كشف ناشط سياسي عراقي أن ما يسمى «المعارضة البحرينية» تتخذ من مدينتي البصرة والنجف في جنوب العراق منطلقاً لعملها وتحظى بدعم مباشر من إيران، وبالتعاون مع أحزاب طائفية أخرى موجودة في العراق.وأكد الناشط العراقي، ورئيس حركة تحرير الجنوب عوض العبدان في حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» أن الجهات التي تسمي نفسها «معارضة» في البحرين لا تتقدم في أي خطوة ما لم تستشر فيها إيران والأحزاب الموالية لها في جنوب العراق، معتبراً أن النتيجة والمحصلة النهائية للعمل المتبادل بين الطرفين يكشف بجلاء تدخل إيران بتفاصيل الأحداث المؤسفة في البحرين منذ بدايتها.وشدد العبدان على أنه من المؤسف أن يصبح العراق، وخصوصاً المنطقة الجنوبية منه، مرتعاً لعملاء إيران من المنطقة ككل، مضيفاً أن «عملاء إيران من الكويت، والبحرين، واليمن، ولبنان، وغيرهم أصبحوا يسرحون ويمرحون في العراق ويتخذون من بلدنا ملاذاً لهم ولتنفيذ سياسة إيران في تخريب بلدانهم».وأبدى الناشط سخطه وأسفه: «على الممارسات الشنيعة التي تقوم بها الأحزاب -العراقية- العميلة للنظام الإيراني في مجريات ثورة الشعب السوري»، مؤكداً أنها تقدم: «المساعدات بطريقة مباشرة وغير مباشرة لدعم النظام في سوريا، وتدعمه بالأموال وتسهيل دخول الميليشيات الموالية لدعم نظام بشار الأسد».وأضاف أن «الأحزاب العميلة لإيران في العراق كانت تتهم نظام الأسد بدعم الإرهابيين في العراق ودعم تنظيم القاعدة وأعمال التخريب في العراق، وكانوا يصفونه بصفات سيئة جداً، ولكن لما رأت إيران أن مصلحتها ليست في تغيير النظام الموجود في سوريا، تحولت كل هذه الصفات السيئة بشكل مفاجئ وفج إلى صفات حميمة وأصبح النظام السوري مظلوماً ويتعرض للإرهاب، وهذا يدل أن السياسي العراقي لا يملك قراراً حقيقياً، إنما هو موجه لمصالح معينة».كم أشار العبدان إلى أن عدداً كبيراً من الأحزاب العراقية ولد وترعرع ومول ودرب في إيران، وأن ولاءها مطلق لنظام ولاية الفقيه، رغم نفيهم لذلك، إضافة إلى أن النظام الإيراني يدعمهم بالأموال والمعلومات، ما سهل لهم تولي زمام الأمور في العراق. وأضاف: «حتى عندما جرت الانتخابات الأخيرة التي أظهرت فوزاً لقائمة غير موالية لإيران، فإن تدخلات إيران قلبت الأمور رأساً على عقب، وبالتالي نصبت حاكماً يدين بالولاء لها، ولا أعتقد أن السياسة العراقية الحالية تسير في خط بعيد عن الخط الإيراني، إذا لم أقل إن جهاز التحكم الإيراني هو الذي يحرك السياسيين العراقيين والقرارات الحكومية».يشار إلى أن حركة تحرير جنوب العراق تأسست في الجنوب العراقي، وتحديداً محافظة البصرة، وتؤمن الحركة - بحسب العبدان - بأن الجنوب العراقي محتل من قبل إيران بينما تعتقد أنها تتدخل كثيراً في المحافظات الأخرى.وتعتبر الحركة وجود الاحتلال محركاً رئيساً لوجود حركة مقاومة، إلا أنها تؤمن بالمقاومة السلمية، ورغم إمكان توجهها للسلاح الذي يدعمه الشرع والأعراف الدولية، فإنهم قادرون على الوقوف في وجه ما يصفه بالاحتلال وتحقيق أهدافهم بالطرق السلمية.