كتب - حسن الستري:انتقد اختصاصيون ظاهرة التعامل السلبي مع قضايا المخدرات في الدراما والإعلام، مطالبين بوقف التعامل مع قضايا المخدرات كلية، موضحين أن هذه التعاملات أثرت سلباً على المشاهدين، وأسهمت بانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات.وقال عضو مجلس إدارة جمعية الصحافيين علي مجيد: إن الإعلام يتحمل مسؤولية اجتماعية كبيرة بتوعية المجتمع وخلق رأي عام تجاه أي قضية، مشيراً إلى أن القضايا المتعلقة بالاستقرار النفسي والاجتماعي للمجتمع كقضايا المخدرات تتطلب دوراً أكبر من الإعلام، إذ يمكن للإعلام كجزء مهم أن يصيغ علاقة مختلفة مع مروجي المخدرات بالدرجة الأولى وعزلهم اجتماعياً من خلال إثارة مضار هذه الآفة التي تفتك بالمجتمعات.وأضاف: أن على هيئة شؤون الإعلام وجميع المؤسسات الإعلامية المعنية بالإعلام في جميع الدول، مراقبة الأمر بنحو جدي مضمون الدراما الخليجية والأفلام العربية والأجنبية التي تروج بصفة مقصودة أو غير مقصودة للمخدرات، منوهاً إلى أن تلك الأفلام تضع شخصية البطل بصفة المظلوم والهارب من المشكلات، وقد يخلق هذا الإنتاج نوعاً من التعاطف مع مستخدمي المخدرات، مطالباً بإفساح المجال للمؤسسات العاملة في مجال توعية الجماهير والمواطنين بضرورة الانتباه لجميع المواد المتعلقة بالمخدرات عبر توفير برامج متخصصة.وأكد الأخصائي النفسي جاسم المهندي أن المشكلة عالمية وليست على مستوى محلي، وهي تعد تجارة في الأساس هناك مستفيدون منها، ويجب على الإعلام أن يوجه أولياء الأمور والعاملين في مجال الطفولة والتربويين في هذا المجال إلى مخاطرها، إذ إن هناك أشياء مسموحاً بتداولها ولها مفعول المخدرات كالسويكة، ويجب على الإعلام بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة التحذير منها. وقال: "يجب أن يكون دور الإعلام واسعاً في مواجهة المشكلة لحماية الأبناء، بأن نمنع أي فلم أو مسلسل يتحدث عن المخدرات، مشيراً إلى أنه قبل عامين بث مسلسل عربي يحكي قصة تاجر مخدرات، وعرض على أنه رجل تقي ورع وهو في الوقت نفسه تاجر مخدرات، كذلك عرض فلم آخر ظهر فيه تاجر المخدرات على أنه ثري جداً، وثالث يظهر تجار المخدرات يصلون للسلطة بفضل أموالهم التي جمعوها من الحرام، ورابع يظهره على أنه مظلوم اضطرته الظروف للمخدرات، وأطفالنا يبحثون عن المادة، فقد يقلدون هذه الأفلام لأن بها أموراً تجذبهم”.وتابع: "هذا في الأفلام العربية، فما بالك بالأعمال العالمية، نحن لا ننكر أن هذه حالات موجودة بالمجتمع، وأن بعضهم مرضى نفسيين، ولكن لا ينبغي التعامل كحالة اجتماعية لأن الأطفال قد يتأثرون بالمسلسل بصفة سلبية، بل يجب أن يكون دور الإعلام كثسف البرامج التي تعمل على توعية الناس بمخاطر المخدرات ودور الإعلامي حث الوالدين لرقابة ما يتلقاه ابناؤهم من معلومات، لأن المشكلة ليست بالمخدرات فقط، بل تتعداها إلى جرائم القتل والسرقة والعنف وغسل الأموال.من جانبه أكد المخرج التلفزيوني أحمد الصائغ أن البرامج التربوية والتثقيفية في الإعلام مقصرة جداً في هذا الجانب، فمن خلال التناول الدرامي والتلفزيون والمسرح، دائماً يتناولونه بالصفة السلبية لا الإيجابية، ويأخذونه بطريقة الدراما الهندية بعيداً عن الواقع الذي نعيشه.وقال: "إلى الآن لم نر موضوعاً درامياً عالج قضية المخدرات بصفة صحيحة، فإما أن يكون المدمن غنياً وانحرف وإما أن تكون ظروفه غير سوية، فأين من مضى مع أصحاب السوء، وأين من مر بظروف نفسية وكتب له الطبيب النفساني أدوية نفسية فأدمن عليها؟”.وتابع: "لا يمكن أن تمنع المعلومة، ولكن المهم كيف تكافح المعلومة الخاطئة، عبر ملاحقة من يروجها، وهنا يبرز دور الجمعيات الشبابية التي تنفق عليها الحكومة، إذ يجب عليها تشكيل لجنة تلاحظ الدراما وتوجه إليها النقد الهادف، فالمراقبة السابقة صعبة لكن يجب أن يكون هناك مراقبة لاحقة، ليرتدع المنتجون ولا يقدموا مثل هذه الأعمال”. وأضاف: "أرجو من المنتجين والفنانين تجنب المخدرات في الدراما الخليجية، لأن هذه الآفة لم تنتشر في المجتمع إلا حين عولجت درامياً، كما لا يصح إظهار مدمن المخدرات بصفة الممثل الذي يموت في المسلسل، لأن ذلك قد يجعل المدمنين ييأسون من حياتهم”.