أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن استدامة الموارد وتنميتها هدف أساسي توليه الحكومة بالغ اهتمامها ضمن استراتيجيتها وأكثر ما يهمها هو المحافظة على مستوى ما وفرته أجهزتها للمواطن واستمراريته بذات الجودة في ظل تحدي الموارد والنمو السكاني، لذا فإن الوزارات والأجهزة الحكومية مطالبة بتنفيذ البرامج التي تحافظ على ما قدمته الحكومة للمواطن من خدمات والاستمرار في تقديم الأفضل له، وعلى المواطن أيضاً دور في الحفاظ على الخدمة الحكومية عبر ترشيد استخدامها وحماية مرافقها من العبث والتخريب. ووجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، لدى إطلاع سموه على نتائج مختبرات التنافسية والمؤشرات الوطنية التي عقدت لـ 38 مختبراً، ونتائج ورشة المؤشرات الوطنية التي عقدت الأسبوع الماضي بحضـور 230 قيادياً من الحكومة، إلى ضرورة إدخال المزيد من الحوافز التي تنهض بمستوى الإنتاجية والأداء في العمل الحكومي وبأهمية معرفة نسبة الزيادة في الإنتاجية جراء البرامج التي تنفذ لهذا الغرض، منوهاً بأن الحكومة وفرت كافة الموارد البشرية والمالية والمعدات والأجهزة من أجل أن يحصل المواطن على خدمات حكومية ذات كفاءة وجودة وفاعلية ومتوافرة وفي متناول يد من يطلبها من المواطنين. ونوه إلى أن تحسين الإنتاجية والتنافسية وتحقيق رضا المواطنين من الخدمة الحكومية غاية أساسية، موجهاً سموه بضرورة استحداث مقاييس ومؤشرات وطنية فاعلة للمتابعة والتقييم بهدف رفع مستوى الأداء، مؤكداً أن الصحة والتعليم خدمات أساسية ويجب أن يحصل المواطن عليهما بأعلى مستوى من الكفاءة، فعلى صعيد الصحة يجب أن يحصل المريض على خدمته في الطوارئ بسرعة وفاعلية وأن توفر الأسرة والعلاج في الوقت المناسب دون إبطاء، فينبغي ألا ينتظر المواطن طويلاً ليحصل على العلاج سواء بالطوارئ أو المراكز الصحية أو المستشفيات الحكومية المتخصصة. وأضاف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن التعليم الجامعي توليه الحكومة اهتماماً بالغاً لثقتها بأن العنصر البشري المؤهل هو محور التنمية، لذا يجب ضمان أن يكون التعليم الجامعي ذا كفاءة وجودة على صعيد برامجه وإجراءات التسجيل فيه وبأهمية أن يتخرج الطالب وفق خطة دراسية فاعلة.بعدها نوه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بحرص الحكومة على تقديم خدمات متطورة في مرافقها المختلفة ينبغي أن تكون على درجة عالية من الكفاءة والنوعية، ومنها خدمات الكهرباء والماء وبأهمية وصول خدماتها للمواطن بسرعة ودون إبطاء أو بيروقراطية متى ما طلبت من المواطن وبأهمية عدم معاناته من أي انقطاعات تزعج حياته.الاستعداد بروح العزيمة والإصرار للتحديات المستقبليةوأبدى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن ارتياحه لكفاءة الخطط الجديدة التي اعتمدتها وزارة الصحة وجامعة البحرين وهيئة الكهرباء والماء التي تم تبنيها في ضوء مختبرات التنافسية لما حققته من تطور فعّال على صعيد الخدمات المقدمة فيها.وحث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تبني مؤشرات وطنية لقياس مدى تحقق الأهداف والتقدم في العمل وأن يتم تقييم هذه المؤشرات بصفة دورية نظراً لدورها في وصول الحكومة إلى أهداف استراتيجيتها وتنفيذ برامج عملها في المجالات المختلفة.وأضاف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن مملكة البحرين بلد ينمو وفي حاجة إلى اليد العاملة المؤهلة وأن الثقة عالية في قدرة أبنائنا على إدارة كافة الأجهزة والمرافق الحكومية بمنتهى الفعالية والكفاءة وبما يكفل استمرار نمو البحرين وازدهارها.وقال سموه خلال الاجتماع "علينا جميعا أن نستعد بروح العزيمة والإصرار للتحديات المستقبلية، وأن نعمل منذ الآن على تنمية المهارات ومراجعة وتطوير السياسات والآليات وإعداد القيادات القادرة على مواصلة مشوار التنمية والانتقال بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة”. وأكد سموه أن المؤشرات الوطنية للأداء ستكون أداة فعالة في قياس تطور الأداء الحكومي وجودة الخدمات، وصولاً إلى بلوغ أهداف محددة تتوافق مع برنامج عمل الحكومة وخططها التنموية، وذلك من خلال تركيزها على الربط والتكامل بين الجهات الحكومية، بما يسهم في تحسين الجودة والأداء.