تشارك رئيسة جمعية أصدقاء البيئة خولة المهندي بناء على دعوة رسمية في اجتماع في العاصمة الإيطالية روما لدعم تطبيق الدليل الإرشادي الطوعي الجديد حول الأمن الغذائي والذي أصدرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) في بداية هذا العام 2012. وحول خلفيات المشاركة أوضحت المهندي أنها كانت جزءاً من فريق المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي كان لها دور واضح في فكرة وإعداد وتطوير وإتمام وإقرار الدليل الإرشادي الطوعي للحوكمة المسؤولة حول ملكية الأراضي، مصائد الأسماك، والغابات، والذي تم إقراره من قبل الدول المشاركة مع بدايات العام الحالي في روما. وأوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة أنها شاركت في الاجتماع التشاوري لإقليم غرب آسيا وشمال أفريقيا (الشرق الأدنى) الذي عقد في الأردن عام 2009 كخبيرة من منطقة الخليج العربي وأنها كونت فكرة جيدة عن أهم أولويات المنطقة فيما يتعلق بالأمن الغذائي المرتبط بملكية الأراضي والموارد، من منطلق ما أجمع عليه الخبراء المجتمعون والممثلون لكافة القطاعات الحكومية والأكاديمية والأهلية في المنطقة العربية. المهندي أثناء عملها ضمن فريق المجتمع المدني الدولي لإعداد موقف المجتمع المدني من القضايا الخلافية في الدليل الإرشادي لعرضها أثناء المفاوضات. كما تم دعوة ممثلة المجتمع المدني البحرينية لحضور مؤتمر المجتمع المدني العالمي والذي عقد في روما 2009 حيث أسندت لها مهمة رئاسة المؤتمر. ومن ثم شاركت في المفاوضات حول الدليل الإرشادي بين عامي 2010 و2012 ضمن فريق المجتمع المدني العالمي، وكانت أولوياتها التنسيق مع دول المنطقة لأجل حماية المسائل المتعلقة بالحقوق البيئية والثقافية في المنطقة العربية ضمن الأطر التي يغطيها الدليل الإرشادي. وكانت من القضايا التي تبنتها المهندي قضية الشعوب والمجتمعات تحت الاحتلال وخصوصية ما تعانيه من معوقات تحول دون تحصلها بحقوقها الإنسانية وحقها في الأمن الغذائي لاسيما المرتبطة منها بتغيير ملكية الأراضي نتيجة للممارسات الغصبية التي يمارسها الاحتلال على الأفراد والجماعات وممارساته التعسفية الرامية لتغيير الهوية الثقافية للأراضي ومتعلقاتها، كما كان موضوع الحق في الوصول إلى الماء من أولويات المنطقة التي تبنتها المهندي وحولتها إلى مطلب من المطالب التي ظهرت في بيان المجتمع المدني العالمي.وتحدثت خولة المهندي عن حق الشعوب تحت الاحتلال أثناء المؤتمر الإعلامي الذي أقامته مؤسسات المجتمع المدني في منظمة الفاو بروما لإعلان دعمها لإقرار الدليل الإرشادي للأمن الغذائي وللفت النظر للمسائل المهمة التي أغفلها ممثلو الدول وإلى جانبها زملاؤها من ممثلي المزارعين والصيادين والشعوب الأصلية والمنظمات غير الحكومية عبر العالم.وأوضحت المهندي أن الأمن الغذائي قضية عالمية على درجة كبيرة من الأهمية وأن الأمن الغذائي يتحقق حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة عندما يتمتع البشر كافة في جميع الأوقات بفرص الحصول، من الناحيتين المادية والاقتصادية، على أغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي حاجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية كي يعيشوا حياة توفر لهم النشاط والصحة. حيث جاء في تمهيد الدليل الإرشادي أن الغرض من التوجيهات والخطوط الإرشادية ھو تشكيل مرجع وتوفير الإرشادات اللازمة لتحسين حوكمة حيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات، مع الھدف العام المتمثل في تحقيق الأمن الغذائي للجميع، ودعم الإدراك التدريجي للحق في غذاء كاف في سياق الأمن الغذائي الوطني، فقد وضعت ھذه الخطوط التوجيھية بحيث تساھم في الجھود العالمية والوطنية الرامية إلى القضاء على الجوع والفقر استناداً إلى مبادئ التنمية المستدامة وإقراراً بالمكانة المركزية التي تحتلھا الأرض في مجال التنمية عبر تعزيز حماية حقوق الحيازة، والحصول العادل على الأراضي، ومصايد الأسماك، والغابات. ويتوقف القضاء على الجوع والفقر، والاستخدام المستدام للبيئة إلى حد بعيد على طريقة وصول الأشخاص، والمجتمعات المحلية، وغيرھم إلى الأراضي ومصايد الأسماك والغابات. وتستند سبل معيشة الكثيرين، وخاصة فقراء الريف، إلى الوصول المضمون والعادل إلى ھذه الموارد والسيطرة عليھا. فھي مصدر للغذاء والمأوى؛ وھي الأساس الذي تقوم عليه الممارسات الاجتماعية، والثقافية والدينية؛ كما تمثل عاملاً محورياً في النمو الاقتصادي. كما أوضحت المهندي أن الدليل الإرشادي والذي خرج باسم "المبادئ التوجيھية الطوعية بشأن الحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات في سياق الأمن الغذائي الوطني” قد تم إقراره في مقر منظمة الفاو في مايو 2012 الجاري، بعد مفاوضات طويلة وحملات لتبني الفكرة قادتها مؤسسات المجتمع المدني لسنوات قبل أن تتم الموافقة على النسخة النهائية.