عواصم - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قصفت أمس أهدافاً تقع داخل الأراضي السورية رداً على سقوط قذائف داخل أراضيها مصدرها سوريا أدت إلى مقتل 5 مدنيين هم أم وأطفالها الأربعة في قرية حدودية. وأضاف أردوغان في بيان أن سفراء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، وتركيا عضو فيه، سيعقدون اجتماعاً عاجلاً في الساعات المقبلة لبحث الوضع الناشئ من هذا الحادث، بينما دعا بيان للحلف في وقت لاحق سوريا إلى وقف انتهاك القانون الدولي.وقال رئيس الوزراء التركي إن «هذا الهجوم استدعى رداً فورياً لقواتنا المسلحة التي قصفت على طول الحدود أهدافاً تم تحديدها بواسطة الرادار». وأكد أن «تركيا لن تدع هذه الاستفزازات من جانب النظام السوري التي تهدد أمننا القومي من دون عقاب، في إطار احترام القانون الدولي وقواعد الاشتباك التي ينص عليها». وأوضح أردوغان أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تشاور مع الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن و»تم اتخاذ قرار بأن يعقد مجلس الحلف اجتماعاً في موعد وشيك جداً».وأدانت واشنطن إطلاق القذائف من سوريا على الحدود التركية.وسقطت قذائف مصدرها سوريا في قرية تركية حدودية وأسفرت عن مقتل 5 مدنيين هم أم وأطفالها الأربعة، وإصابة 10اخرين، بحسب آخر حصيلة أوردها حاكم المحافظة جلال الدين غوفنش. وهذا الحادث هو الأخطر بين تركيا وسوريا منذ أسقطت الدفاعات الجوية السورية مقاتلة تركية في يونيو الماضي.من ناحية أخرى، هزت سلسلة تفجيرات دامية مدينة حلب أمس أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من جنود نظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما تدور معارك طاحنة منذ أكثر من شهرين بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وبلغت حصيلة أعمال العنف في سوريا أمس 182 قتيلاً وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لفت إلى مقتل 48 شخصاً في تفجيرات حلب معظمهم من العسكريين. كذلك، تحدث المرصد عن مقتل 88 مدنياً بينهم 16 شخصاً في قصف للجيش النظامي السوري تعرضت له قرية الصحن في ريف حماة. وذكر المرصد ان 4 سيارات مفخخة انفجرت في حلب، 3 منها في ساحة سعد الله الجابري ومداخلها وسيارة رابعة بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة. وأسفرت الانفجارات بحسب حصيلة المرصد عن مقتل 48 شخصاً أغلبهم من القوات النظامية، مشيراً إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود نحو 100 جريح كثيرون منهم بحالة خطرة. ونقل المرصد عن مصادر طبية في المدينة قولها إن «معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية». من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن 3 سيارات مفخخة انفجرت في أوقات متقاربة «يقودها إرهابيون انتحاريون» في ساحة سعد الله الجابري بحلب ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين. وتأتي سلسلة الهجمات هذه بعد أقل من أسبوع من إعلان قوات المعارضة شن هجوم «حاسم» للسيطرة على كبرى مدن الشمال، مسرح المعارك الشرسة التي تدور رحاها منذ أكثر من شهرين. وكانت صحيفة الوطن السورية الخاصة المقربة من السلطة ذكرت في عددها الصادر أمس أن القوات السورية «رداً على الفشل الذريع الذي منيت به «معركة الحسم» التي أعلنها مسلحو حلب منذ نهاية الأسبوع المنصرم» حسمت أمرها بالتقدم نحو الأحياء الشرقية معقل «المسلحين ومركز ثقلهم» والدخول إلى حي الشيخ خضر. وأوضحت أن السيطرة على حي الشيخ خضر سيمكن القوات النظامية من تمهيد الطرق الواصلة إلى الأحياء الشرقية التي «ستدور في رحاها المعركة الفاصلة والأخيرة». من جهتها، أكدت صحيفة «الثورة» الحكومية أن «الهزائم المتواصلة التي تلحقها قواتنا المسلحة بالعصابات الإرهابية في عدة مناطق تؤكد من خلالها المضي بالمهمة الوطنية التي بدأتها حتى تخلص البلاد من رجس أولئك المرتزقة، كما تريد أن تقطع الشك باليقين أن أيام تلك الميليشيات باتت معدودة رغم ما تتلقاه من إمدادات مالية وعسكرية ورغم الضغط السياسي والإعلامي على سوريا».من جهة أخرى، وغداة مقتل مسلحين كرديين على الحدود السورية التركية بنيران الجيش التركي خلال محاولتهما التسلل إلى تركيا، سقطت قذائف اطلقت من سوريا في الأراضي التركية وأسفرت عن مقتل مدنيين، الأمر الذي اعتبرته أنقرة حادثاً «بالغ الخطورة». وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي إن إطلاق قذائف من سوريا وسقوطها في بلدة حدودية بجنوب شرق تركيا متسببة بمقتل 5 مدنيين أتراك «حادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود». وكان رئيس بلدية اكجاكالي الواقعة على الحدود السورية أعلن مقتل 5 أشخاص هم أم وأطفالها الأربعة، فضلاً عن إصابة 10 في سقوط قذائف أطلقت من سوريا على البلدة. ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى اجتماع عاجل في وزارة الخارجية فيما جمع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مستشاريه لبحث احتمال الرد على الحادث، وفق مصدر مقرب منه. وحادث الأمس هو الأخطر بين تركيا وسوريا منذ إسقاط الدفاعات السورية مقاتلة تركية في يونيو الماضي. ميدانياً، أفاد المرصد السوري أن حصيلة أعمال العنف في مختلف المناطق السورية بلغت أمس 182 قتيلاً هم 88 مدنياً و14 مقاتلاً معارضاً و80 جندياً نظامياً بينهم 48 سقطوا في تفجيرات حلب.وفي ريف حلب، تعرضت بلدة دير حافر للقصف من قبل القوات النظامية. وفي شمال غرب البلاد، تعرضت مدن وبلدات اريحا والناجية وبداما وقرية رام حمدان بريف ادلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية فيما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والكتائب المقاتلة في منطقة الجبل الوسطاني. وجنوباً، حيث مهد الحركة الاحتجاجية، تعرضت بلدات في ريف درعا كداعل والغارية الغربية وصيدا لقصف من قبل القوات النظامية. وفي حمص، تعرضت الأحياء القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وفي ريفها، تعرضت مدينة الرستن وبلدات الغنطو والسعن لقصف عنيف من قبل القوات النظامية وأيضاً قرية البويضة الشرقية. وشرقاً، انفجرت شاحنة مفخخة استهدفت فرع الأمن السياسي بمدينة دير الزور ما أسفر عن قتل وجرح عدد من عناصر الأمن السياسي. وفي محافظة إدلب شمال غرب سوريا، قتل 15 جندياً في هجمات شنها مقاتلو المعارضة السورية وفي معارك في بلدة بداما. من جهة أخرى، عرضت السلطات الأمريكية مكافأة بقيمة 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن أمريكي من أصل سوري يشتبه بعلاقته بتنظيم القاعدة ويتهم بالتخطيط لقتل عسكريين أمريكيين خارج الولايات المتحدة. وتبحث السلطات عن أحمد أبو سمرة منذ إصدار مذكرة اعتقال بحقه في نوفمبر 2009. ووجهت إلى أبو سمرة 9 تهم من بينها تقديم الدعم المادي لإرهابيين والتآمر لارتكاب عملية قتل في بلد أجنبي، والتآمر لإمداد القاعدة بالدعم المادي.