وقال سموه "إن الاستمرارية هي أساس فكر التميز، وذلك ما نطمح في الوصول إليه في ميدان العمل الحكومي، فالتميز ثقافة وممارسة عملية لا حدود لها، والتطوير عملية دينامية لا تتوقف عن حد معين”. وأضاف سموه أن برنامج عمل الحكومة وضع قضية التميز في مقدمة أولوياته باعتبار ذلك هو المعيار لقياس مدى النجاح في تحقيق مضمون البرنامج، ومعرفة نقاط التقدم للبناء عليها، وأوجه القصور لتلافيها.وشدد سموه على سعي الحكومة الدائم إلى تطوير أدائها وتحسين مستوى الإنتاجية وكفاءة الخدمات التي تقدمها للمواطنين، عبر اعتماد التوجهات الحديثة في الإدارة وتطبيق المبادرات الكفيلة بترسيخ قيم وثقافة التميز داخل كافة الأجهزة والمؤسسات من أجل الوصول إلى مستويات أعلى من الكفاءة والإنجاز، وتحقيقاً للمزيد من التقدم والازدهار للمملكة.وأكد صاحب السمو رئيس الوزراء، الاستمرار في السير قدماً نحو تعزيز جهود الارتقاء بالأداء الحكومي وتطويره في جوانبه المختلفة، عبر إيجاد الحوافز لزيادة الإنتاجية والتنافسية بين الوزارات والأجهزة الحكومية، وتنمية روح الإبداع، واستثمار القدرات والإمكانات المتاحة والعمل بروح الفريق الواحد، لوضع خطط علمية مدروسة تستهدف مواكبة متطلبات البناء والتطوير.38 مختبراً تمثل 19 مؤسسةومن ناحيته، استعرض وزير الدولة لشؤون المتابعة محمد المطوع تجارب 38 مختبراً يمثلون 19 مؤسسة والتي قام بها استشاريون بحرينيون، وقدرتهم على التغيير الميداني واستثمار خبراتهم في التغيير بدون موارد إضافية، موضحاً أن عدد هؤلاء الاستشاريين بلغ 200 استشاري في مجال التميز.وأكد أن توجيهات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر كانت وراء هذا الإنجاز الكبير، وتعكس رؤية وفلسفة سموه في سبيل تطوير العمل الحكومي ليكون أكثر إبداعاً وإنجازاً بما يلبي احتياجات المواطنين بسرعة وكفاءة.وقال إن النجاح في تشكيل جيل من الاستشاريين البحرينيين يحقق حرص سموه على تعزيز دور الكفاءات الوطنية في دعم مسيرة التنمية الشاملة، ومنحها الثقة التي تكفل لها المناخ المناسب نحو مزيد من التحفيز والأداء المتميز، وهو ما حرص مركز البحرين للتميز على تحقيقه منذ إنشائه.واستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الشيخ نواف بن إبراهيم آل خليفة خلال الاجتماع نجاح الهيئة في سرعة توصيل خدمات المياه والكهرباء وتقليها من 50 إلى 19 يوماً، وتمكن الهيئة من توصيلها بدون تكاليف إضافية، وإعادة هندسة العمليات لتقليل عدد الخطوات التي يقضيها المشترك مع توفير المبالغ الخاصة بعمليات التوصيل.كما استعرض عميد القبول والتسجيل بجامعة البحرين د.أسامة الجودر تجربة الجامعة في التسجيل الشامل الذي قامت به من أجل سرعة إنجاز خدمات التسجيل بالنسبة للطالب والانتهاء منها في وقت قياسي لا يتجاوز 10 دقائق، بالإضافة إلى حصول الطالب على خدمات الإرشاد الأكاديمي بما يمكنه من الالتزام بالخطة الموضوعة للتخرج، ويعزز التدفق السليم للأيدي العاملة البحرينية في سوق العمل بمخرجات متميزة، وقد أشار الجودر إلى ارتفاع نسبة الرضا عن خدمات التسجيل من 54% إلى 86%. وقدمت خبيرة التطوير الإداري بوزارة الصحة بدرية الكويتي شرحاً عن تجربة الوزارة في تحسين خدمات الطوائ بمجمع السلمانية الطبي، وتحسين خدمات التصنيف للحالات الطارئة والمستعجلة وتعزيز التكامل بين المراكز الصحية وقسم الطوارئ والحوادث، وزيادة الإنتاجية.ومن جانبها، استعرضت رئيسة قسم الأمراض الباطنية في مجمع السلمانية الطبي د.جميلة السلمان تجربة القسم في توفير الأسرة، حيث كان معدل انتظار المريض قي قسم الطوارئ للحصول على سرير من 6 ساعات إلى 3 أيام، حتى أصبحت الآن ساعتين فقط.
رئيس الوزراء: المواطنون مطالبون بحماية مرافق الخدمات من العبث والتخريب
03 أكتوبر 2012