حياتنا مليئة باللحظات الجميلة المؤثرة وهي الأصل، أما اللحظات التعيسة العابرة التي ما أن تأتي حتى تذهب مسرعة بلا رجعة بإذن لله، وذلك فقط من كان يحسن الظن بربه الذي خلقه. لقد مرت سنون طويلة في حياتي.. كنت مكتفياً بتخزين كل فكرة جميلة مرت على الخاطر في ذاكرتي، دون كتابتها بشكل خاطرة أو مقال أعبر فيه عن مشاعري وأحاسيسي، وكل ما يختلج في صدري ويشعر به قلبي، من هموم الأمة عامةً وهمومي الخاصة. كإنسان بسيط.. عاش حياة البسطاء.. كانت لي أيام جميلة لن أنساها ما حييت، فيها لحظات فرح ما أروعها، ولحظات حزن فيها من الألم الشيء الكثير، لكن ما كان يفرحني ويشعرني بالزهو هو مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم، وسماع أخبارهم، والجلوس بمجالسهم، والأنس بحديثهم غير المتكلف، كبساطة حياتهم. وأخيراً وليس آخراً.. تغيرت قناعتي وترسخ في ذهني، بأن أكتب كل فكرة أشعر أنها تنفع الناس، وقبل ذلك تزكي نفسي الأمارة بالسوء.إن الكتابة: أصبحت جزءاً من حياتي التي أجد لها الأثر البالغ في إعادة وصياغة حياتي وتطويرها للأحسن والأفضل، فالكتابة تلزمني بالقراءة والاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد.كما إن تبادل المعرفة ومشاركة الآخرين الأفكار أصبح همي اليومي، والتلذذ بالتواصل مع الآخرين، وهذا يدفعني لأشارك الكل الأفكار والآراء، لنرتقي بأنفسنا للمعالي.كنت أعتقد أن أسوأ شيء في الحياة هو أن يبقى الإنسان وحيداً.. لكن اكتشفت أن أسوأ شيء في الحياة أن يعيش الإنسان مع أشخاص يجعلونه يشعر بأنه وحيداً.. فلا تندم على ما قدمته للآخرين من خدمات وكرم وإحسان.. بل افتخر أنك كنت ومازلت تحمل قلب إنسان. هذه قناعتي.. وهذه أفكاري.. وهذه كتاباتي مجرد رؤية أخاطب من يمتلك عقلاً ووعياً كافياً.. كمال قال تعالى: (إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). ومضة: أيها المتفائل: تمسك بلحظاتك الجميلة ولا تدعها تتسرب من بين يديك كحبات الرمل الناعم في الصحراء.. فتتحول إلى سراب فيضيع عمرك في الندم واستجلاب الألم. ارجع إلى حياتك البسيطة.. غامر.. أحب.. تعلم.. ابتسم.. استمتع.. عش تلك اللحظات بكل صدق وشفافية.. لا تحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك.. ولا تنفق وتبذر أيامك في الحزن والهم وتوزع ساعاتك في الغم على ما فات.. ولا تسرف في إضاعة وقتك الثمين على ماضي لن يعود، ولا تنس ذكر الله في جميع أحوالك، والله لا يحب المسرفين. صالح الريمي
حتــــــــى لا يضيـــــــــــع العمـــــــــر
04 أكتوبر 2012