تأتي الحياة التقاعدية بعد خدمة طويلة من العمل الشاق وتحدي صعاب الزمن ومواجهة تغيرات في الحياة منها ما تحتوي على مواقف صعبة ومتعبة ومنها الذكريات الجميلة في مكان العمل والمحبة والألفة بين أصدقاء مضت على علاقتهم وصداقتهم فترة طويلة، لقد كانت تلك الفترة في العمل لا تنسى. إنها فترة زمنية من عمر الإنسان كانت لابد أن تنسى في يوم من الأيام، وتأتي الفترة التقاعدية والانتقال إلى الحياة الجديدة التي سيكملها الشخص مع عائلته ومن فوائد هذه الفترة الجديدة على الإنسان بأنه سيكون متفرغاً كثيراً بالجلوس مع عائلته بشكل مستمر، وسوف يكثر من قراءة القرآن ويتقرب إلى ربه أكثر فأكثر وسوف يسترجع ذكرياته الجميلة بأن يزور معظم الأصدقاء والأهل في تلك الفترة التي كان فيها محروماً من مشاركة الآخرين في حياته، لأنه لم يكن قادراً على تغطيتها وهي مهمة بالنسبة له. فلنستعد جميعاً وأقصد على كل من أشرف على السن التقاعدي بأن يجهز نفسه ويخطط لكي يستمتع في المستقبل القريب بحيث يكون بعيداً عن الديون والقروض من الآن ويمتنع عن مصادر الإزعاج وعن كل ما يسبب المشاكل في المستقبل، ويجب عليه أن يفكر جيداً كيف سيقضي وقته في هذه الحياة الجديدة علماً بأن هناك من الطرق الكثيرة التي سوف يستمتع بها وأن البحرين فيها الكثير من وسائل الراحة والاستجمام وإن كان قادراً على تكاليف السفر فليستمتع بحياته مع عائلته ولا ينسى تكريم زوجته بعد تلك السنين التي ارتبط بها لأنها أول من يستحق هذا التكريم العظيم لأنها وقفت معه من بداية عمله وقد كانت السبب في نجاح حياته العملية، وليعاهد ربه على عمل الخير والمحبة بين الجميع.صالح بن علي
نعمــــــــة الحيــــــاة التقـــــاعـــــــديـــــــة
02 أكتوبر 2012