كتب - موسى عساف:أصبح وجود الخادمة في كثير من البيوت مظهراً مألوفاً؛ يتراوح فهمه بين وجاهة اجتماعية أو حاجة فعلية، إلا أن ما يتوارد من أخبار حول سوء معاملة الخدم يضع المجتمع أمام أسئلة كبيرة تتمحور حول مدى تطبيق القواعد والقوانين الحافظة لحقوق هذه الفئة، سواءً المحلية أو الاتفاقيات الدولية.وليس بعيداً عن كل ما سبق؛ فقد انتشرت على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي كثير من الرسومات الكاريكاتيرية التي تصور مدى سوء المعاملة التي يتعرض لها خدم المنازل، والتي تراوحت بين تصوير واقعي للحالات والمبالغات، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى ضروب من الخيال. فهل تعكس الرسومات الكاريكاتيرية الحالة الحقيقية أم أنها ضرب من ضروب السخرية من ثقافات وشعوب أخرى؟في اتصال هاتفي لـ»الوطن» مع رسام الكاريكاتير عماد حجاج أوضح أن الصورة النمطية التي تترسخ في ذهن كثير من الناس تنعكس على إنتاجهم سواء أكان رسام كاريكاتيري أو كاتب أو فنان، وبالتالي فإن من الضروري عند المبدع أن يبحث عن الجانب الإيجابي في الصورة النمطية، أو أن يستخدمها بشكل رشيد.ويضيف حجاج، أن «كثيراً مما ينشر من رسومات كاريكاتيرية بشأن معاملة الخدم اقتصر على الانتقائية والعين الواحدة بهدف الإضحاك والسخرية فقط»، مضيفاً أن «قليلاً من رسامي الكاريكاتير الذين يتسمون بالموضوعية قاموا بتسليط الضوء على المعاناة الحقيقية للخادمات من خلال الترشيد الحقيقي للصور النمطية».ويوضح أن الاستخدام المفرط للصورة النمطية (الساخرة) هي من وسائل إيصال الأصوات إذا تم استخدامها برشد وموضوعية، وهو ما يفتقر له كثير من رسامي الكاريكاتير.وأخيراً.. تبقى المعاناة قائمة، ويبقى رسام الكاريكاتير جزءاً من منظومة إعلامية تتعامل مع القضية من زاوية واحدة، تصيب حيناً وتخطئ أحياناً كثيرة..
الخادمات بريشة رسامي الكاريكاتير.. نقل المعاناة أم السخرية؟!
02 أكتوبر 2012