ربما يشعر الكثيرون بالقلق إذا عرض عليهم تولي تدريب منتخب اليونان لكرة القدم خلفاً للمدرب اوتو ريهاجل الذي حقق إنجازاً رياضياً غير مسبوق للبلاد لكن فرناندو سانتوس ليس منهم. وتسلم المدرب البرتغالي البالغ من العمر 57 عاماً مهمة تدريب اليونان بعد خروجها من نهائيات كأس العالم 2010 وجلب معه الاستقرار والنجاح إلى الفريق. وتوقع كثيرون أن يجد سانتوس صعوبة في مهمته لكنه أبلى بلاء حسناً بإصراره على أنه لا يشعر بالضيق إزاء التوقعات العالية عقب النجاحات التي حققها المدرب الألماني. ففي عام 2001 تولى ريهاجل تدريب اليونان لكنه سرعان ما قاد الفريق لتحقيق أفضل نجاحات في تاريخه بالفوز بكأس أوروبا 2004 الذي منحه لقب «الملك اوتو» لدى الناس في اليونان. وقال سانتوس مدرب بنفيكا وبورتو البرتغاليين سابقاً لوسائل الإعلام عندما بدأ عمله في يوليو قبل عامين «لست قلقاً بشأن النجاحات السابقة.. في الواقع يجعلني ذلك أشعر بإحساس جيد». وأضاف «حققت اليونان إنجازات على مدار الأعوام الثمانية الماضية وهدفنا الاستمرار في العمل الرائع. حان وقت بدء دورة جديدة بعد نهاية الدورة السابقة». وأوفى سانتوس بما وعد به. لم تخسر اليونان في مشوارها بالتصفيات وأنهتها في صدارة المجموعة السادسة متقدمة على كرواتيا. وفي الواقع فإن اليونان تحت قيادة سانتوس خسرت مباراة واحدة فقط في 18 شهراً وكانت ودية أمام رومانيا في نوفمبرعندما لعبت بتشكيلة معدلة. ومن إحدى مزايا سانتوس ومنتخب اليونان هي المعرفة الواسعة للمدرب البرتغالي بكرة القدم اليونانية وثقافة البلاد إذ سبق له العمل كمدرب في أندية كبرى في البلاد وهي ايك اثينا وباناثينايكوس وباوك. ويقيم سانتوس في اليونان بشكل دائم ويقضي معظم وقته في مشاهدة مباريات ومتابعة المواهب الشابة. ويعتمد سانتوس بقوة على مدير الكرة تاكيس فيساس الذي كان أحد أفراد المنتخب اليوناني الفائز ببطولة أوروبا عام 2004. ومنذ توليه مهام منصبه بعد كأس العالم الماضية استعان سانتوس بعدد 55 لاعباً جديداً وقدم فرصة اللعب دولياً للمرة الأولى إلى 18 لاعباً منهم. ويوضح ذلك أن سانتوس ليس محافظاً مثلما كان سلفه ريهاجل لكن بالنظر إلى تصريحاته بعد آخر مجموعة من المباريات الودية التي خاضها فريقه فإن فلسفة المدرب البرتغالي لا تختلف كثيراً عن ريهاجل. وقال سانتوس «الجوانب الخططية لها الأولوية ثم تأتي القدرات الفنية. لو كان لدينا لاعب مثل ليونيل ميسي كنا سنضعه في التشكيلة حتى إذا لم يكن مفيداً جداً من الناحية الخططية». وأضاف «لكن اليونان لا تملك ميسي لذا فالأولوية للجوانب الخططية ثم تأتي المهارات الفنية في مرحلة تالية ثم روح الفريق وخبرة المباريات الكبرى والقدرة على لعب أكثر من دور واحد».
إرث ريهــــاجـــل الثقيـــل لا يــــؤرق البرتغـــالي ســــانتوس
28 مايو 2012