باريس - (أ ش أ): حذر خبراء ليبيون وعرب من وجود مخطط دولي لتقسيم ليبيا بعد إعلان "برقة” فيدرالية مستقلة. ونبه الخبراء، خلال ندوة إلكترونية نظمها مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس وأديرت حواراتها من عمان حول أسباب وأبعاد إعلان برقة " فيدرالية مستقلة، إلى أن هناك مخططاً دولياً يرمي لتمزيق البلاد والسيطرة على ثرواتها ونتائج ثورتها.من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي رزق فرج إن "من حق الليبيين أن يستغربوا هذا الإعلان القاصر قانونياً والمشوه وطنياً”. وأضاف "إنه غاب على أدعياء الفيدرالية كنظام حكم كيف ستكون الدولة الليبية بعد أن اتخذوا قرارهم الأحادي بتطبيق نظام حكم على جزء من الكل”.بدوره، قال الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود "إن تقسيم ليبيا يشكل خطراً داهماً استشعره الليبيون بعدما أصر ثوار بعض المدن الليبية عدم الرضوخ للسلطة الحالية في الشأن المتصل بإعادة السلاح وتسليم سيف الإسلام القذافي للسلطة لتجري محاكمته”.ورأى الحمود أن "التخوف الأبرز في هذا الشأن أن الاتجاه القبلي في ليبيا يدفع بعض القوى الرجعية للتمسك بالقاعدة القبلية على حساب المصلحة العليا للدولة القادرة على لعب دور محوري في العالم العربي في حال تم توظيف إمكانياتها بطريقة مثلى”. وأكد الحمود "ثقته في وعي غالبية الشعب الليبي لمخططات التقسيم”، مشيراً إلى أنه "على الرغم من أهمية انضوائهم تحت الراية القبلية بيد أنهم يعلمون حق العلم بأن بلادهم بحاجة لجهودهم المجتمعة لبناء دستور ومؤسسات قادرة على توجيه بوصلة الدولة نحو العصرنة والحداثة ونبذ التطرف وإشاعة روح التسامح وتدشين علاقات سوية مع الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي برمته”. من ناحيته، نبه عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حاتم أبو شعبان إلى وجود "مؤامرة دولية لتقسيم كل دولة عربية على حدة وليس ليبيا فقط ، وقال "إن المخطط هو سايكس بيكو جديد لكل دولة عربية على حدة”.وأشار إلى أن "سايكس بيكو الأول” كان لتقسيم الوطن العربي إلى دول متعددة أما الآن فهو لتقسيم كل دولة عربية لعدة دويلات صغيرة من خلال خلق الصراعات الداخلية وتقويتها للاستيلاء على الثروات العربية لكل دولة، معتبراً أن "القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية استفادت من استبداد الحكام العرب بعد أن دعمتهم وقوتهم لتحريك الشعوب ضد الحكام للوصول إلى ما سمي بالربيع العربي ومن ثم خلافات واقتتال داخلي كخطوة أولى نحو تقسيم بعض الدول العربية”.