المستقبل العمراني، وتأكيد الطابع الملح لتلبية احتياجات سكان المدن في عالم آخذ في التوسع العمراني بسرعة، وتأكيد دور مملكة البحرين الريادي في إطار برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والتي توجت في العام 2006 بفوز صاحب السمو رئيس الوزراء بجائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية الحضرية والإسكان والمقدمة من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.